|
الارهابيون العرب من الفلوجة الى الزبير !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 812 - 2004 / 4 / 22 - 07:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يبدو أن الارهابين العرب ، وبقايا من فلول صدام الساقط ، وبعد أن ضاق عليهم الخناق في مدينة الفلوجة ، قد غيروا تكتيكهم ، واستبدولوا مناطق تواجدهم ، ذلك بعد أن طاردتهم القوات الامريكية ، وهم يفرون بجلودهم من الفلوجة ، الى الحدود السورية والاردنية ، وبعد أن قتل من قتل منهم ، وأسر من أسر . إن تغير الارهابين لتكتيكاتهم لم يأتِ من حال متقدمة في عملهم ، بقدرما جاء نتيجة للهزيمة النكراء التي تعرضوا لها في مدينة الفلوجة ، وفقدانهم لاهم قاعدة لهم فيها ألا وهي منطقة الحي الصناعي ، تلك المنطقة التي كانت تولد فيها السيارات المفخخة ، ومن ثمّ يتمّ تصديرها الى بقية المدن العراقية ، وقد اتسم هذا التغير باستنفار الاحتياطي لديهم ، والمتمثل بقواعدهم الامينة ، وايقاظ خلاياهم النائمة ، ليظهروا للامريكان وللناس أنهم ما زالوا قادرين على الضرب والقتال من أي مكان يشاؤون في العراق ، وفي أي وقت يريدون ، وتحت تهليل ومباركة وسائل اعلام كثيرة ، تبدأ بقناة الجزيرة القطرية ، ولا تنتهي باذاعة لندن العريقة ! التي راح مراسلوها من العراق يدبجون الكذب ، ويضخمون الاحداث ، ويباركون قتل المدنيين وأطفال المدارس ، في لغة تشفي لم يعرف الضمير الحي ، والمعاني الانسانية حرفا من حروفها ، وتقترب كثيرا الى لغة اعلام صدام الساقط في الكذب والدجل أيام كان يشن معاركه الخاسرة ، فهو إن أصاب نجاحا نزرا فيها نفخه وضخمه ، وإن صاب انتكاسة عرض القتلى المدنيين من نساء وشيوخ واطفال على الملأ، وراح يحمل توابيتهم في شوارع العراق ، وتحت أنظار عدسة قناة الجزيرة طبعا ، وغيرها من وسائل الاعلام المأجورة . وعلى هذا يكون السؤال : ما معنى الاصرار على ابراز وتضخيم اعداد الضحايا من المدنيين ، وخاصة اطفال المدارس الذين اكلتهم نيران المجاهدين من مسلمي ابن لادن ! ومجاهدي صدام الساقط في شوارع البصرة ، وهم ذاهبون الى مدارسهم ؟ ما معنى أن تتصل اذاعة ، مثل اذاعة لندن ، باشخاص مؤيدين لصدام ونظامه الساقط ، وهم في بيوتهم في العراق ، كي يتحدثوا للناس من خلالها عن اخبار ما يدور في العراق من جرائم قتل للابرياء من النساء والاطفال ؟ تلك الجرائم التي كانت على الدوام محط تمجيد من قبل هؤلاء الاشخاص ، يتغنون بها على أنها عمل من اعمال البطولة والجهاد! ويثنون على مرتكبيها على أنهم مجاهدون من جند الصحابة والسنة ! أقول لقد انطلقت السيارات المفخخة هذه المرة من مدينة الزبير ، تلك المدينة التي ظلت قاعدة احتياطية لدى عصابات الارهاب في العراق ، لتضرب بعضا من مراكز الشرطة في البصرة ، وتقتل اطفال المدارس في الشوارع ، وهم متوجهون الى مقاعدهم الدراسية، ولم تمس أي جندي من جنود الحلفاء في عملية لفظ انفاس أخيرة بعد أن أوجعتهم الضربات الامريكية الشديدة في الفلوجة ، فايقظوا رفاقهم في مدينة الزبير من سباتهم ، وكان هؤلاء قد تسللوا إليها عبر الحدود العراقية ـ الكويتية ، فقد كشفت بعض وسائل الاعلام الكويتية من أن هناك كويتيين قد تسللوا الى العراق من أعضاء القاعدة ، وانضموا للارهابيين فيه ، تباركهم في ذلك طبعا الجماعات السلفية ، الطائفية ، الكويتية، وأفضل مكان لهؤلاء ، وغيرهم من ارهابي القاعدة في جنوب العراق هو مدينة الزبير العراقية ، والتي لا يختلف سكانها في طبيعتهم ومعشرهم كثيرا عن سكان المدن الكويتية، يضاف الى ذلك علاقات القربى والمصاهرة بين سكان هذه المدينة العراقية ، وبعض من الاسر الكويتية . لقد اتيت ، فيما مضى من اسطر من هذه المقالة ، على بعض من اسباب انتقال حرب السيارات المفخخة من مدينة الفلوجة الى مدينة البصرة ، وبقي لي أن اذكر بالاضافة الى ذلك سبب الفوضى التي اشاعها جند المهدي ! في الجنوب ، والبصرة منه ، وما توارد من اخبار عن تلاقي جند هذا الجيش بجند الفلوجة ، خاصة وان كلا الجيشين يضمان عناصر من فلول البعث المندحر ، ومن فلول فدائي صدام ، وبعد أن شحذت هممهم دول من دول الجوار ، تأتي ايران القريبة من البصرة ، والتي شكلت فيها مخابراتها اكثر من تنظيم باسم الله ، في الطليعة من تلك الدول ، وذلك من أجل أن تلقن أمريكا درسا لن تنساه على حد تعبير السيد هاشمي رفسنجاني ، حتى لا تفكر مرة اخرى بالاعتداء على ايران التي تمارس عليها امريكا ضغوطا هائلة ، انعكست بدورها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور في الجمهور الاسلامية الايرانية ، هذه العوامل كلها هي التي فرخت عمليات السيارات المفخخة في مدينة البصرة والزبير الجنوبيتين ، وفي هوس ما بعده هوس ، وفي يأس بعده يأس تمثل في القتل العشوائي للناس فيها ، ذلك القتل الذي أخذ الاطفال والنساء من العراقيين المسلمين ، وليس من الحلفاء الكافرين ، حتى عاد الاسلام عند هؤلاء المجرمين القتلة في اجازة مفتوحة .
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة عراقية !
-
ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة
-
مفلس من مفلسين !
-
صدام الصغير شيوعيا !
-
ما بين الفلوجة وكربلاء !
-
لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
-
الصميدعي والمهمات المنتظرة !
-
كيف تفهم المواقف ؟
-
كاظمي قمي كان الشرارة !
-
صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
-
شاهد من ايران !
-
ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
-
ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
-
أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
-
الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
-
ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
-
الحاضر والغابر من حديث البصرة !
-
ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
-
هروب الظالم وهجرة المظلوم !
-
ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
المزيد.....
-
قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا
...
-
مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا
...
-
زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
-
شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك
...
-
الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك
...
-
غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته
...
-
محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
-
خبير ألماني: بوتين كان على حق
-
فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
-
فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
المزيد.....
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
-
عالم داعش خفايا واسرار
/ ياسر جاسم قاسم
المزيد.....
|