أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل














المزيد.....

ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:36
المحور: الادب والفن
    


هو الحكم بن عبدل الاسدي الغاضري ، شاعر من شعراء الدولة الأموية ، مجيد ، هجّاء ، ذرب اللسان، وكان أعرج ، أحدب ، منشؤه ومنزله الكوفة 0
وكانت عصاها لا تفارقه ، وهو يغشى دواوين الملوك والأمراء ، ثم ترك الوقوف في أبوابهم ، وصار يكتب حاجته على عصاه ، ويبعث بها مع رسله ، فلا يُحبس له رسول ، ولا ترد له حاجة !
ولي الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن وكان اعرج ، كما كان قائد شرطته ، القعقاع بن سويد ، أعرج ، وكان كاتبه ، سليمان بن كيسان أعرج كذلك ، فقال ابن عبدل وقد رآهم يمرون سوية من أمامه :

ألق ِ العصا ودع ِ التخامع والتمس 1
عملا فهذي دولة العرجان ِ
لأميرنا وأمير شرطتنا معا
لكليهما يا قومنا رجلان ِ

فبلغت أبياته هذه الأمير ، فبعث إليه بمئتي درهم ، وسأله أن يكف عنه 0
ومع عرجه كان ابن عبدل طيب النشر ، مليحا وسيما ، هجا مرة واحدا من جلاس الامير لنتن في فمه وأنفه فقال :

لا تدن ِ فاك من الامير ونحّه ِ
حتى يداوي ما بأنفك أهرن ُ 2

وجيء به ليلا الى داره سكران ، محمولا على محفة ، فلقيه صاحب الشرطة ، فقال له : من أنت ؟ فرد ابن عبدل قائلا : يا بغيض ، أنت أعرف بي من أن تسألني من أنا ، فاذهب الى شغلك، فانك تعلم أن اللصوص لا يخرجون بالليل للسرقة ، محمولين على محفة ، فضحك صاحب الشرطة وانصرف 0
أتى الحكم بن عبدل محمد بن حسان التميمي وكان على خراج الكوفة ، فكلمه في رجل أن يضع عنه ثلاثين درهما من خراج أرضه ، لكنه رفض أن يضع من ذلك الخراج شيئا ، فقال ابن عبدل فيه :

رأيت محمدا شرها ظلوما
وكنت أراه ذا ورع وقصد ِ
نحوت محمدا ودخان فيه ِ
كريح الجعر فوق عطين جلد ِ3
فما يدنو الى فمه ذباب ٌ
ولو طليت مشافره بقند ِ

قدم ابن عبدل مدينة واسط على ابن هبيره واليها ، وكان بخيلا ، فانشده :

أتيتك في أمري وأمر عشيرتي
وأعيا الامور المفظعات جسيمها
فان قلت لي في حاجتي أنا فاعل
فقد ثلجت نفسي وولت همومها

قال : أنا فاعل إن اقتصدت ، فما حاجتك ؟ قال : غرم لزمني في كفالة شخص 0 قال كم هي ؟ قال : أربعة آلاف 0 قال : نحن مناصفوكها 0 قال : أصلح الله ألامير ، أتخاف التخمة علي إن أتممتها ؟
ومن الشعراء العرجان ابو رائد الضبي ، وكان يستعين بعصا في مشيه ، أهدها له رجل يدعى : ابن حبيب ، وحين أصاب العمى الضبي انشد مخاطبا ابن حبيب :

وهبت عصا العرجان عونا ومرفقا
فأين عصا العميان يا ابن حبيب ِ

كان بشار بن برد شيخ الشعراء العميان ، فاستهدى رجل مبصر به على موضع يريده ولا يعرفه ، فقاده اليه بشار وهو ينشد :

أعمى يقود بصيرا لا ابا لكم
قد ضلّ من كانت العميان تهديه ِ
1- التغامع : سير الاعرج
2- هرن : طبيب يوناني عاش في مدينة الاسكندرية زمن النبي محمد ، والف كتاب الكناش في الطب وباللغة اليونانية 0
3- الجعر : الغائط 0 والعطين : المنتن



#سهر_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون البقر !
- العراق يوحد أعداء الأمس !
- أهداف المبادرة السعودية !
- ما أفضع جرائم المقاومة !
- العراق ما بين عرب وعجم !
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !
- ويقتلون بالدينار الأردني !
- الزرقاوي بوب دينار العرب !
- المقهى والجدل
- رحيل تينيت !
- من سرّاق الى شحاذين !
- ويُقادون مثل الخرفان
- لصوص النهار !
- حكومة الابراهيمي الامريكية - العربية
- العرب وجثة النظام الصدامي !
- من اللاهوت الى الواقعية السياسية !
- ظرف الشعراء ( 17 ) : الأحوص
- على تخوم أبي غريب !


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل