أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - كفاءة الديمقراطية في العراق














المزيد.....

كفاءة الديمقراطية في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 08:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما الذي يحدث عندما يتعطل جهاز حديث ودقيق عن العمل؟، الاجابة الاولى التي ترد الى الذهن هي الاستعانة بأخصائي لإصلاح العطل، ولكن ما العمل فيما لو لم يتوفر هذا الاخصائي بسبب حداثة الجهاز وجدته على المجتمع، عندها يمكن اللجوء الى مٌورّد الجهاز ليتكفل بإصلاحه ولكن قد نكتشف إن عقد التوريد لا يشتمل على الصيانة وإن إشتمل فهو غير ملزم في توقيتها أو طبيعتها، وهذا الامر قد يدفع الى العودة لإستخدام الجهاز القديم من أجل إنجاز العمل هذا على فرض إن الجهاز القديم مازال محفوظا في المخزن وصالحا للإستعمال.
هذا المثال يشبه الى حد بعيد الحالة التي تمر بها الديمقراطية في العراق التي تشكو من أعطال كثيرة تدعو الى التدقيق في مواضع الخلل ومعالجتها قبل أن تستفحل ونجد أنفسنا في يوم ما أمام حالة من الشلل الكامل، تلك الحالة التي أنذرت بها كثير من المنعطفات التي مرت بها العملية السياسية وصارت فيها المؤسسات عرضة للتمزق والانهيار وأعتاد الكثيرون الوقوف على الحافة في صناعة قراراتهم وتحديد مواقفهم ونتيجة لذلك دخل المواطنون في حالة من اللامبالاة بالجدل السياسي الدائر وهو ما يهدد مستقبل النظام الديمقراطي.
لقد صيغ النظام السياسي في العراق في مناخ من الاحتقان والتدهور الامني والفوضى الادارية والسياسية ولكن لم يكن هناك بد من قيامه وبما انه نظام ديمقراطي فهو مطمئن عبر إمكانية إصلاحه بإستمرار وبالعودة للمثال السابق نجد إنه من المستحيل إخراج النظام السابق من المخزن وإعادة إستعماله لأنه قد إنتهى الى الابد كما أن ظروف وجوده الداخلية والخارجية قد إزيلت وجل ما يقوى بقاياه على عمله هو إحراج النظام الحالي أو وضع العقبات في طريقه وفي الغالب بالاعتماد على اخطاء رجالات ومؤسسات النظام الحالي نفسه.
كما إن المساهم الاساسي(الولايات المتحدة) في توريد النظام السياسي الديمقراطي الى العراق غير قادر على إحداث تحولات جوهرية فيه وذلك لأنه بتدخله يشوش على الصورة العامة لعملية تصدير الديمقراطية وأقصى ما يمكن للأمريكان عمله هو المشورة والنصح والضغط الخفي في بعض الاحيان لكنهم أكتشفوا أنه حتى هذا الاخير لا يمكن إستعماله بكثرة لأنه سلاح ذو حدين حيث يقوي خصوم امريكا (اعلاميا على الاقل) في العراق سواء من المشاركين في العملية السياسية ام من المعادين والمعارضين لها، وقد أثبتت الايام خطأ الرهان على إمكانية أو رغبة الامريكان في مساعدة أي عملية إنقلابية أو حتى القبول بنتائجها وظلت الادارة الامريكية مصرة على التعامل مع الحكومة العراقية حتى في أشد حالات الخصام مما يعني إن إتفاق توريد الديمقراطية الى العراق يشدد على الحماية أكثر مما يشدد على الصيانة إذا أخذنا بنظر الاعتبار ما نص عليه إعلان المبادئ بين المالكي وبوش في مجال صيانة الدستور وعدم التعامل مع اي نتائج ناجمة عن خرقه وبالتالي الحفاظ على النظام السياسي الراهن بعيدا عن خطر الانقلابات التي منى بها البعض نفسه.
الديمقراطية مازالت جديدة وغضة ورغم انها تمثلت نظاما لكنها لم تترسخ بعد كفكرة في الاذهان ولذا فهناك ضعف في إداء الاجهزة الرسمية والمؤسسات وإذا كان العراق يخلو من مفكرين ديمقراطيين وعمليين في ذات الوقت فإن العراقيين وبالتحديد الساسة منهم ليس أمامهم الا التوجه نحو محاولة إصلاح هذا الجهاز الضخم والمعقد والخطوة الاولى نحو ذلك تبدأ من عملية فصل جراحية دقيقة بين كيان الدولة وتوجهات وعلاقات وأفكار ومصالح القوى السياسية وإذا كان الانجاز الكامل لهكذا فصل أمر مثالي فإن إنجاز جزء مهم منه ليس بالأمر المستحيل وكل ما يحتاجه هو وعي الساسة بإن فشل الديمقراطية في العراق يعني وضع مستقبلهم الشخصي ومستقبل أحزابهم ومستقبل الدولة العراقية على المحك، فالرهان على صمت الجماهير اللاهية بالوضع الامني والاحتقانات الطائفية والمنهمكة في تعويض عجز الدولة في مجال الخدمات والاقتصاد لتدبير حياتها اليومية لحظة بلحظة، هو رهان غير أبدي النجاح، وإذا لم تنتج الساحة قيادات واحزاب بديلة فإن مجرد عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات كفيل بالتشكيك في شرعية ومستقبل النظام السياسي وحينها يكون الطريق قد فتح نحو إعادة إنتاج الماضي.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي
- شفير المواجهة
- الملامح العراقية للإتفاق القادم
- خرائط معقدة
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي
- الارهاب والاستبداد
- تجربة الهيئات المستقلة
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة
- مستقبل الصحوة
- جدل الموازنة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - كفاءة الديمقراطية في العراق