أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - طرق مهملة في العراق














المزيد.....

طرق مهملة في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاجواء الايجابية أو ما يشاع عنها لم تفتح الطريق أمام الاختناقات السياسية العراقية بما يتيح الفرصة لترميم الحكومة العراقية أو حتى السماح بوساطات سياسية تساعد في إيقاف المواجهات، أو تسهل الاقدام على القيام بخطوات حقيقية للتقارب بين القوى السياسية.
لقد كان من المتوقع أن تقدم الكتل النيابية أسماء مرشحيها لشغل المقاعد الوزارية الشاغرة بمجرد عودة رئيس الوزراء نوري المالكي من رحلته الاوربية ولكن كل ذلك سرعان ما توارى وخفتت التصريحات بهذا الاتجاه لتتعالى تصريحات ومناوشات إعلامية بين أعضاء الكتلة الواحدة في جدل حول الاسماء المرشحة لرئيس الوزراء لتمثل الكتلة في الحكومة.
ولم يكن متوقعا بأي حال من الاحوال أن تستمر المواجهة الميدانية بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة لأكثر من شهر دون أن تظهر مبادرة حقيقية لوقف المعارك الدائرة منذ 25 آذار وحتى اليوم في بغداد، ولا تزيد الحركة السياسية عن تصريحات تدعو للتهدئة أو تصريحات تزيد من حدة الاحتقان وعبرت هذه المواجهة عن حالة شديدة التعقيد من التصلب السياسي بين فئات لديها الكثير من المشتركات التي يمكن لها تسهيل فتح أبواب الحوار والتوصل الى حلول مقنعة بدلا من جولات الدمار التي تشهدها بعض أحياء بغداد.
كما شهدت هذه الفترة حالة إختبار للوعود والتهديدات والاعلانات عن تشكيل جبهات وتحالفات سياسية جديدة تجمع أولئك المنسلخين عن تحالفاتهم القديمة كما فشلت القوى البرلمانية المعارضة للحكومة حتى في طرح التصويت على الثقة بالحكومة في مجلس النواب كمجرد إقتراح حاولت التهديد به وهذا يعني فشل تلك القوى في إيجاد مشتركات فيما بينها حتى في أشد حالات التخندق والمواجهة، وتبين إن هناك الكثير من الشخصيات والقوى السياسية تعيش حالة من التيه وتتحرك بلا بوصلة أو خريطة، بل إنها تعتاش على ردود الافعال الكلامية وتعيش حالة من إنتظار المجهول دون أن تقوى على المبادرة في أي إتجاه، لا في المواجهة ولا في المهادنة.
أسباب غير مقنعة تلك التي تحول بين إتفاق القوى العراقية للوصول الى تحالفات فعالة سواء في السلطة أو المعارضة وهو ما يسبب حالة من الهشاشة السياسية لا تقل تأثيراتها السلبية خطورة عن الهشاشة الامنية فهي جميعها تهدد إستقرار العراق وسلامه ووحدته، وهذا ما أشار إليه الامريكان من محللين وساسة وعسكريين أكثر من مرة.
هذه الهشاشة السياسية لا تقف حائلا دون تحقيق إنجازات مهمة في الخدمات والاقتصاد فحسب بل إنها تترك إنطباعا بضعف البناء السياسي العراقي لدى المواطن كما تترك ذلك الانطباع في أذهان حكومات دول المنطقة والعالم وتعرض هذه الهشاشة المؤسسات العراقية لإختبارات هي في غنى عنها مما يهددها بالانقسام والتفكك، والنتيجة إن هذه الهشاشة السياسية تضاعف مشاكل العراق.
الوقت، المال والدعم العسكري كلها ستتوقف عند سقف معين، صحيح إنه سقف غير واضح المعالم لكن في لحظة ما سيقرع جرس النهاية سواء في واشنطن أو في بغداد، وقبل أن يقرع ذلك الجرس لا بد للقوى السياسية العراقية من أن تعاود السير في الطرق التي أهملتها طويلا، طرق الحوار والسلام والتفاهم، سواء تلك القوى الموجودة داخل السلطة أم الموجودة خارجها، لعبور الاختناقات المزمنة والناتجة أصلا عن ضيق الافق والرغبات الشخصية المتصادمة، والحوار المنشود بين القوى العراقية يجب أن يتجاوز حالة المساومة على القضايا الآنية ليدخل في القضايا المصيرية التي تخص بناء الدولة وتماسكها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيران العراق...آمال محبطة
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح
- الحاجة الى معايير جديدة
- عوامل العنف الكامنة
- خصخصة الحرب في العراق
- تفعيل قانون الأقاليم
- كفاءة الديمقراطية في العراق
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي
- شفير المواجهة
- الملامح العراقية للإتفاق القادم
- خرائط معقدة
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - طرق مهملة في العراق