أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - جيش الصدر : العناصر والسلوك !














المزيد.....

جيش الصدر : العناصر والسلوك !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 929 - 2004 / 8 / 18 - 13:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حاولت جهدي أن استخدم كلمة ثقافة بدلا من كلمة سلوك ، وانا أعد نفسي لكتابة مقالتي هذه التي أهدف من ورائها أن أقارن بين السلوك الذي فرضه صدام ، ومن خلال تنظيمات جهاز البعث العراقي ، تلك التنظيمات التي امتدت الى كل مدينة وقرية قسرا ، والتي اشاعت بين اعضائها ، ومن أطاله تاثيرها ، سلوكا غريبا ، هجينا ، مشينا ، ما اعتادته الناس في العراق ، وعلى مدى تاريخه المديد ، ولهذا السبب يكون من العسير علي ، وعلى غيري أن يطلق كلمة ثقافة على هذه التسلكات والافعال التي عرفها الفرد العراقي ، وتسلك البعض من العراقيين بها ، ومن بينهم الجيل الذي نشأ في فترة حكم البعث المقبور ، والذي كان هو اول ضحايا هذا السلوك الغريب 0
لقد تعلم هذا الجيل الكذب والنفاق ، وصار ذلك سلوكا مقبولا ، لا يضرّ صاحبه ، ولا يسيء إليه ، مادام كان هو يرى رأي عين كيف كان النظام ، متمثلا برئيسه صدام المجرم ، يكذب على نفسه ، وعلى الناس من حوله ، ويعتبر ذلك حقائق يجب على الناس تصديقها طواعية أو اكراها ، ولا فرق في ذلك عنده 0
ومن كذب النظام الساقط هذا هو أن صدام وحزبه كانا هما من يمثل الشعب العراق والشعب العراقي ، ولا يوجد عراقي آخر سواء أكان هذا العراقي حزبا سياسيا ، أم جمعية مهنية 0 ولكي يبرهن صدام على هذا الكذب المفضوح ، راح يجري الانتخابات التي يفوز بها هو ذاته بنسبة 100% ، وحين تعلن النتائج ، تخرج جموع الناس مكرهة الى الشوارع ، تلوح بصور القائد الضرورة ! تلوح لصدام العراق ، وللعراق صدام ، أما اصحاب الاوراق البيضاء التي ظهرت من خلال فرز الاصوات ، ماهي إلا اوراق قليلة ، واصحابها من المختلين عقليا ، والمجانين الذين لا عقول لهم ، على حد تعبير عزة الدوري المتواري عن الانظار للساعة 0
هذه الكذبة الصفراء ، والتي حولها النظام الساقط الى حقيقة مزيفة في عقول البعض ، ويجب على الجميع أن يسلم بها ، قد عادت الآن لها روحها من جديد في تصريحات السيد مقتدى الصدر ، واتباعه ، وراح كل واحد منهم يكررها بمناسبة ودون مناسبة ، وهي أنهم هم وحدهم من يمثل الشعب العراقي ، ولا توجد حركة سياسية في عراق اليوم تمثل الشعب العراقي غيرهم ، على الرغم من كثرة تلك الحركات ، والتي بات من الصعب على المراقب للوضع السياسي فيه أن يحفظ اسماءها 0 وبهذا طفحت بياناتهم الأخيرة التي هاجموا فيها حركات سياسية عراقية معروفة ، وشخصيات دينية ، وطالبوها أن تعود ويعودوا الى شعبهم ! وهم يقصدون بذلك أن تتبنى هذه الحركات ، وهذه الشخصيات طروحاتهم التي لا يجمعها جامع ، ولا يلمّ شعثها شمل ، فما هي إلا عبارة عن كلام هذر ، متناقض ، يذكرنا بهذر صدام حسين ، حين كان يهذر من على شاشة التلفزيون العراقي ، وكان هو بذلك يحسب نفسه متكلما صادقا ، لا يشق له غبار 0
ولا اريد هنا أن أطيل في عقد المقارنة هذه بين اعضاء حزب البعث وتسلكاتهم ، وبين اتباع الصدر واخلاقهم ، فلقد ولد هؤلاء زمن الظلام الذي شمل العراق كله ، ابان سيطرة البعث وصدام المجرم على العراق والعراقيين ، فهؤلاء أي اتباع الصدر ، والصدر نفسه ، ليس مخترقين من البعثيين كأفراد فقط ، مثلما يقول الدكتور ، اياد علاوي مهادنا ، وانما هؤلاء هم البعثيون أنفسهم ، والذين ولدوا من رحم حزب البعث في ليلة حالكة السواد مرت بالعراق وأهله ، فلبسوا اخلاق الحزب القائد ! والقائد الضرورة ! ولا يعني شيئا أن يعتموا بعمائم بعد ذلك ، أو أن يمشوا فارعي الرؤوس0
وهاهم العراقيون في الداخل ، اسالوهم سيأتيك جوابهم واحدا ، أحدا ، يقول : هؤلاء لا يختلفون عن شرطة صدام ، ورجال مخابراته ، ينتهكون حرامات البيوت والليل مدلهم ، ويرفعون شعارات البعث : من ليس معنا فهو ضدنا ، فيقولون هم : من لم يقاتل معنا فهو ضدنا ! لم يبقوا على حرمة إلا وقد انتهكوها ، لن تستطيع أية اسرة في العراق اليوم أن تغلق بابها بوجوهمم ، حين يريد جند الصدر أن يتمترسوا في دارها ، ليقاتلوا الشرطة العراقية والحرس الوطني والقوات الحليفة ، والتي طالما ترد عليهم بعنف ، فتنهدم الدار على رؤوس أهلها ، بينما يفر البعثيون الجدد الى دار أخرى 0
كل ما ذكرته هنا لا يصل الى حجم الكارثة التي أحلها هؤلاء بالناس في العراق ، حتى وصلت لنا اصوات العراقيين من الداخل تطلب نجدتنا ، تطلب أن نكتب عن هذا الجرب الذي يدبّ في اجساد المدن العراقية ، ينهش الصغار والكبار ، تنشره وتبثه دول الجوار ، وفي مقدمها ايران التي تدعمه وتحض عليه سرا وعلانية 0
قال البعض : إن هؤلاء فقراء ، يدفعهم فقرهم لارتكاب هذه الاعمال ، ولعمري أن العراق والعراقيين عرفوا الفقر قديما وحديثا ، ولكنهم ما نحدروا لسلوك مشين مثل هذا ، فقد عاشت اسرة كثيرة في العراق على التمر واللبن ، ولكن ابناءها ستنكفوا السرقة ، وانكروا الجريمة ، وكان الإباء وعزة النفس غذاء يتغذى به فقراء العراق ، ثم جاء صدام وحزبه فحولوا الكثير من ابناء فقراء العراق الى شرطة سرية في أجهزة مخابراته العديدة ، وإن أنسى فلا أنسى تلك الصورة التي لا تزال راقدة في ذاكرتي ، وذلك حين قابلت شيخ عشيرة ، كنت على معرفة به ، وكان هو يسير امام صف طويل من الشبان الصغار من ابناء عشيرته ، حييته وسألته : ألى اين تريد بهؤلاء ، قال : للحكومة التي تريد أن توظفهم شرطة أمن ، أ ليس هذا افضل لهم من أن يتحولوا حرامية ! ؟
لكن هؤلاء تحولوا الى قتلة مجرمين فيما بعد ، وذلك بعد أن دخلوا مدارس تعليم الجريمة تحت ظلال البعث ، واخذوا يطاردون احرار العراق ، وكل من يخالفهم في الراي ، يقتلون على قارعة الطريق ، ويقتحمون البيوت والناس نيام ، تماما مثلما يفعل جند الصدر اليوم ، ومثلما يفعل جند المدينة الفاضلة ، الفلوجة ، كذلك ، ودونكم أهلنا في العراق ، فسألوهم !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
- النفخ في الصُور !
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
- الحزام الأمني الايراني !
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
- جنون البقر !
- العراق يوحد أعداء الأمس !
- أهداف المبادرة السعودية !
- ما أفضع جرائم المقاومة !
- العراق ما بين عرب وعجم !
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !
- ويقتلون بالدينار الأردني !
- الزرقاوي بوب دينار العرب !


المزيد.....




- تقارير إسرائيلية: نتنياهو يقر خطة لاحتلال كامل غزة وترامب يم ...
- ثبّته بحزام الأمان.. شرطي في فلوريدا يضبط تمساحًا داخل مسبح ...
- ترامب يتوعد الهند بزيادة الرسوم الجمركية بسبب شرائها النفط ا ...
- بنسبة تفوق 1000%.. ارتفاع غير مسبوق في طلبات العلاج النفسي ب ...
- جدل محتدم في ألمانيا: من معاقبة إسرائيل إلى عدم مساعدة غزة
- مليونا لاجئ في خطر مع تراجع التمويل الطارئ في أوغندا
- الجيش الإسرائيلي يلغي تمديد الخدمة الإلزامية بسبب إنهاك الجن ...
- الاتحاد الأفريقي والجيش الصومالي يطلقان عملية عسكرية ضد حركة ...
- يديعوت أحرنوت: ترامب منح نتنياهو الضوء الأخضر لاحتلال غزة
- السياحة في هولندا بعيدا عن أمستردام


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - جيش الصدر : العناصر والسلوك !