أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - السفارة والسفراء !














المزيد.....

السفارة والسفراء !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 902 - 2004 / 7 / 22 - 04:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت السفارة العراقية زمن صدام كمينا خطرا يتجنبه جل العراقيين المتواجدين في الخارج ، وصار العراقي منهم ينظر الى اعضاء السفارة ، وبما فيها السفير نفسه ، على أنهم جزء من جهاز المخابرات العراقية العاملة في خارج العراق ، وذلك حين غدت السفارة العراقية والعاملون فيها مصدر شرور ، لا هم لهم ولها إلا ملاحقة العراقيين الذين استطاعوا أن يتخلصوا من سجن العراق الكبير ، وأن يفروا بجلودهم الى جهات العالم الأربعة 0
لقد استطاع صدام الساقط أن يحول السفارة العراق الى أداة اذلال من بين أدوات الاذلال الكثيرة التي كان يرفعها بوجه ابناء العراق الميامين ، فكم من مرة تبجح صدام وازلامه من المجرمين قائلين : إن يد العراق طويلة! وهم يعنون بذلك أن جواسيسهم المتحصنين بالدبلوماسية في مختلف دول العالم سيلاحقون أي عراقي يظهر لنظامهم العداء بمسدسات كاتم الصوت، سلاح عصابات الجريمة المنظمة 0
وعراقيو الخارج خزين من تجارب لتلك الاعمال والتصرفات المشينة التي قامت بها تلك السفارات ومنتسبوها من عناصر اجهزة المخابرات الصدامية المركبة التي تتجسس على العراقيين ، وعلى بعضها البعض ، وفي اساليب حقيرة ، خسيسة ، يندر مثيل لها 0
وعلى العادة ، فقد غرس صدام الكثير من العناصر الموثوق بها في اوكاره تلك ، وليس على اساس من قدرة وكفاءة ، وانما على اسس القرابة والطائفية والمناطقية ، وعلى أن يكون الواحد من تلك العناصر قد تلقى دروسا في الأجرام والقتل في عمارة الموت في الحارثية ، أو في اقبية سجن ابو غريبة الرهيبة 0
ومثال على هؤلاء القتلة هاكم هذا المثال من أمثلة كثيرة أخرى لا يسع الحديث لسردها كلها هنا 0 ففي مطلع السبعينيات ، وحين كان صدام نائبا لرئيس الجمهورية أحمد حسن البكر ، وقائدا لمنظمة الفداء التي شكلها هو كرئيس ، وناظم كزار ، وعبد الوهاب الاعور ، جبار كردي كأعضاء ، والتي حصدت ارواحا كثيرة من عراقي الداخل اغتيالا ، كانت السفارة العراقية في الجزائر تضم عبد الملك الياسين سفيرا ، ورافع التكريتي مسؤولا أمنيا فيها ، وكان الاثنان عينا على حردان التكريتي الذي أبعد الى الجزائر بعد أن جُرد من منصبه كوزير للدفاع ، وما هي إلا إيام قلائل حتى سقط هذا الوزير مضرجا بدمائه امام السفارة العراقية في الكويت ، وبعدها ارتفع قدر السفير العراقي ، عبد الملك الياسين ، عند صدام فعينة رئيسا للتشريفات في القصر الجمهوري ، وكذلك الحال مع رافع التكريتي الذي اصبح فيما بعد سفيرا للعراق لدى تركيا 0
لم يكن عبد الملك الياسين ، ولا رافع التكريتي هما وحدهما من رجالات المخابرات العراقية في سفارة العراق بالجزائر ، انما هناك عناصر أخرى ظهر اسم منها كسفير في قائمة اسماء وزارة هوشيار زيباري الجديدة ، والتي ضمت أكثر من سبعة وأربعين سفيرا جديدا ، سيمثلوا عراق ما بعد صدام لدى دول العالم ، وقد يكون الوزير زيباري قد اصدر قائمته تلك بالتوافق مع رئيس حكومته ، واطراف أخرى خارجها ، وعلى اعتبارات خرجت عن سلامة التعين الى اعتبارات المحسوبية والمنسوبية ، هذه الاعتبارات التي عرفها العراقيون ، واشمأزوا منها ابان أنظمة الحكم البائدة، ونظام صدام على وجه الخصوص ، فعلى هدي من هذه الاعتبارات قام رئيس جمهوريتنا بتعين أخيه سفيرا في دولة الامارات ، وقام رئيس وزرائنا بتعين أخيه هو الاخر في الولايات المتحدة 0
وانني واثق من أن نظرة عراقي الخارج ستظل سلبية لسفاراتهم ، مادامت ستواجههم فيها ذات الوجوه التي خدمت صدام باخلاص ، ومادامت التعينات فيها تقوم على ذات الاسس البالية التي شهدتها عهود غبرت عن وجه العراق المبتلى 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويقتلون بالدينار الأردني !
- الزرقاوي بوب دينار العرب !
- المقهى والجدل
- رحيل تينيت !
- من سرّاق الى شحاذين !
- ويُقادون مثل الخرفان
- لصوص النهار !
- حكومة الابراهيمي الامريكية - العربية
- العرب وجثة النظام الصدامي !
- من اللاهوت الى الواقعية السياسية !
- ظرف الشعراء ( 17 ) : الأحوص
- على تخوم أبي غريب !
- من سيرهب من ؟
- البازار يستعجل رحيل الصدر !
- ويقتلون بالذهب !
- ايتام عفلق ودفاع آل ثالث !
- ظرف الشعراء ( 16 ) : الوليد بن يزيد
- من وحي الذكرى !
- ظرف الشعراء ( 15 ) : إبن هرمة
- الارهابيون العرب من الفلوجة الى الزبير !


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - السفارة والسفراء !