سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 905 - 2004 / 7 / 25 - 10:59
المحور:
الادب والفن
هو أبو الحسن ، علي بن العباس بن جريح الرومي ( اليوناني ) ، ولد سنة 221 للهجرة في محلة العتيقة من الكرخ ، يوم كانت بغداد عاصمة العالم ، ياتيها الناس من جهاته الأربعة ، وأمه فارسية قح ، تدعى : حسنة بنت عبيد الله السجزي نسبة الى بلد سجز من توابع خراسان من ايران 0
وعن اصله هذا يقول هو :
ورومية يوما دعتني لوصلها
ولم أكُ من وصل الغواني بمحروم
فقالت فدتك النفس ما الأصل انني
أروم وصالا منك قلت لها رومي
كان ابن الرومي شعي الهوى ، طويل النفس ، لم يقاربه شاعر في العربية بطول نفسه ، وقيل إن لمحتده سببا في ذلك ، فقد عرف عن شعراء اليونان ملاحمهم الشعرية الطويلة ، ومنهم شاعرهم الشهير هيمروس صاحب الالياذة 0
كما عرف عنه اختصاصه في هجاء الخلفاء والوزراء ، فقد هجا هو الكثير منهم ، ولم تعرف العصور الادبية الاسلامية شاعرين هجائين مثل دعبل الخزاعي وابن الرومي ، حتى أن الشاعر أبا العلاء المعري تمنى أن يهجو الدهر الناس الذين يعيشون فيه هجاءً مثل هجاء ابن الرومي ودعبل الخزاعي فقال :
لو انصف الدهرُ هجا أهله
كأنه الرومي أو دعبلُ
ومن الذين هجاهم ابن الرومي هو القاسم بن عبيد الله ، وزير الخليفة المعتضد ، فما كان من الوزير الا ان دعاه الى وليمة ، دس له السم بها، وحين شعر ابن الرومي بدبيب السم في جسده قام ، فقال له الوزير : الى اين تذهب ؟ قال : الى المكان الذي بعثتني اليه ، ويعني القبر ، فقال الوزير : سلم لي على والدي ! فقال ابن الرومي : ليس طريقي على النار، ويعني انه ذاهب الى الجنة ، وابو الوزير في النار 0
كما هجا ابن الرومي رجلا بخيلا يدعى عيسى فقال :
يقتر عيسى على نفسه
وليس بباق ٍ ولا خالد ِ
ولو يستطيع لتقتيره
تنفس من منخر واحد ِ
ويبدو أن الحال وصلت به الى هجاء نفسه فيقول :
شغفت بالخرد الحسان وما
يصلح وجهي إلا لذي ورع ِ
كي يعبد الله في الفلاة ولا
يشهد فيها مساجد الجمع ِ
ومن ظريف قوله في الغزل هو :
أعانقها والنفس بعد مشوقة
إليها وهل بعد العناق تدان ِ
والثم فاها كي تزول حرارتي
فيشتد ما ألقى من الهيمان ِ
وما كان مقدار الذي بي من الجوى
ليشفيه ما قد تلثم الشفتان ِ
كأن فؤادي ليس يشفي غليله
سوى أن يرى الروحين تمتزجان ِ
#سهر_العامري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟