أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - مفهوم الانسحاب














المزيد.....

مفهوم الانسحاب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 09:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الحديث عن سقف زمني لإجلاء القوات متعددة الجنسيات من العراق تراوح بين الشعارات والامنيات والتمسك الشديد بهذا المطلب والذهاب به الى أقصى حد، ومن تصريحات لمسؤولين عدة يتبين إن السقف الزمني صار حقيقة ثابتة وصار العام 2011 أجلا شبه متفق عليه ولكن من غير الواضح معنى نهاية الوجود الامريكي في البلاد، فأي قراءة لما بين سطور ما يقوله الطرف الامريكي عن نهاية الوجود العسكري تبين إن القوات الامريكية لن تنسحب بمعنى الجلاء التام والناجز، بل يعني الامر تغييرا في حجم القوات نحو خفض العدد ومساحة الانتشار، وتغيير الدور من القيام بالمواجهات الى دعم النظام السياسي القائم، وهو جزء من المبادئ العامة للإتفاقية التي وقعها المالكي وبوش، ولم يتخل عنها أي منهما حتى الآن، وحماية النظام السياسي القائم أو توجهاته العامة هو جوهر المصلحة الامريكية في العراق، فعلى الاقل لن يكون العراق قاعدة لتهديد المصالح الامريكية في المنطقة.
أما فهم الطرف العراقي للسقف الزمني فهو أشد غموضا لأن مصالح عدة تتقاطع في نقطة الوجود العسكري الامريكي، ففي الحسابات الحزبية الانتخابية يبدو توقيع أي إتفاقية مع الجانب الامريكي لتنظيم وجود عسكري دائم مهما كان حجم الدور الذي يقوم به، مخاطرة ما بعدها مخاطرة لأنها تفتح الباب أمام التشهير والانتقادات وتبدو العلاقة المتدهورة بين الصدريين والمالكي عقدة أساسية أمام توقيع المعاهدة بشكل ينص صراحة على بقاء وجود أمريكي دائم في العراق، كما إن خصوم المالكي في الحقل السياسي الشيعي وفي خارجه يتربصون به ليرتكب ما يعتقدونه هفوة قاتلة رغم ضرورتها الستراتيجية، كما إن المعادلات الاقليمية والاديولوجيا السياسية كلها عوامل تقف في وجه المالكي وتدفعه للاصرار على تضمين الاتفاقية سقفا زمنيا محددا وقريبا كحد أقصى للوجود العسكري الامريكي، لكن ذلك ليس نهاية المطاف في تحديد توجهات المالكي من الاتفاقية.
السقف الزمني مهما كان قريبا يترك الباب مفتوحا أمام المالكي وبقية الساسة العراقيين للمناورة في التعامل مع معطيات المستقبل القريب، فإذا ما تمسك المالكي بتصريحاته القديمة عن عدم رغبته في ولاية ثانية لمنصب رئاسة الوزراء فهو عن طريق توقيع معاهدة بسقف زمني يحمي نفسه من دخول البيانات السياسية الفجة التي تتداول الشعارات الشرق أوسطية المألوفة عن السيادة الوطنية والارتباط بمعاهدات دولية كما إنه سيحمي نفسه من تأنيب الأفكار العقائدية وهو يعيش فترة تقاعده السياسي وهو أيضا سيترك المجال مفتوحا لمن سيأتي بعده لتعديل مفهوم الانسحاب العسكري، علما إن مؤشرات الواقع تشير الى إن المالكي يتجه الى السعي للحصول على ولاية ثانية في رئاسة الوزراء وأول تلك الاشارات سلوكه داخل حزب الدعوة وكذلك نمط العلاقات السياسية التي يشكلها مدعوما بما تحقق من منجزات أمنية وتجاوزه الحلقة الطائفية وتقبل المحيط العربي له والاهم من كل ذلك تضاؤل حظوظ منافسيه وبذلك فإن السقف الزمني سيكون نوعا من تأجيل تفسير الانسحاب الامريكي الى ما بعد الانتخابات النيابية القادمة وربما سيدخل المالكي تلك الانتخابات وهو يحمل قوة من حقق إجلاء القوات الاجنبية من العراق الامر الذي سيوفر له حلفاء كثر ممن يملكون مفاتيح الحشد الجماهيري وبعضهم من بين من يناصبون المالكي العداوة هذه الايام، وعند نجاح المالكي في تمديد وجوده في قمة السلطة التنفيذية سيكون بإمكانه تعديل الاتفاقية أو تعديل الدور الامريكي بما ينسجم وحاجة الدولة والسلطة هذه الحاجات التي إتضح إن المالكي على دراية جيدة بها، وسيستطيع تجاوز العقدة الصدرية بعدة طرق، ليس أبسطها ورقة المعتقلين والزعامات الروحية التي يبدو إن الحراك السياسي الراهن يزيد الضغط عليها للكف عن معارضة الاتفاقية أو ربما المساعدة في تسويقها داخليا.
النتيجة هي إن السقف الزمني لا يعني بالضرورة إن إنسحابا إمريكيا نهائيا من العراق سيتم، بل يعني هذا السقف حلا آنيا ريثما تزداد الامور إستقرارا وتخف زوابع النقد والتحريض أو تفقد زخمها.
هناك أمر واحد ثابت هو إن العقل الشعاراتي ما زال قادرا على فرض سطوته في مؤسسة السياسة وفي الشارع أيضا ما يعني إن هناك حاجة للقيام بحركات معقدة لمواجهة الضرورات العملية وهو ما ينتج عنه تشوهات بشعة في السلوك السياسي.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستضافة أم إستجواب؟!
- منزلق الشعارات
- إدارة ملف الاتفاقية
- سلاح الاعلام
- خلافات عادية
- مؤشرات مفوضية الإنتخابات
- النفخ في الجمر
- معادلة الأمن وحسابات السياسة
- المطبخ السياسي العراقي
- تأويل التأجيل
- الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك
- صراع الرموز
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف
- موسم الحصاد
- تقييم سلطة المحافظات


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - مفهوم الانسحاب