أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - العراق يوحد أعداء الأمس !














المزيد.....

العراق يوحد أعداء الأمس !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 912 - 2004 / 8 / 1 - 12:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل عراقي ، كان قد راقب تسلسل الاحداث بعد قيام ثورة 14 تموز المجيدة بقيادة العراقي عبد الكريم قاسم ، وصحبه الغيارى ، ممن حملوا العراق ، وشعب العراق في قلوبهم ، ونادوا غير هيابين : نحن فوق الميول والاتجاهات ، وان الثورة جاءت لخدمة الناس في العراق ، وخاصة أولئك الفقراء منهم ، والذين كانوا ممن عرفهم العوز ، ونزلتهم الامراض ، وعشقتهم الامية والتخلف ، يستطيع أن يتذكر كيف توحد الاعداء بعيد تلك الثورة ، فقد أرعبت تلك الثورة بانجازاتها المتلاحقة لصالح العراق والعراقيين قوى عربية ودولية 0 لقد كان للشعار الذي رفعه قائد الثورة : ( في كل شهر لنا ثورة ) ، أثره البالغ في نفوس أبناء العراق ، وكان من عادة عبد الكريم قاسم أنه ينفذ المشروع ، ثم يعلن عنه في وسائل الاعلام ، وكلنا يتذكر تلك الثورات المتعددة التي كان يفاجيء بها عبد الكريم الناس كل شهر ، فمن تحرير الدينار العراقي ، والخروج من حلف بغداد ، والى سن قانون الاصلاح الزراعي وغيره من المنجزات الكثيرة هذا العمل الدؤب من اجل خدمة الناس في العراق ، ومن أجل تكوين وعي وطني وثاب فيه ، يساعد المواطن العراقي على حب العراق ، وحب الشعب العراقي ، ويحافظ على ثرواته وخيراته الكثيرة ، ويعلو على الحزازات المذهبية والقومية ، هذا كله دفع الاعداء في ذلك الوقت الى التوحد في جبهة شريرة ، اغاضها انتصار نهج الثورة للعراق وللعراقيين ، فاقسموا على مختلف دياناتهم ، ومذاهبهم الاسلامية ، ومختلف نظمهم ودساتيرهم على قتل الثورة والثوار وفي طليعتهم قائد الثورة عبد الكريم قاسم فجبهة العرب قادها بطل القومية العربية ، عبد الناصر ، الذي حملته المخابرات الامريكية الى سدة الحكم في مصر ، وقد انضم اليه في معركته مع العراق والعراقيين حكام سورية وقتها ، وكان أكثرهم حماسا عبد الحميد السراج ، وفي لبنان انضم كميل شمعون ، رئيس الجمهورية اللبنانية التي كانت المكان المفضل الذي تنطلق منه المؤامرات على العراق وشعبه دائما وإذا كان عبد الناصر قد قدم لهذه الجبهة الشريرة رشاشة بور سعيد التي اسهمت في قتل الثورة ، فإن عبد الحميد السراج هو من قام بتهريب هذه الأسلحة للمتآمرين الى داخل العراق ، وإذا كان كميل شمعون قد فتح الشواطيء اللبنانية لقوات الاسطول السادس الامريكي ، كان ملك حسين في الأردن يقسم بأنه سيجعل في كل بيت اسرة عراقية نائحة ، ومن اذاعته كانت المخابرات المركزية الامريكية تفشي للمتآمرين بعناوين الاوكار التي يختفي فيها الوطنيون العراقيون ، وفي المقدمة منهم قادة الحزب الشيوعي0 هذه جبهة العرب ، أما جبهة الاجانب فكانت أمريكا باساطيلها ، وشاه أيران الذي حرك قواته باتجاه الحدود العراقية ، وأخذ يناور بها بين الفينة والفينة ، وفي أكثر من مناسبة ، يضاف لذلك جبهة الداخل التي ضمت قوى متنافرة من قوميين وبعثيين واسلاميين ، شعة ، وسنة ، ومسيحيين ، حتى كأن هذا التشكل هو الذي عناه الشاعر بقوله :
فصارت كثوب ضمّ سبعين رقعة مشكلة الالوان مختلفات
ومع كل هذا ظل رجال الثورة صامدين ، يؤازرهم من الشعب جيش لجب، لم يأبه بالمؤامرة والمتآمرين ، حين كانت ملايين الحناجر تصدح :
أحنه العراق أحنه
كريم قائدنه
يا دلس * اسمعنه
منخاف اساطيلك
ولانهاب تهديدك
ولكن سقوط الثورة ، وقتل قادتها ، لم يأتِ فقط من المؤامرة والمتآمرين ، وإنما من الاخطاء الجسيمة التي ارتكبتها قيادتها ، والمتمثلة بالزعيم نفسه ، والمحيطين به 0
واليوم تتحشد ذات الجبهة الشريرة لقتل التجربة العراقية الوليدة ، فالعرب لا يريدون للعراق أن ينعزل عن محيطه العربي كما يزعمون ، وهو زعم باطل ، والايرانيون يريدون أن يكونوا أسيادا على شيعة العراق ، وأن تسلم لهم مدينة النجف الراية ، رغم تاريخها الفقهي العتيد ، والخليجيون يخشون من ايران وارهابي القاعدة ، لكن مع كل هذا فجبهة اليوم تفتقد حاضنتها القديمة، تلك الحاضنة التي لا قبل لكل هؤلاء مجتمعين من مواجهتها ، فأمريكا سيدتهم بالأمس ، وحامية حماهم ، وسينصاع هؤلاء جميعا لها طوعا أو كرها ، رغم كل زيفهم ، وشعاراتهم 0ويترتب على هذا أن يظهر العراقيون الأن قدرا كبيرا من الوطنية التي عرفوا بها ، وأن يتأكدوا أن لا عرب ينفعونهم ولا عجم في خضم الصراع الذي فرضته عليهم تلك الجبهة الشريرة ، منتفعين بالوضع التاريخي الآني الذي يرجح نجاح تجربتهم الديمقراطية ، معتمدين على جهودهم هم ، ومستغلين غياب أمريكا والقوى الكبرى الأخرى عن اعدائهم 0
* دلس : مستر جون فوستر دلس ، هو وزير خارجية امريكا وقتها 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهداف المبادرة السعودية !
- ما أفضع جرائم المقاومة !
- العراق ما بين عرب وعجم !
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !
- ويقتلون بالدينار الأردني !
- الزرقاوي بوب دينار العرب !
- المقهى والجدل
- رحيل تينيت !
- من سرّاق الى شحاذين !
- ويُقادون مثل الخرفان
- لصوص النهار !
- حكومة الابراهيمي الامريكية - العربية
- العرب وجثة النظام الصدامي !
- من اللاهوت الى الواقعية السياسية !
- ظرف الشعراء ( 17 ) : الأحوص
- على تخوم أبي غريب !
- من سيرهب من ؟
- البازار يستعجل رحيل الصدر !


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - العراق يوحد أعداء الأمس !