أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - لصوص النهار !















المزيد.....

لصوص النهار !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 850 - 2004 / 5 / 31 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرون هم الذين سرقوا العراق والعراقيين ، ويتساوى في ذلك أولئك المطبلون لقومية الرشوة والسرقة العربية ، من صحفين وعلاميين وتجار ، ومن عدد جم من الممثلين الدعرة ، والممثلات الداعرات ، أو أولئك من حكام العروبة وامرائها ! والذين خدموا بتفان ٍ في اجهزة المخابرات الغربية ، والامريكية وباخلاص منقطع النظير ، ويأتي في مقدمة هؤلاء الملك الجاسوس ، حسين بن طلال الذي ذهب باعارها وشنارها ، سمسارا لصدام في سوق نخاسة التآمر على الشعب العراقي ، والشعب الفلسطيني ، والشعب الايراني ، ومن ثم على الشعب الكويتي 0
فالتاريخ الحديث يشهد ، وبصور موثقة ، على تلك الساعات التي راح فيها الملك الجاسوس ، وبطل مجازر ايلول الأسود ، يطلق الصاروخ تلو الصاروخ على المدن والقرى العربية في ايران ، وكان هو وصدام يقفان في مؤخرة قاعدة اطلاق صواريخ تقف في جبهة الحرب العراقية – الايرانية ، تلك الحرب التي صممتها دائرة المخابرات المركزية الامريكية ، ونفذها عميلها صدام ، وبحث وتشاور مع عمليها الاخر ملك حسين 0
كان هم امريكا كله ، ومن ورائها دول الغرب ، هو معاقبة ، ليس الشعب الايراني على ثورته ضد ملك جاسوس اخر هو شاه ايران ، وإنما معاقبة كل الدول المنتجة والمصدرة للنفط في المنطقة ، مثل : العراق ، وايران ، والسعودية ، ودويلات الخليج الاخرى ، تلك الدول التي تجمع عندها ثروات طائلة من مليارات الدولارات بفعل ما سمي وقتها بالفورة النفطية عام 1973 م، فقد بلغ احتياطي العراق قبل نشوب الحرب العراقية – الايرانية قرابة الاربعين مليار دولار ، وكان ضعف احتياطي بريطانيا وقتها ، كما بلغ هذا الاحتياطي في المملكة العربية السعودية مئة وخمسين مليار دولار ، تبقى منه خمسون مليار دولار بعد ان وضعت الحرب العراقية – الايرانية أوزارها ، ولم يتبق من هذا الاحتياطي شيء بعد ما سمي بحرب تحرير الكويت 0
هذا الكم الهائل من الاموال نظر له مخططو السياسات الغربية على انها اموال مستلبة من خزائنهم دون وجه حق ، وذلك بسبب عوامل طارئة على السوق النفطية ، كانت من نتائج حرب اكتوبر عام 1973 م ، حين حل النفط سلاحا في المعركة، وهو اول تهديد جدي من العرب للغرب طوال صراعهم الحديث معه0
وعلى اساس من الاسترجاع السريع والمتواصل لهذه الثروات من الخزائن العربية والايرانية الى الخزائن الامريكية بالدرجة الاولى ، والغربية الاخرى بالدرجة الثانية ، صُممت الحرب العراقية – الايرانية التي بدأها الامريكان وانهاها الامريكان على حد تعبير الرئيس الامريكي الأسبق رولاند ريغان ، والتي سُلبت بها ثروات الشعوب العربية ، والشعب الايراني ، وبسرعة هائلة ومتواصلة ، وبعد أن ادى فيها حاكما عربيان دورا غير مشرف ، يرقي الى درجة الخيانة العظمى بحق الشعوب العربية قاطبة ، وهذان الحاكما هما : منفذ تلك الجريمة التي استمرت على مدى ثماني سنوات ، وهو صدام المجرم ، والثاني عراب تلك الحرب ، وهو الملك المجرم ، حسين بن طلال الذي كان نصيبه من تلك الحرب أن يكون الاردن معبرا للبارود الذي كان يصدره الغرب لحرب القادسية ! التي اكلت عظام القعقاع قبل ان تاكل عظام الايرانيين ، ذلك البارود الذي استرد به الغرب تلك الثروات المتجمعة في العراق ودول الخليج ، وفي المقدمة منهما السعودية والكويت ، وتحت تخويف وارجاف كبيرين من تصدير الثورة الايرانية الشيعية الى ديارهم 0 هذا الهلع الذي بالغت في نشره مراكز علامية غربية مهمة وخطيرة وبعيدة عن أي حس انساني ، مثل اذاعة لندن ، مستغلة تصريحات غير مسؤولة وهوجاء ومشبوهة لبعض من رجال الثورة في ايران 0
لقد ظفر الملك الجاسوس بحصة الثعلب من الفريسة ، فصار العراق سوقا للصناعة الاردنية المتخلفة ، والتي أنشأت خصيصا لتلبية حاجات السوق العراقية ، وذلك بعد ان تعطلت الصناعة العراقية العريقة والمتقدمة على الصناعة الاردنية بسبب من تلك الحرب المشؤومة ، كما صارت الطرق في الاردن معابر للناقلات الضخمة التي كانت تنقل البارود من ميناء العقبة الاردني، وعليه توجب على العراق ان يقوم بتعبيد وتوسيع تلك الطرق ، وباموال الجياع من شعبه ، كما جُندت باموال العراقيين كذلك ابواق الدعاية الاردنية من اذاعة وتلفزيون وصحف ومجلات من اجل تبجيل قائد القادسية الجديدة ، وفارس العرب ، وصلاح الدين ، والقائد الضرورة، وحارس البوابة الشرقية ، وحتى تعجز اللغة العربية ، رغم ان فيها اكثر من سبعين اسما للكلب ، لكن هذا الهمام الذي صفق له اعلام المخابرات في الاردن تبين انه جرذ خرج من جوف حفرة في الارض ، ومع ذلك فهذا ليس مهما من وجهة نظر تجار الصحافة في الاردن مادام صدام بنى لكل صحفي يلهج بذكره دارا فسيحة ، واهداه سيارة سوداء سريعة 0
نعمُ العراق هذه انقطعت عن الاردن الآن ، وستنقطع اكثر مستقبلا ، وذلك حين يُحاسب ، من قبل برلمان منتخب ، رئيس وزاء عراقي ، او وزير مالية عن كل فلس عراقي تنفقه الحكومة ، وعن كل مشروع يوقع مع هذا الطرف او ذاك ، اجنبيا كان ام عربيا ، فلعبة القومية العربية ما عادت تنطلي على العراقيين كل العراقيين ، فالعرب ، وتحت شعارات القومية المزيفة ، هم اول من اكل اموال الشعب العراقي حراما ، وها هي الحكومة الاردنية ، وفي وضح من النهار ، تسرق اموال شعبنا ، وتتصرف بها مثلما تريد هي ، وليس مثلما يريد ملاكها الحقيقيون ، فقد قامت بسحب مئتين واحدى عشر مليون دولار من اموال العراق المجمدة في المصارف الاردنية ، وتوزيعها على تجار اردنيين يدعون أن لهم ديونا على صدام ، ودون أن تراجع أي طرف عراقي مسؤول ، خلافا لكل القوانين الدولية ، والتي عملت بها حكومات اخرى ، لها متعلقات مالية مع نظام صدام السابق ، كالحكومة اللبنانية مثلا 0
يبدو أن الحكومة الاردنية عاجلت لسرقة اموال شعبنا في رابعة النهار بدافع من عدم الخوف من سلطات الاحتلال التي تتحكم بالعراق الان ، حيث يعتبرالملك القصير ، عبد الله ، أن ذلك ثمن تعاونه مع امريكا في حربها الاخيرة ضد صديقهم صدام !، حين نشرت طلائع استخبارتها داخل الاراضي العراقية انطلاقا من الاردن 0
وحيث يتوجس خيفة من عدم مقدرة الاردن من ان يضحك على حكومة عراقية جديدة ، مثلما كان يضحك على حكومات صدام المنبوذ من الشعب العراقي ، والذي كان قد اشترى دعم العرب له باموال العراقيين الفقراء ، وعلى هذا صار لزاما على الحكومة العراقية الجديدة من معاقبة الاردن على فعلته هذه ، وهذا هو اجماع الناس في العراق الذين استفزتهم تلك السرقة ، والذين سيقفون في ابواب تلك حكومة القادمة مطالبين اياها بصون اموال العراقيين من لصوص النهار 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الابراهيمي الامريكية - العربية
- العرب وجثة النظام الصدامي !
- من اللاهوت الى الواقعية السياسية !
- ظرف الشعراء ( 17 ) : الأحوص
- على تخوم أبي غريب !
- من سيرهب من ؟
- البازار يستعجل رحيل الصدر !
- ويقتلون بالذهب !
- ايتام عفلق ودفاع آل ثالث !
- ظرف الشعراء ( 16 ) : الوليد بن يزيد
- من وحي الذكرى !
- ظرف الشعراء ( 15 ) : إبن هرمة
- الارهابيون العرب من الفلوجة الى الزبير !
- حكومة عراقية !
- ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة
- مفلس من مفلسين !
- صدام الصغير شيوعيا !
- ما بين الفلوجة وكربلاء !
- لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
- الصميدعي والمهمات المنتظرة !


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - لصوص النهار !