أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاعتراف بالأزمة السياسية














المزيد.....

الاعتراف بالأزمة السياسية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل أزمة لا يتم الاعتراف بها أو يتأخر ذلك الاعتراف ستتجه بإستمرار نحو النمو والتضخم بطريقة يصعب معها العلاج وتزداد كلفته، كما إن كل حل مؤقت يزيد من إحتمالات إنفجار الازمة مستقبلا بشكل أقسى، وبعض ما تسمى حلولا مؤقتة أو مرحلية ليست إلا شكلا من أشكال إدارة الازمة تقود الى ديمومة ونمو الازمة لا الى حلها، وكثيرا ما يكون هذا الوضع مقصودا بسبب الفوائد الجانبية الناجمة عن الازمة بالنسبة للمتحكمين بها حتى لو كانت النتائج النهائية للأزمة كارثية.
في العراق سياسة تبريد الازمات وطمر جمرها تحت طبقة رقيقة من الرماد هي السياسة الثابتة منذ سنوات وكثيرا ما كانت الحلول هي حلول "تبريد الازمة" لا إنهائها ربما سعيا لجني الارباح الاعلامية للأزمات، أو لتجنب دفع الكلف التي تتطلبها الحلول الحقيقية، ويتناسى الساسة إن الارباح الإعلامية لن تكون أكثر من حملات إنتخابية تكرس ما يتمتعون به فعلا من سلطة وقد تضع هذه السلطة على المحك في أي لحظة عندما تتم مراجعة الوعود السياسية، ومن جهة أخرى فإن الكلف السياسية ستدفع عاجلا أم آجلا ولا يؤدي التأخير إلا الى زيادة حجم هذه الكلف.
العراق يعيش أزمة سياسية تزداد تعقيدا مع مرور الوقت وليست هناك في الافق حلول حقيقية مطروحة ويبدو إن القيادات السياسية مستعدة للإستمرار في إدامة الازمة وتبريدها من وقت لآخر وذلك لأن هذه الأزمة جزء من تركيبة العملية السياسية وهي تساهم في إعادة إنتاج مكونات السلطة وهذا هو مأزق النظم السياسية التوافقية. ومع ذلك فإن الازمة قابلة للحل والانهاء في أية لحظة تتوفر فيها الارادات السياسية، و"الارادات" يجب أن تتحرك بصفة متوازية ودون إعتبار للوضع السلطوي الذي تشغله في هرم الدولة، بمعنى إن العراق بحاجة الى توافق للخروج من مرحلة التوافق ولكن يكون ذلك ممكنا إلا بحصول الجميع على تطمينات مؤكدة تضمن حقوقهم في العراق، والمقصود هنا هي الحقوق الدستورية وحقوق المواطنة والفرص المتساوية وليست حقوق إقتسام القرار، والفرق بين الاثنين إن الاولى ضمانة للشعب ومكوناته، بينما حقوق إقتسام القرار لا تضمن إلا وضعا مؤقتا لتساوي القيادات السياسية، والتوافق هنا سيكون هشا دائما لا ضمانة له ولا يؤدي الى إستقرار إجتماعي.
لم يتمكن التوافق السياسي الحالي من الخروج الى ما هو أوسع من توزيع المناصب وبطريقة مشوهة، ولم يسهم هذا النمط من التوافق في حل أي مشكلة بل إن معظم المشاكل التي كانت قائمة فيما بين القوى السياسية قبل إسقاط صدام ما زالت هي نفسها.
لقد أنتج التوافق السياسي مؤسسات رديفة للمؤسسات الدستورية ووضع وثائق مساعدة للنص الدستوري، لكن هذا لم يؤد الا الى زيادة التعقيد والغموض والمماطلات، وترعرعت في ظل المؤسسات الرديفة والوثائق المساعدة المواقف الملتبسة والازدواجية وتسيد المشهد شعور من إنعدام الثقة الفادح بين المكونات قاد الى صفقات سياسية هزيلة تبين إنها لا تعني شيئا.
الازمة في العراق فادحة وخانقة وما يجري من نشاطات لتلافيها لا يرقى الى مستوى توفير الحل، بينما في نفس الوقت هناك إستحقاقات سياسية ووطنية ملحة تقف على عتبة العام القادم ستحدث تحولات مهمة في العراق ولن تقوى المؤسسات السياسية وهي بوضعها اليوم على إستيعابها والتكيف معها، والنتيجة إن العملية السياسية بحاجة الى إصلاح لابد للجميع من المشاركة في دفع ثمنه.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات والهويات المكتومة
- العراق يبحث عن حلفاء
- الديمقراطية ليست لعبة روليت
- رسائل سيئة
- مصدر قوة المالكي
- عراق بلا إتفاقية
- تغيير المواقف
- مناورات الاتفاقية
- مصير الميزانية
- عالم يتغير...عالم ينتحر
- الملفات العراقية في دول الجوار
- علامات الوضع الهش
- تحريم الاتفاقية..المسؤولية والقرار
- تحريم الاتفاقية..تشويه الدين والسياسة
- شجاعة صنع القرار
- طائفية ألكترونية
- الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات
- الاجنحة العشائرية


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاعتراف بالأزمة السياسية