|
ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 928 - 2004 / 8 / 17 - 09:36
المحور:
الادب والفن
السيد لقبه ، واسمه اسماعيل ، وكنيته ابو هاشم ، عاش في القرن الثاني الهجري ، مترددا ما بين البصرة والكوفة ، بدأ كيسانيا ، ثم تحول الى الأمامية بعد أن التقى الأمام جعفر الصادق في الحج ، وكان والداها على على مذهب الاباضية ، وهي فرقة من فرق الخوارج 0 قال راوية شعره ، واسمه اسماعيل كذلك : كانا جالسين أنا والسيد الحميري في جناح بيته ، فقال : يا اسماعيل ، طال ، والله ، ما شتم أمير المؤمنين ، علي بن ابي طالب في هذا الجناح ! قلت : من كان يفعل ؟ قال : أبواي ! قال الحارث بن عبيدالله الربعي : كنت جالساً في مجلس المنصور ، وهو بالجسر الاَكبر ، وسِوار القاضي عنده والسيد الحميري ينشده :
إنَّ الاِله الذي لا شيء يشبهه آتاكم الملك للدنيا وللدين
حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور ، فقال سِوار : هذا والله ياأمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه ، والله إنّ القوم الذين يدين بحبّهم لغيركم ، وإنّه لينطوي في عداوتكم ، إلى أن قال : يا أميرالمؤمنين ، إنّه يقول بالرجعة ، ويتناول الشيخين بالسبّ والوقيعة فيهما 0 فقال السيّد : أمّا قوله بأني أقول بالرجعة ، فإنّ قولي في ذلك على ما قال الله تعالى : ( فأماتَهُ اللهُ مائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ) ، وقال الله تعالى : ( ألم ترَ إلى الَّذينَ خَرجُوا من دِيارِهِم وهُم ألُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحيَاهُم )، فهذا كتاب الله عزَّ وجلَّ 0فالرجعة التي أذهب إليها ، هي ما نطق به القرآن ، وجاءت به السُنة ، وأنّي لاَعتقد أنّ الله تعالى يردّ هذا ـ يعني سِواراً ـ إلى الدنيا كلباً أو قرداً أو خنزيراً أو ذرّة ، فإنّه والله متكبّر متجبّر كافر0 فضحك المنصور وأنشأ السيد يقول :
جاثيت سوّاراً أبا شملة عنـد الاِمـام الحـاكم العادل ِ فقـال قـولاً خـطـأ كـلـّه عند الورى الحافي والناعلِ ِ
اختلف رجلان من بني دارم في الرجل الأفضل بعد الرسول ، فرضيا بحكم أول رجل يطلع لهم في الطريق ، فطلع السيد الحميري ، فقاما إليه ، وهما لا يعرفانه ، فقال له مفضل الامام علي : إني وهذا اختلفنا في خير الناس بعد الرسول ، فقلت له : علي بن أبي طالب ، فقطع السيد الحميري كلامه قائلا : وأي شيء آخر قال هذا ابن الزانية ! فضحك كل من حضر تلك المفاضلة 0 جلس السيد الحميري يوما الى قوم ، فجعل ينشدهم شعرا ، وهم يلغطون ، لاهين عنه ، فقال :
قد ضيّع الله ما جمّعتُ من أدب ٍ بين الحمير وبين الشاء والبقر ِ لا يسمعون الى قول أجيءُ به ِ وكيف تستمعُ الانعامُ للبشر ِ أقول، ما سكتوا،أنس، فإن نطقوا كانوا الضفادع بين الماء والشجر ِ
كان السيد الحميري أسمر ، تام القامة ، متألق بياض الاسنان ، طويل شعر الرأس، اعجبت به أمرأة تميمية ، أباضية ، وهما على ظهر طريق ، فقالت أريد أن تزوج بك ؟ قال : أيكون كناح أم خارجة * قبل حضور ولي وشهود ، فضحكت وقالت: ننظر في هذا ، فمن أنت ؟ فقال :
إن تسأليني بقومي تسألي رجلا في ذروة العز من أحياء ذي يمن ِ لي منزلان بلحج منزل وسط منها ولي منزل للعز في عدن ِ
فقالت : قد عرفناك ، ولا شيء أعجب من هذا : يمان ٍ وتميمية ، ورافضي، واباضية ، فكيف يجتمعان ؟ وفي الزواج ينكشف المستور ، وتظهر خفيات الامور ، فقال : أنا أعرض عليك أخرى ! قالت : ما هي ؟ قال : المتعة التي لا يعلم بها أحد 0 قالت : هذه أخت الزنى ، قال : اعيذك بالله أن تكفري بالقرآن بعد الايمان 0 قالت كيف ؟ قال : قالت الآية ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة ، ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ) ، فقالت : استخير بالله 0 فانصرفت معه ، وبات معرسا بها0 * هي عمرة بنت سعد من اللائي يتزوجن على ظهر الطريق ، فقيل : اسرع من نكاح أم خارجة 0
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في البيان الأول !
-
حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
-
النفخ في الصُور !
-
اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
-
الحزام الأمني الايراني !
-
ايران تسارع للتصعيد !
-
في غليان الأحداث رحل السستاني !
-
كيف يأكل المنشار ؟
-
ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
-
جنون البقر !
-
العراق يوحد أعداء الأمس !
-
أهداف المبادرة السعودية !
-
ما أفضع جرائم المقاومة !
-
العراق ما بين عرب وعجم !
-
ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
-
جولة علاوي العربية الفاشلة !
-
السفارة والسفراء !
-
ويقتلون بالدينار الأردني !
-
الزرقاوي بوب دينار العرب !
-
المقهى والجدل
المزيد.....
-
-قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز
...
-
اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا
...
-
عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
-
-كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
-
الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما
...
-
لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر
...
-
بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية
...
-
مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
-
أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
-
نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|