ظرف الشعراء ( 16 ) : الوليد بن يزيد

سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 823 - 2004 / 5 / 3 - 07:11
المحور: الادب والفن
    

هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، أحد خلفاء بني أمية في الشام ، وكنيته ابو العباس ، كان شاعر ظريفا ، فاسقا ، خليعا ، مرميا بالزندقة ، يقول في الخمرة ، أخذ عنه شعراء كثيرون ، ومنهم شاعرها المعروف ابو نواس ، ومن قوله فيها :

إصدع نجيّ الهموم بالطربِ
وانعم على الدهر بابنة العنبِ
من قهوة زانها تقادمها
فهي عجوز تعلو على الحقبِ
أشهى الى الشرب1 يوم جلوتها
من الفتاة الكريمة الحسبِ
فهي بغير المزاج من شرر
وهي لدى المزج سائل الذهبِ
كأنها في زجاجها قبس
تذكو ضياء في عين مرتقبِ

عهد يزيد ابو الوليد بالخلافة الى هشام بن عبد الملك ، ثم للوليد بعده ، وأخذ في ذلك عهدا على هشام ، لكنه لن يلتزم به ، وعهد بها لابنه مسلمة الذي كان يكنى بابي شاكر ، وكان سكيرا حاله من الخمرة حال الوليد ، وحين كتب هشام للوليد يقول : ما تدع شيئا من المنكر إلا اتيته وارتكبته ، فليت شعري ما دينك ؟ فكتب إليه الوليد :

يا ايها السائل عن ديننا
نحن على دين ابي شاكر ِ
نشربها صرفا وممزوجة
بالسخُن أحيانا وبالفاتر ِ

بعث الوليد الى الخليفة هشام راويته فانشده قوله :

أنا الوليد ابو العباس قد علمتْ
عليا معدّ مدى كري واقدامي

فقال هشام : والله ما علمت له معدّ لا كرّا ولا إقداما ، إلا انه شرب مرة مع عمه بكّار بن عبد الملك فعربد عليه وعلى جواريه ، فان كان يعني ذلك كره واقدامه فعسى !
تعشق الوليد سلمى اخت زوجته سعدة ، إلا ان الخليفة هشام بن عبد الملك منع اباه من تزويجها اياه ، فتنكر ذات يوم بزي زيات يبيع زيتا ، وجاء ووقف بباب قصرها فراته ورآها ، فقالت : هو والله الفاسق الوليد ، ثم قالت جواريها له : لا حاجة لنا بزيتك ! فانصرف وقال :

فما مسك يُعلّ بزنجبيل
ولا عسل بألبان اللقاح ِ2
باشهى من مجاجة ريق سلمى
ولا ما في الزقاق من القراح ِ
1- الشرب : جماعة الشاربين .
2- اللقاح : جمع لقحة وهي الناقة الحلوب .

#سهر_العامري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل