أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - العراق ما بين عرب وعجم !















المزيد.....

العراق ما بين عرب وعجم !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 908 - 2004 / 7 / 28 - 11:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يشتد الابتزاز العربي هذه الأيام للعراق حكومة وشعبا من قبل بعض الاشقاء العرب ! حيث اعتاد هؤلاء الاشقاء على ما كان يقدمه لهم المجرم صدام من رشى اقتصادية لا يمكن لاي عقل وطني ، محب لوطنه وشعبه أن يتخيلها ، وأريد أنا هنا أن أمر على مثال واحد ، وهو كمية النفط العراقية الهائلة التي كان يقدمها المجرم صدام الى الاردن ، تلك الكمية التي كانت تبلغ قيمتها السنوية اكثر من ثلاثمئة مليون دولارا سنويا ، منهوبة من اموال شعب يعاني العوز والفقر والضائقة المالية ، ويعتمد الكثير من افراده على ما يرسله لهم الآباء والابناء والاخوان من مساعدات نقدية ، وذلك بعد أن فروا هؤلاء من ظلم صدام وبطشه ، حيث اخذتهم الغربة في دول عديدة في عالمنا هذا ، حتى تجاوز عدهم وعديدهم الأربعة ملايين انسانا ، في الوقت الذي كان سماسرة الرشوة في الاردن وغيره من البلدان العربية يصفقون لصدام وظلمه ، ويودن الموت لكل عراقي شريف وقف بوجه طاغية استحلوا رشاه ، وهم يؤدون من الصلوات خمسا !
لم يترك صدام - باستثناء قليل - مسؤولا اردنيا ، او حركة سياسة اردنية ، او حزبا تحزم بقومية مزيفة إلا وقد شمله برحمة من رشاه الجزيلة ، وحين يقل المال لديه يقوم فرع حزبه في الاردن ببيع زمالات دراسية في جامعات العراق ، وفي خيرة كلياته للطلبة الفاشلين من الفلسطنيين والاردنيين ، وبثلاثة آلاف دولار للزمالة الواحدة ، يستغلها حزب البعث الاردني - جناح العراق في نضاله القومي ، ومقارعة العدو الصهيوني !!
واليوم ينزل رئيس وزراء العراق في ربوع هؤلاء القوم ، حاملا معه مبدأ اعتادت كل دول العالم المتحضر التعامل به ، الا وهو مبدأ : المصالح والمنافع المتبادلة ، لكن هؤلاء العرب قد تعودوا على رشى صدام ، ومكارمه السخية ! في معادلة سخيفة تقول : نحن نبيعك مدحا كاذبا ، وهات أنت نفطا خاما ، وإن لم تشأ ، فكوبونا !
تحت هذه المعادلة السخيفة ابتنى صدام فللا فخمة لصحفي الاردن الشقيق ! وأهدى لهم سيارات مارسيدس سوادء ، شأن أخوانهم في مصر العروبة ! وحين اختلت هذه المعادلة برحيل صدام ، تجلى ابتزاز العرب هؤلاء للشعب العراقي ، ومن خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي لهم هذه الايام ، فهذا يريد استرداد ديون وهمية ترتبت على جثو الطائرات المدنية العراقية في مطار عمان بسبب غزو صدام للكويت ، والتي بلغت ، بزعم مسؤول أردني ، خمسة ملايين دولارا ، وكأن لا توجد للعراق طائرات تجثو في دول أخرى ، لم نسمع منها ما نسمعه من الاخوة الاردنيين ! الذين طالما مسحوا على كتاف مجرمنا ، وقاتل شعبنا صدام الساقط 0
فالطائرات العراقية تجثو في مطار تونس وصنعاء منذ غزو الكويت وللان ، لكننا لم نسمع من كلتا الدولتين ذات الاشطوانة المشروخة التي يرددها الاردنيون بمناسبة ودون مناسبة من أن لهم ديون على العراق تبلغ خمسة ملايين بسبب من من جثو الطائرات العراقية في مطار عمان ، وعلى هذا يصير للعراقيين وللحكومة العراقية الحق في مطالبة الاردن بالاموال العراقية البالغة مليارات الدورات ، والناتجة عن كل ما قدمه صدام المجرم من نفط للاردن بالمجان ، وخلافا لرغبة الشعب العراقي ، فليس لصدام حق في تقديم ثروة العراقيين مجانا لاي طرف كان دون موافقتهم ، كما يحق للعراقيين المطالبة بكل الرشى الاقتصادية التي قدمها صدام المجرم للاردنيين وغير الاردنيين ، وتحت ذات الحجة 0
لا زال هؤلاء العرب يحلمون بايام صدام ، وها هم اليوم يحاولون انتزاع ما يمكن انتزاعه من أياد علاوي ، رئيس الوزراء العراقي الزائر ، وبطريقة ابتزازية فجة ، فقد استقبلوه بحفاوة بوس اللحى على الطريقة العربية الرسمية ، ولكنهم سيروا المظاهرات احتجاجا على تلك الزيارة ، أو صرحوا لتجار الكلمة من صحفيّهم بكتابة المقالات الطنانة التي تعترض على وصول الوفد العراقي ، بحجة أن رئيس وزراء العراق عميلا امريكيا ، منقلبين الى ديمقراطيين بين ليلة وضحاها ، ونسى هؤلاء من أن العقيد القذافي تحدى رؤساء وملوك العرب القاطبة مرة بقوله : لا يمكن لدولة عربية أن تعين وزير خارجية لها دون أخذ موافقة أمريكا أولا ! فماذا يقول ثوريو الرشى من قوميين مزيفيين ، واخوان مسلمين اقامت المخابرات الانجليزية تنظيمهم الأول في مصر من العالم العربي ، بعد قول القذافي هذا وهو العارف بهم، والمطلع على خفاياهم ؟
ولا يزداد هؤلاء عجبا وامتعاضا حين اقول لهم : إن أمام قوميتكم ، جمال عبد الناصر قد حملته المخابرات المركزية الامريكية الى دفة الحكم ، وعلى شروط ثلاثة نفذها حين استلم السلطة ، وهي الاول : تأميم قناة السويس ، اذ لم يكن لامريكا مصلحة فيها تذكر ، وانما المصلحة كانت لكل من بريطانيا وفرنسا 0 والثاني : القضاء على الحزب الشيوعي المصري ، وذلك بسبب من اشتعال اوار الحرب الباردة وقتها 0 والثالث ، وهو متعلق بالثاني ، اصدار قانون الاصلاح الزراعي في مصر للقضاء على نفوذ الحزب الشيوعي المصري الذي تعاظم نفوذه في اوساط الفلاحين المصريين وقتئذٍ0
أما حبيبهم صدام فقد جندته المخابرات المركزية الامريكية في القاهرة ، حين كان لاجئا فيها زمن عبد الناصر ، وحين كان يحلو له أن يجلس في مقهى الريش ، وفي غيرها من مقاهي القاهرة ، وهذه الرواية أذاعاها وزير الدفاع السوري السابق ، مصطفى اطلاس ، نقلا مباشرا عن الرئيس جمال عبد الناصر في اجتماع كان اطلاس من بين حاضريه 0
وإذا كان ابتزاز هؤلاء العرب للعراقيين يجري على هذه الوتيرة ، ووتيرة السيارات المففخخة ، فكيف هو الابتزاز الايراني الاعجمي ؟ هاكم اقرؤوا هذا الخبر : ( اتهم وزير الدفاع حازم الشعلان إيران باحتلال مواقع عراقية حدودية وإرسال الجواسيس والمخربين إلى العراق والتسلل إلى كوادر الحكومة الجديدة حتى إلى كوارد وزارته مُشددا على أن إيران مازالت العدو الأول للعراق ، وأكد الشعلان في مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" ونُشرت اليوم على أنه رأى تدخلا إيرانيا واضحا في الشؤون الداخلية للعراق وأن طهران تتدخل لقتل الديمقراطية الوليدة فيه على حد تعبيره0كما اتهم الشعلان إيران بدعم الإرهاب والسماح لأعداء العراق بالدخول إليه، مُضيفا أن أفغانيا قُبض عليه في العراق اعترف بتلقيه مساعدة من قوات الأمن الإيرانية، وأن سودانيا قُبض عليه في أبريل/ نيسان الماضي وبحوزته مواد سامة كان يخطط لاستخدامها لتلويث مياه الشرب في الديوانيه0 )
فايران تريد أن تصفي حساباتها مع أمريكا على أرض العراق ، وذلك من خلال ارباك الوضع فيه بوجهها ، وبوجه قواتها المتواجدة على ارضه ، ومن خلال دعم العمليلت الارهابية التي تصيب العراقيين باضرارها ، وليس الجنود الامريكيين ، فتسميم المياه في محافظة الديوانية يعود بالضرر البالغ على آلآف العراقيين ، ولا يصيب الامريكان في شيء ، كما أن ايران حاولت الاستيلاء على مجمل النشاط الاقتصادي في مجموع المدن المقدسة العراقية ، وذلك من خلال اجهزة مخابراتها ، وعملائها ممن يسمون انفسهم بالعراقيين ، ومن بين اوساط دينية معروفة ، فراحت تغدق الأموال على شراء المباني والدور السكنية في تلك المدن ، فارتفعت ساعتها اسعار العقار فيها ارتفاعا مذهلا ، وغير مقبول ، إذ قفز سعر بيت متواضع من ستة آلاف دولار زمن الساقط صدام الى مئة وخمسين الف دولار بعد سقوطه ، وهو سعر لا يدانيه سعر في العالم لبيت بائس في مدينة كمدينة كربلاء0
يبقى على الحكومة العراقية المؤقتة أن لا تعول كثيرا على البعض من جيران العراق من عرب ومن عجم ، وهي ترى رأي عين كيف أن الكثير من دول استعدت مشكورة لاسقاط جزءً كبيرأ من الدين العراقي الذي اثقل فيه صدام كاهل العراقيين ، والذي انفقه في حروبه العبثية ، بينما اختلق العرب ديونا وهمية ، أو ديونأ من سلع فاسدة ، كانوا قد صدّروها الى العراق زمن الساقط صدام ، واشتدوا في مطالبتهم للعراق على سدادها في الوقت العصيب الذي يمرّ به شعبنا المكافح ، وعليها ايضا ان تتريث في عقد أي اتفاق مهم معهم ، ريثما يقوم البرلمان العراقي بدراسة مثل هذه الاتفاقات ، ومن ثمة تعرض على اعضائه للتصويت 0
وحري بالحكومة العراقية المؤقتة أن تعتمد في توريد ما يحتاجه العراق الآن على منافذنا البحرية في الفاو وأم قصر ، وأن تعمل حثيثا على تطوير هذين المينائين ، كما يمكنها الانتفاع من الموانيء التركية والكويتيه ، وربما على الموانيء السعودية كذلك ، وذلك الى ان تقوم بين العراق وبين جيرانه الاخرين علاقات اقتصادية اساسها المنافع المتبادلة ، وليس الرشى الاقتصادية 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !
- ويقتلون بالدينار الأردني !
- الزرقاوي بوب دينار العرب !
- المقهى والجدل
- رحيل تينيت !
- من سرّاق الى شحاذين !
- ويُقادون مثل الخرفان
- لصوص النهار !
- حكومة الابراهيمي الامريكية - العربية
- العرب وجثة النظام الصدامي !
- من اللاهوت الى الواقعية السياسية !
- ظرف الشعراء ( 17 ) : الأحوص
- على تخوم أبي غريب !
- من سيرهب من ؟
- البازار يستعجل رحيل الصدر !
- ويقتلون بالذهب !
- ايتام عفلق ودفاع آل ثالث !
- ظرف الشعراء ( 16 ) : الوليد بن يزيد


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - العراق ما بين عرب وعجم !