أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تجميد العملية السياسية














المزيد.....

تجميد العملية السياسية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوما بعد آخر تتزايد حجم التعقيدات الناجمة عن تأجيل حسم قضايا كثيرة عالقة بين الكتل النيابية أو حتى تم تعليقها في الجهات التنفيذية وغالبا كان سبب التأجيل يعود الى وصول الكتل السياسية لطريق مسدود فتسارع بإهمال الملف وركنه جانبا والدخول في ملف آخر أكثر تعقيدا سرعان ما يركن أيضا أو يحال الى قادة الكتل ليغوص بعد ذلك متواريا عن دائرة الاهتمام.
لقد أصبح من الواضح في هذه المرحلة إن تقدم العملية السياسية في العراق يواجه مشكلة حقيقية بسبب عدم حسم كثير من الملفات سابقا وتضييع الوقت في الانسحابات البرلمانية والحكومية ومباحثات العودة عن تلك الانسحابات الى الجدل البيزنطي العقيم في قوانين ثانوية وإنشغال كثير من الساسة في محاولات ترميم كتلهم التي تشرذمت وتوسيع تحالفاتهم.
جميع القوى المشاركة في العملية السياسية تتحمل مسؤولية الجمود الذي تمر به هذه العملية بطريقة تهدد تماسك المؤسسات وتخل بشرعيتها وتعرض الوحدة الوطنية للخطر، فقانون إنتخابات مجالس المحافظات يدور في حلقة مفرغة نتيجة تعطيل مناقشته وصار محكوما بسقف زمني هو إجراء الانتخابات في موعد صار يقترب بسرعة، وفي الوقت الذي أكتمل تسجيل الكيانات السياسية التي ستشارك في الانتخابات فإن كثيرا من العقد لم تحل بعد، سواء فيما يتعلق بحصة النساء والاقليات أو شكل القائمة، ثم توالدت شبهات قانونية نتيجة لتأجيل التعديلات الدستورية وبرزت قضية كركوك وتأثيراتها على الانتخابات المزمع إجراؤها فضلا عن قانون الاحزاب الذي دخل هو الآخر في مرحلة الغيبوبة، وكلها ملفات تم تأجيلها مرارا وتكرارا حتى وصلنا الى هذه المرحلة الحرجة.
الغريب إن النخبة السياسية بمختلف مكوناتها تتعامل بإسترخاء مع هذه الحالة المعقدة وهو ما يخالف وضعها السابق قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، فقد كانت متمسكة بجداول زمنية صارمة رغم الظروف الامنية الصعبة وطبيعة المشاكل المعقدة التي واجهتها العملية السياسية آنذاك، الاسترخاء الذي تعيشه القوى السياسية يوحي وكأنها لا تريد التقدم الى أبعد من ذلك بالعملية السياسية، وإنها تعيش في حالة قناعة بما وصلت إليه وحققته، وإنها ربما ترغب بالتوقف حيث وصلت، خاصة وإن بعض القوى صارت متيقنة من إنها لن تحقق ما حققته حتى الآن في المستقبل، هذا بالاضافة الى تفكك بعض الكتل وبالتالي تخوف مكوناتها من الفشل في بناء تحالفات إنتخابية جديدة وهذا حدث فعلا عندما تم تسجيل الكيانات السياسية في مفوضية الانتخابات.
إن التخوف من تجميد العملية السياسية يجد جذوره في إن الكثير من التنظيمات السياسية العراقية لم يتغلغل فيها الفكر الديمقراطي وما زالت بعيدة عن ممارسة الديمقراطية في حياتها الداخلية وقد صرحت بعض القوى بإنها تنظر للممارسة الديمقراطية بإعتبارها مجرد آليات يمكن القبول بها عند حد معين، ومن الجذور الاخرى للتخوف ما طرحه عدد من النواب من تقسيم إنتخابي لكركوك الى دوائر بحصص ثابتة لكل مكون قومي بما يعني عدم إهتمام رقم كبير من ممثلي الشعب بالنظام الديمقراطي، هذا فضلا عن الاحتقانات بين عدد من القوى مما يعرض أمن بعض المناطق لخطر يدفع بالقيادات السياسية فيها الى الى الرغبة في تأجيل أي معركة إنتخابية لأطول مدة ممكنة.
هناك من يفكر في داخل أروقة السلطة بإن الوضع التمثيلي الحالي هو الوضع الامثل وإن مجرد عودة جبهة التوافق الى الحكومة سيؤدي الى وجود حكومة مثالية على أساس إنها ستجمع كل الطوائف والقوميات وعندها قد تكون الانتخابات ترفا يمكن الاستغناء عنه للتخلص على الاقل من إحراجات تساؤل الناخبين عما حققته القوى السياسية من وعودها هذا فضلا عن إزعاجات بناء قوائم سياسية بعد كل تلك الشروخ.
تجميد العملية السياسية هو حاليا مجرد تخوف ناجم عن الطريقة التي تجري بها الامور والايقاع الذي تسير عليه العملية التشريعية وترتيبات إنتخابات مجالس المحافظات، وهو تخوف من الحري بالمؤسسة السياسية وبمختلف مستوياتها العمل على تبديده عبر تغيير الطريقة وتسريع الايقاع.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاقية ...شذرات وأوهام
- الآخرون في العراق
- تكاليف الترميم
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا
- هل إقتربت الحرب؟
- وقود رخيص جدا
- الانشقاقات والابواب المغلقة
- قبل الإنتخابات
- جولات المصالحة العراقية
- الأول من آيار 00 العمال في عالم متغير
- طرق مهملة في العراق
- جيران العراق...آمال محبطة
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تجميد العملية السياسية