|
لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 802 - 2004 / 4 / 12 - 10:07
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
جاهدت اصوات كثيرة ، مختلفة المشارب والاتجاهات ، متباينة الاهداف والمرامي في الايام الماضية القريبة ، وذلك من أجل أن تجعل من العراق ، ومن خلال الاحداث التي شهدتها بعض مدنه ، ورقة ضغط على أمريكا ، ومن يدعمها من الحلفاء في العراق اليوم، فقد التقت وسائل اعلام مبتذلة مثل قناة الجزيرة من قطر باذاعة عريقة هي أذاعة لندن من بريطانيا في تلفيق اعلامي مبتسر . وقد كان هذا الصوتان مثلا لبقية اصوات نهجت نهجهمها ، وسارت على منوالهما بهذا الشكل أو ذاك ، ثم انضمت لهما اصوات شخصيات معروفة لم ترَ غضاضة من تحريض جند المهدي ! وجند الفلوجة المقدسة ! على مواصلة الموت ، وتلقين الامريكان درسا لن ينسوه ! وكان من أبرز هذه الاصوات صوت السيد هاشمي رفسنجاني الذي راح يشدّ على ايدي المقاتلين الذين زجت فيهم ايران في اتون حرب غير متكافئة ، لن يستطع جيش ، مثل جيش المهدي ! او جيش مثل جيش الفلوجة ، كسبها ، فالاثنان يحاربان جيشا ذا سطوة غاشمة ، وقوة نيران لا تبقي ولا تذر ، وفي وقت لم يحظ َ فيه كلا الجيشين بدعم من الشعب العراقي الذي رفض عن وعي عدم تقديم مثل هذا الدعم لهما ، رغم زيف اذاعة لندن ، ودس قناة الجزيرة ، وبحة صوت رفسنجاني . لقد وصل الحال بهذه الابواق الى أن تسمي احداث الشغب الاخيرة ، وما رافقها من سرقة ونهب ، بانتفاضة شعبية تعم جميع مدن العراق ، وراحت هي بعد ذلك تنفخ بصور وقائعها، معتمدة على ثلاث من وسائل المكر والخداع الاعلامي ، تمثلت بتضخيم الحدث، وتزيف الخبر ، واختلاق ما لا يقع ، وهذا ينطبق تماما على اذاعة لندن التي يمولها ارباب الشركات الانجليزية التي حرمتها أمريكا من كيكة العراق ، ومنت عليها بما يمنّ الاسد على الثعلب ، فلم تحظ َ اية شركة انجليزية بعقد رئيس من عقود اعمار العراق الضخمة، و كل ما حصلت عليه هو عقود ثانوية ، لم تشبع نهم ارباب الشركات تلك ، فشدوا حقائبهم زرافات ووحدانا الى نيويورك ، متوسلين بالامريكان ، متضرعين لديك جيني في أن يمنّ عليهم بعقود رئيسة ، لكنه لم يعرْ لتضرعهم هذا اهتماما ، فعادوا يندبون حظهم العاثر ، حين لم يبق أمامهم إلا صب الزيت على النار التي اشعها جيشا المهدي والفلوجة التي دمرت أمريكا بعصابات ابن لادن ! وباهزوجتهم : ( الفلوجة دمرتي امريكا ! ) وعلى هدي من نهج اذاعة لندن نهجت ابواق اخرى ، وتفوه متفهون كثر ، فأخرجوا القعقاع من قبره ، وشحذوا عزيمة الجيشين الخاسرين ، واللذين لاذا بالمدنيين من العراقيين الذين رفضوهم ، ورفضوا شغبهم ، واعتبروهم خارجين على القانون ، وعلى اجماع الشعب العراقي الذي يطمح بالامن والسلام ، والذي يريد ان يدفع بفصول العملية السياسية بوسائل سليمة من خلال ما تقوم بها قوى واحزاب عراقية لها حضور واسع في الشارع العراقي ، وتعمل وفق ما يتطلع له الناس في العراق في عيشة حرة ، هادئة ، متطورة ، بعيدا عن اصوات الرصاص ، وازيز الطائرات . لقد تجسد تطلع شعبنا في الامن والسلام من خلال رفضه للمغامرين ، المجندين بايادي الاجانب ، ومن خلال ما اظهر من وعي حصيف استعصى على ان تفتّ فيه وسائل اعلام رخيصة ما كانت تريد منه الا الموت نيابة عن مموليها ، ونكاية بالامريكان ، وقد تجسد هذا الرفض في الخروج الجماعي لسكان مدينة الفلوجة من مدينتهم ، وتركهم لعاصبات ابن لادن تلاقي مصيرها وحدها مع جند الامريكان المصممين على سحقها دونما رحمة هذه المرة على ما يبدو ، وبعد أن تمادت في غيها ، وذلك حين اعتدت بشراسة على حرمة الموتى ، والتمثيل بجثثهم . كما تمثل هذا الرفض حين هبّ شيوخ ورجال العشائر العراقية في الناصرية ، وهددوا عصابات مقتدى بالعودة الى أماكنهم التي اتوا منها ، وتسليم مركز مدينة الناصرية الى شرطتها ، وعلى عكس ما نقلته اذاعة لندن من أن القوات الايطالية هي التي اقتحمت مركزالمدينة المذكورة ، وذلك في وقت كنت فيه أنا احادث صديقا لي ، يعمل استاذا في جامعة الناصرية ، ويروي لي ما حدث لجند المهدي ! فيها ، والذي وصفهم هو بقوله من أنهم ( عربنجية ) التحق بهم من لا عمل له، وقد طلبت أنا منه ان يوضح الصورة لعشيرتنا ، حيث ابلغني صديق اخر من كربلاء بأن افرادا كثرا منها يقاتلون في صفوف جند المهدي ! لكن صديقي هذا ردّ علي من أنهم يعون اللعبة ، ولا يمكن لها أن تنطلي عليهم ، ولا على أهل الناصرية الكرام . كما تجسد هذا الرفض في ممانعة وكيل مقتدى الصدر في السماوة من القيام بمظاهرة ضد القوات اليابانية فيها ، ادراكا منه من أن اهل السماوة ، والذين تلمسوا نفعا كثيرا من هذه القوات ، سيرفضون أي تحرك ضد هذه القوات ، وقد فضل هذا الوكيل أن يُقال من منصبه على ان يقترف جرما بحق أناس مسالمين ، جاءوا لمساعدتهم . وتأسيا على هذا فقد دحرت جميع تلك الابواق الاعلامية التي ارادت باهلنا في العراق شرا ، وأمام وعيهم وحسن تصرفهم ، لكنهم مع ذلك يلقون باللوم على امريكا في تباطئها بوتيرة عمار العراق ، والاخطاء الجسيمة التي ارتكبتها في فتح حدود العراق لكل من هبّ ودبّ ، وبعدم مكافحة البطالة بين صفوف الشباب ، ولا يفوتني أن أذكر من أنني وجدت صدى كبيرا في داخل الوطن للمواقع العراقية في الخارج على شبكة الانترنت ، وللشبكة ذاتها التي اتاحت لعراقي الخارج أن ينقلوا وجهات نظرهم في الاحداث الاخيرة الى ذويهم في العراق ، بعيدا عن وجهات نظر قناة الجزيرة القطرية ، واذاعة لندن العريقة !
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصميدعي والمهمات المنتظرة !
-
كيف تفهم المواقف ؟
-
كاظمي قمي كان الشرارة !
-
صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
-
شاهد من ايران !
-
ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
-
ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
-
أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
-
الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
-
ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
-
الحاضر والغابر من حديث البصرة !
-
ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
-
هروب الظالم وهجرة المظلوم !
-
ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
-
ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
-
العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !
-
ظرف الشعراء (9) : إبن مناذر
-
عام على سقوط القتلة !
-
ظرف الشعراء (8) : كثير عزة
-
صبيحة والموقف الايجابي من المرأة !
المزيد.....
-
قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس
...
-
جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض
...
-
في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن
...
-
فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري
...
-
حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
-
التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب
...
-
إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل
...
-
انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير
...
-
بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب
...
-
بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|