أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - شرعية المخاوف من الدكتاتورية














المزيد.....

شرعية المخاوف من الدكتاتورية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 06:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الارهاب، الطائفية، التطرف، المحاصصة، الفساد، التخلف...وغيرها هي مخاطر حقيقية أحاطت وواجهت عملية البناء السياسي الجديد في العراق، لكنها جميعا لا ترقى الى خطر الدكتاتورية، بل إنها مجرد عوارض للصراع مع الدكتاتورية وما تركته من تشوهات في بنية الدولة والمجتمع وما ألحقته من دمار بالممارسة السياسية، لذلك يحق للعراقيين أن يستشعروا بحساسية عالية من كل علامة من علامات الدكتاتورية مهما كانت بسيطة وعابرة.
التحسس من الدكتاتورية ليس موجها ضد شخص أو حزب أو جهة بل هو إستشعار لخطر جاثم في العقل السياسي العراقي يمكن تلمسه بوضوح في سلوكيات الكثير من الساسة بينهم بعض الذين يشتمون الدكتاتورية في كل مناسبة ويحذرون منها ويحتجون على علاماتها، وتزداد مشروعية المخاوف من الدكتاتورية عند ملاحظة هذا التكرار اليومي للتماهي بين الشخص والمؤسسات، وكذلك عند ملاحظة الطريقة التي تدار فيها الكثير من المؤسسات الرسمية والتنظيمات الحزبية وحتى مؤسسات المجتمع المدني.
الارهاب والتطرف والطائفية ظواهر طارئة في المجتمع العراقي لكن الدكتاتورية مرض وراثي في جسد الدولة والمجتمع وما الاحتياطات الدستورية إلا محاولة للعلاج وهي محاولة غير مضمونة النتائج ما لم يتوفر حرص شعبي ورسمي عبر مختلف القنوات لتعزيز وإدامة رفض الدكتاتورية ومظاهرها والخطوات والملامح الممهدة لها بما يؤدي الى قطع الطريق على ظهور أي دكتاتور جديد مهما كانت الحجج والمبررات.
وبينما يفترض بالنخب العراقية المثقفة أن تسعى لرفض السلوكيات الدكتاتورية وتفكيكها ونقدها بما يتيح للمجتمع عبور الثقافة الدكتاتورية نجد إن هناك من المثقفين من يشارك في بناء السلوك الدكتاتوري بل ويغري به أحيانا ويساهم في خلق الدكتاتور الذي ستكون أول ضحاياه حرية التفكير والابداع وبالتالي حياة ومشروع المثقفين.
الانسان العراقي يواجه الكثير من الازمات والمشاكل وهناك من يروج لحلها عبر فرض الصيغ الدكتاتورية بالتقليل والسخرية من أهمية الحرية والحياة السياسية الدستورية وإظهارها كمجرد بدع وقشور لا معنى لها أو إنها تعرقل إنجاز الخطط وتكبل كرم المسؤولين في توزيع الهبات والهدايا، لكن عندما توضع الحرية والحياة الدستورية في كفة الميزان لمقايضتها ببعض المكاسب السريعة حتى لو كان منها الامن ولقمة العيش فكفة الحرية والحياة الدستورية هي التي يجب أن ترجح في مواجهة كل الإغراءات التي سيتناساها الدكتاتور بمجرد بسط سلطته.
لا يمكن أن تكون الحياة السياسية الدستورية مجرد شعار يتم التنازل عنه عند أول عقبة، بل هي مشروع مصيري نجاحه يؤدي الى خروج العراق من الحلقة الدموية المفرغة وهو مشروع يتطلب نجاحه الكثير من الصبر والمواجهات وفي مستويات مختلفة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاية تغيير الدستور
- المال العام وتكريس السلطة
- الانتخابات..ظلال من الشك
- مغريات السلطة
- المحاصصة..التقويم والمزايدات
- الديمقراطية في الأحزاب
- شؤون المنطقة بعيون عراقية
- أزمة رئاسة
- هل انتهى العنف السياسي في العراق؟
- الوظيفة السياسية للفقر
- إنجازات الدولة والدعاية الانتخابية
- دولة الكلمات
- الاعتراف بالأزمة السياسية
- الانتخابات والهويات المكتومة
- العراق يبحث عن حلفاء
- الديمقراطية ليست لعبة روليت
- رسائل سيئة
- مصدر قوة المالكي
- عراق بلا إتفاقية
- تغيير المواقف


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - شرعية المخاوف من الدكتاتورية