أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - البازار يستعجل رحيل الصدر !














المزيد.....

البازار يستعجل رحيل الصدر !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو أن مقتدى الصدر في حركته كان سيء الحظ ، فهولا يكاد يخرج من فعل خطأ ليقع في آخر أفدح منه ، لقد ابتدا مسلسل الخطأ هذا بقتل عبد المجيد الخوئي بعد عودته مباشرة من لندن ، هذا القتل الذي تحمل مسؤوليته هو وحركته دون غيره ، وأصبح في نظر الحلفاء ، وفي نظر الامريكان بشكل خاص ، شخصا لا يمكن الوثوق به ، ولا يمكن اشراكه في أي نشاط سياسي دار ويدور في العراق الان، وذلك لانه اقترف جرما بحق شخصية دينية كان يراد لها أن تلعب دورا مهما في الحياة السياسية في العراق ، واعني بذلك السيد الخوئي الذي قتل بطريقة وحشية يندى لها جبين الحيوان قبل الانسان ، وقد فسر هذا القتل على أنه استباق لارباك الوضع السياسي في العراق من قبل جهات اقليمية هي ايران التي كانت على خلاف مع توجهات السيد الخوئي ، فيما يخص المسألة العراقية ، وكان ذلك قبل نشوب الحرب الدكتاتورية- الامبريالية في العراق .
بعد ذلك تصاعد هذا الخطأ حين قام مقتدى الصدر بزيارته العلنية لايران في محاولة ، ربما ، منه للضغط على الحلفاء للاعتراف به كلاعب من بين اللاعبين في حقبة ما بعد زوال حكم صدام المجرم في العراق ، ولكن هذا الخطأ الجديد صارا وبالا عليه ، ليس من جانب الامريكان فقط ، وانما من جانب اطراف عراقية سياسة كثيرة ، ومن بينها اطراف شيعية ، لا تريد لايران ان تلعب أي دور في عراق ما بعد صدام ، حتى وان كان هذا الدور محدودا ، إذ خبرت اطراف عديدة ومهمة من المعارضة العراقية العلاقة مع ايران وحكامها ابان النضال السلبي ، وخاصة المعارضة الشيعية العراقية التي عملت المخابرات الايرانية ( اطلاعات ) على تفتيتها الى شيع ومنظمات كي تسهل السيطرة عليها، ومن ثمّ ركوبها وتوجيهها الوجهة التي تريدها تلك المخابرات ، وهذا ما حدا باطراف من المعارضة العراقية كانت تستقر في ايران للمغادرة الى بلدان اخرى، بعد ان تكشفت لها النوايا الايرانية الحقيقية في الهيمنة والسيطرة ، وإن انس فلا انسى ذلك الشاب العراقي المتدين الذي نزع جانبا من قميصه ، كي يريني اثر جرح في بطنه من طلقة اصابته في معركة مع قوات صدام المجرم في الجبهة الشمالية ، وهو يقاتل في صفوف المعارضة العراقية ، وقد قال لي وقتها أنه هو ورفاق له تركوا القتال نتيجة لتسلط الضباط الايرانيين عليهم ، فما كان يمكنهم القيام بأية عملية عسكرية ضد قوات المجرم صدام إلا بعد أن يعطي الضابط الايراني موافقة لهم بذلك .
سياسية السيطرة والتفتيت الايرانية هذه ، والتي مورست مع اطراف عراقية كثيرة من قبل ايران ، تجاوزت الحدود ، ووصلت الى الحوزات والمدارس الدينية العراقية ، ويبدو أن شعار : الحوزة الناطقة والحوزة الصامتة ، والذي رفعه الصدر وانصاره ، هو شعار ايراني المنشأ ، هدفه الهيمنة على الحوزة الدينية في النجف ، وبطريقة التفتيت ذاتها ، وهذا خطأ اخر ارتكبه مقتدى الصدر، حين دخل في صراع مع رجال دين هم اكثر منه درجة وباعا فيه ، ومن هنا فقد خسر تأييد مقلدي الحوزة الصامت على حد تعبيره هو .
ثم جاء الخطأ الرابع ، وذلك في تصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال من الخطب الرنانة ، والتي لا رصيد لها في أرض الواقع ، الى الاشتباكات المسلحة بين تلك القوات ، وبين انصاره في اكثر من مدينة عراقية ، وبأوامر صدرت منه مباشرة، والتي لا زالت مستمرة هنا وهناك للساعة ، ودون أمل في أن تحقق له شيئا يذكر ، خاصة وان جماهير غفير في كل المدن التي تشهد تلك الاشتباكات قد ضاقت به ذرعا وبانصاره ، وصارت تظهر عداءها له ولهم علنا ، وهذا ماحدث لهم في مدينة الكوفة في الايام القريبة الماضية ، حيث رمتهم الجماهير بالحجارة والرصاص ، مما حدا باتباعه أن يوجهوا النداء التالي ، وعبر مكبرات الصوت، من مسجد الكوفة : يا أهل الكوفة ! يا اهل الغدر والنفاق ! أنتم غدرتم بمقتدى كما غدرتم بالحسين .
والان لقد انضم لهذا الرفض ، الذي يقدر عواقب الامور بعقل ، رفض آخر من شريحة اسماها الحسين بن علي اشرار الشيعة ، هؤلاء البشر الذين اتخذوا من اضرحة الائمة مصدر ربح فاحش لهم ، محرم عند الامام الصادق ، فراحوا يتقاتلون على توظيف اموالهم في شراء العقارات من البيوت والمحلات التجارية، وفي تسابق محموم بين اموال المخابرات الايرانية ، وتجار البازار في ايران ، واخرون من دول الخليج ، وفي عملية استغلال جشعة كان ضحيتها في المطلق فقراء الشيعة في العراق وغيره الذين لا يقون على دفع ثمن الايجار الفاحش الذي فرضه هؤلاء الاشرار ، مما اضطر اعداد كثيرة منهم للنوم في غرفة واحدة ، او في الشوارع على الارصفة، وهم يؤدون مراسم الزيارة لقبور الشهداء من آل البيت ، وفي مناظر نوم بشعة تخجل كل ضمير حي ، وفي وقت سكت فيه رجال الدين من الشيعة عن حالة كهذه ، ذلك لانهم على ارتباط وثيق باشرار الشيعة هؤلاء ، فالخمس يأتي منهم ، حتى ولو كان هذا الخمس قد جاء من ربح فاحش .
لكن الاشتباكات الدائرة بين انصار الصدر والحلفاء في مدن كربلاء والنجف والكوفة ، قد اضرت بهؤلاء الاشرار ضررا بالغا ، فعلا صوتهم ، وتصاعد احتجاجهم ، واشتكوا حظهم العاثر ، فراحوا يتلمسون هذا الطرف او ذاك في المواقع السياسية ، أو المواقع الدينية ، من اجل اخراج جند المهدي ! من مدن الكوفة والنجف وكربلاء ، فقد كسدت تجارتهم ، وبار سوقهم ، وخشوا على ضياع اموالهم ، وعلى هذا قد يكون البيان الذي وقعته اكثر من مئة وخمسين شخصية شيعة بصدد اخراج جنود المهدي ! من تلك المدن ، ليس بعيدا عن التاثير الذي مارسه الاشرار هؤلاء، وبهذا فقد اضاف مقتدى خطأ آخر الى الاخطاء الكثيرة التي ارتكبها ، وبه زاد عدد النافرين منه ومن جنده .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويقتلون بالذهب !
- ايتام عفلق ودفاع آل ثالث !
- ظرف الشعراء ( 16 ) : الوليد بن يزيد
- من وحي الذكرى !
- ظرف الشعراء ( 15 ) : إبن هرمة
- الارهابيون العرب من الفلوجة الى الزبير !
- حكومة عراقية !
- ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة
- مفلس من مفلسين !
- صدام الصغير شيوعيا !
- ما بين الفلوجة وكربلاء !
- لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
- الصميدعي والمهمات المنتظرة !
- كيف تفهم المواقف ؟
- كاظمي قمي كان الشرارة !
- صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !


المزيد.....




- بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. وهذا ما قاله مص ...
- -ديلي تلغراف- البريطانية للبيع مجددا بعد معركة حول ملكيتها م ...
- مصرية -تبتسم وتتمايل- بعد الحكم بإعدامها (فيديو)
- بيضتان لـ12 أسيرا.. 115 فلسطينيا يواجهون الموت جوعا يوميا في ...
- متظاهرو جامعة كولومبيا في تحدٍّ للموعد النهائي لمغادرة الحرم ...
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- البرلمان الفرنسي يعترف بـ-إبادة- العثمانيين للآشوريين-الكلدا ...
- منافس يصغره بثلاثين عاما .. تايسون يعود للحلبة في نزال رسمي ...
- دراسة تكشف نظام غذاء البشر قبل ظهور الزراعة!
- فصيل فلسطيني يعرض مشاهد من قصف تحصينات الجيش الإسرائيلي في غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - البازار يستعجل رحيل الصدر !