أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - عالم يتغير...عالم ينتحر














المزيد.....

عالم يتغير...عالم ينتحر


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 06:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


راهن كثر من الكتاب والمحللين في منطقة الشرق الاوسط على هزيمة أوباما وراهن كثر آخرون على فوزه، والمهم في الامر هو ما يخص المنطقة من إنتخابات الرئاسة الامريكية ليس في نتيجتها التي أسفرت عن فوز باراك أوباما بالسباق الرئاسي ليكون أول رئيس للولايات المتحدة الامريكية من غير البيض ذوي الاصول الاوربية بما يفتح الباب ليس فقط للمنحدرين من أصول أفريقية بل لجميع الملونين في أمريكا لولوج السباقات على المناصب العليا هناك، والمهم في عمليات الرهان على خسارة أوباما في الشرق الاوسط إنها لم تأت نتيجة للتحليلات وإستطلاعات الرأي بل جاءت نتيجة الايمان بعدم قدرة الامريكيين على إحداث تغيير تاريخي في المؤسسة الرئاسية وإن الدولة الامريكية ما زالت حبيسة هوية أصولية ثابتة لا تحيد عن خطوطها العامة، وما زال في الشرق الاوسط من يفكر بعقلية المؤامرة ويحيل وصول أوباما الى سدة الرئاسة الامريكية لأمور عدة ولكن ليس من بينها دعم وتأكيد حالة التغيير ويذهبون في ذلك الى تخيلات مستقبلية شتى تؤدي كلها الى إزاحة أوباما عن الواجهة أو إستخدامه كقناع رقيق من قبل قوى "بيضاء".
هذه القناعات ناجمة عن حالات إسقاط لمجتمعات الشرق الاوسط التي تطالب الجميع بالتغيير وتنسى نفسها وحتى عندما يتغير الاخرون تتصور إنه مجرد مؤامرة عليها.
مجتمعات الشرق الاوسط ما زالت عاجزة عن التغيير وهي تنكر حاجتها إليه أحيانا وتوهم نفسها بخطوات صغيرة وشكلية لتحقيق التغيير في أحيان أخرى قبل أن ترجع مسرعة الى قمقمها وهي خجلة مما تتصوره حالة عري فضائحي يجب نكرانه لأنها عرضت بعض مشاكلها للهواء الطلق وأضواء الاعلام، وفي ظل الاصرار على عدم التغيير في الشرق الاوسط تضيع حقوق سياسية وثقافية وتهدر كرامات جماعات بشرية بأكملها في دول تنكر التعددية وتصر فعليا على عدم وجود قوميات أخرى أو ديانات أخرى أو طوائف أخرى، ولا حتى أراء أخرى من خارج أسرة الحكم الصغيرة التي تتبجح بعدم وجود هكذا إنكار في النصوص القانونية والدستورية أو تسأل من ينتقدها بإستغراب وقح "أين هؤلاء الآخرين الذين تتحدث عنهم؟" وفي نفس الوقت تبعث هذه الاسر بطاقات التهنئة الملونة الى البيت الابيض محتفية بالتغيير الامريكي.
هناك رفض حقيقي وصلب للتغيير تمثل بأقسى صوره في الحالة العراقية عندما رفضت دول ومجتمعات الاقليم تغيير المعادلات السياسية بأسمائها الطائفية والقومية في العراق مهما كانت مبررات هذا التغيير وحتى بصيغته الشعبية الانتخابية وإعتبرته كفرا وعارا لا بد من مواجهته بقوة عبر حشود الانتحاريين الذي يمثلون بسلوكهم جوهرة طريقة مواجهة التغيير في هذه المنطقة من العالم وكأن النظام السابق لابد أن يبقى الى الابد خارج سنن التاريخ ومنطق الحياة والموت، ففي ذروة الشعور باليأس من إبتكار التغيير أو مواكبته وللشعور بالعجز عن الاستغناء عنه أو طرح بديل له لايكون هناك إلا محاولة القضاء على النفس وعلى الآخر في ذات الوقت للخلاص من قانون الحياة الاساسي وهو قانون التغيير.
هناك عالم يعترف بنقائصه وعيوبه ويكاشف نفسه ويحلل أسباب هذه العيوب والمشاكل ليتقدم نحو تجاوزها والتحرر منها، وهنا عالم يدفن رأسه في الرمال حتى لا يزعج نفسه بإكتشافها ووضع عيوبها ومشاكلها تحت الشمس وحين تأتي ساعة الحقيقة الصادمة لا يجد إلا الموت ملاذا لأنه ينظر الى التخلف والضعف كعار لا يسترها إلا الموت موهما نفسه بأنه يدافع عن وجوده وثوابته بينما الحقيقة إنه يعيش في ذروة يأسه.
الدول والمجتمعات في كل الاحوال قد تختفي من الوجود ولكن ذلك يحدث إما نتيجة لتطورها الى حالة أرقى فتنتقل عناصرها الثقافية الى مجتمعات ودول أرقى أو إنها تنحل الى ذرات مثل أي جثة أو إنها تنقرض تماما وتتحول الى متحجرات في متاحف التاريخ يحاول الآخرون أن يتعضوا بها حتى لا ينتهوا الى مصيرها نفسه، والتغيير ليس شعار يرفع في أوقات ويهمل في غيرها بل هو إدراك فكري وأخلاقي بإستحالة دوام حالة أو ظاهرة أو نظام الى الابد.






#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملفات العراقية في دول الجوار
- علامات الوضع الهش
- تحريم الاتفاقية..المسؤولية والقرار
- تحريم الاتفاقية..تشويه الدين والسياسة
- شجاعة صنع القرار
- طائفية ألكترونية
- الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات
- الاجنحة العشائرية
- مخاوف الفراغ الامني
- مفهوم الانسحاب
- إستضافة أم إستجواب؟!
- منزلق الشعارات
- إدارة ملف الاتفاقية
- سلاح الاعلام
- خلافات عادية
- مؤشرات مفوضية الإنتخابات
- النفخ في الجمر
- معادلة الأمن وحسابات السياسة


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - عالم يتغير...عالم ينتحر