أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - المطبخ السياسي العراقي














المزيد.....

المطبخ السياسي العراقي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهما كان النظام السياسي ديمقراطيا فإنه في الاغلب تكون هناك مجموعة محدودة من القيادات الاساسية هي التي تقوم بصناعة القرار السياسي وحل الاشكاليات والمآزق الكبرى عبر التوصل الى تسويات مقبولة، ومن خلال هذا العدد المحدود من الاشخاص تتمثل التوجهات العامة للنخب السياسية والقوى الفاعلة لتنتج الخيارات والقرارات العامة، وهذا ما يصطلح عليه بـ"المطبخ السياسي".
قد يقتصر دور هذا المطبخ على وضع الخطوط العريضة للمسار الذي تتحرك فيه الدولة، أو قد يلتقي هذا المطبخ عند الحاجة الى إتخاذ قرارات حساسة تخص مستقبل البلاد وحاضرها، وقد يتسع دور هذا المطبخ ليشمل كل القضايا الخلافية التي تواجه المؤسسة السياسية، وإذا كان دور المطبخ السياسي يختلف بحسب وضع الدولة والنظام السياسي فإن حجم هذا المطبخ وطبيعة أعضائه يختلف لنفس الاسباب، فهناك مطابخ سياسية تضم الخبراء والمسؤولين السابقين، أو قد تضم قادة المكونات الاجتماعية (طوائف، قبائل، أديان،...)، أو زعماء الاحزاب، بحسب طبيعة النخبة السياسية للبلد، وقد يتخذ المطبخ السياسي شكلا رسميا أو يبقى دون وجود شكل محدد له.
المطبخ السياسي العراقي كان له دور أساسي في بناء الدولة الجديدة، ومع مرور الوقت كان حجم وتركيبة هذا المطبخ تتذبذب، فأحيانا يتسع المطبخ السياسي ليشمل عددا كبيرا من الساسة وفي أحيان أخرى يكون المجلس السياسي للأمن الوطني هو المطبخ، وقد يقتصر الامر أحيانا الى المجلس التنفيذي (رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء) وربما كان أعضاء هذا المطبخ هم الزعماء السياسيين للمكونات الاجتماعية الثلاثة الكبرى، وهذه التركيبة تتغير بحسب القضية موضوع النقاش.
معظم القضايا التي تحال الى المطبخ السياسي تكون النقاشات والحوارات فيها قد وصلت الى طريق مسدود داخل مجلس النواب بسبب تفتت آراء الكتل بحسب مواقف أعضائها بحيث تكون المواقف فردية وغير منسقة داخل كل كتلة، وعادة ما كان المطبخ السياسي العراقي يتجه الى إنتاج حلول توافقية.
مع تعقد العملية السياسية وتزايد الاستحقاقات وتفكك الكتل الكبيرة صار عمل المطبخ السياسي العراقي أكثر بطأ، وأقل فعالية، وإنخفضت قدرة زعماء الكتل على تحقيق إجماع تصويتي داخل كتلهم ونتيجة لذلك تم ركن الكثير من الملفات التي أحيلت الى المطبخ السياسي (منها التعديلات الدستورية، وقانون النفط والغاز،...)، وخرجت بعض الطبخات بلا مذاق وأخرى لم تكن ناضجة بما يكفي وثالثة خرجت من المطبخ محترقة.
قضايا مهمة وجوهرية فقدت فيها الكتل السياسية قدرة إدارة الحوار وإنتاج الحلول وهي قضايا تعيق التقدم الى أمام وتفسح المجال أمام المخاطر والشكوك، وعندما أحيلت الى المطبخ السياسي لم تحل بل بدأت تعاني من التفسخ.
قادة الكتل لا يتحملون كل المسؤولية عن هذا الوضع الذي يعيشه المطبخ السياسي، بل إن بناء الكتل في أجواء الاحتقان والتحشيد وكذلك إسلوب تأجيل مناقشة القضايا الستراتيجية حتى اللحظة الاخيرة هي المسؤولة عن وضع المطبخ السياسي الذي بردت نيرانه وتناثرت قدوره بطريقة تعيق العمل.
الكتل السياسية تعاني من التشرذم والانقسام وتعيش حالة من التنافر وتبادل الاتهامات لذلك فهي عاجزة عن إتخاذ قرارات تصويتية محددة ولذلك يكون قرار التصويت فرديا ونتيجة لعواطف وحسابات خاصة، فكل سياسي صار يطبخ قراره بنفسه وهو مصر على إنه طباخ ماهر رغم ما يشاهده بعينيه من حالات عسر الهضم التي تعيشها المؤسسات العامة والشارع على حد سواء.
لا يمكن للقرارات المنفردة أن تكون هي المسيطرة، صحيح إن النائب حر في صنع قراره لكنه عليه دائما تذكر إنه جزء من كتلة سياسية ساعدته في الوصول الى موقعه ومن خلال إتفاقات سياسية مسبقة، والقرارات الفردية منها حتى حضور أو عدم حضور الجلسات تؤدي الى تشرذم المشهد السياسي وخاصة في القضايا الاساسية التي تهم وتتجاوز الميول والعواطف الفردية.
إن بطء وتراخي رجالات المطبخ السياسي العراقي الرئيسيين سيسمح بتتسلل كثير من القطط الى مطبخهم لتعبث به وتفكك الاطر التي وضعوها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأويل التأجيل
- الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك
- صراع الرموز
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف
- موسم الحصاد
- تقييم سلطة المحافظات
- تعطيل الديمقراطية
- تجميد العملية السياسية
- الاتفاقية ...شذرات وأوهام
- الآخرون في العراق
- تكاليف الترميم
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة


المزيد.....




- أوباما: الولايات المتحدة -قريبة بشكل خطير- من الاستبداد
- نتنياهو: لدينا القدرة على ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية و ...
- ترامب يُحدد المدة الزمنية قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكر ...
- من الصين وروسيا إلى باكستان.. هل تصمد تحالفات طهران أمام الح ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- إسرائيل وإيران: هل تتّسع دائرة التصعيد بعد الضربات الأخيرة؟ ...
- تحرك طائرة -يوم القيامة- الأمريكية
- وفق القانون الدولي - تنسيق أوروبي أكبر لمكافحة -أسطول الظل- ...
- صحة غزة: 84 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - المطبخ السياسي العراقي