أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - باريس تقترب...














المزيد.....

باريس تقترب...


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 06:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


جاء إتفاق أبو ظبي وباريس على إقامة قاعدة عسكرية فرنسية في دولة الامارات، بمثابة إتفاق مباغت للجميع، وهو الاتفاق الذي لم يشغل حيزا كبيرا في وسائل الاعلام ولم يركز عليه المحللون ربما بسبب سيطرة الاموال الخليجية على معظم وسائل الاعلام، تلك الوسائل التي تنتقد بصورة دائمية إقامة علاقات جيدة مع الغرب أو التعاون العسكري مع دوله الا إذا كان الخليجيون طرفا في تلك الاتفاقيات التي تمنح الارض والمعونة للقوات العسكرية الاجنبية ( تعد غازية خارج دول الخليج!!)، والحصيلة إن الاتفاق مر مرور الكرام وكأنه ليس حدثا سياسيا وعسكريا وأمنيا يستحق الاهتمام والتحليل.
هذا الاتفاق بين الامارات وفرنسا فسح المجال اما القوة العسكرية الفرنسية للتواجد بشكل دائم في منطقة كانت على الدوام خارج إهتمامات فرنسا الستراتيجية من الناحية العسكرية وحتى في أقصى مراحل تمدد الامبراطورية الفرنسية لم تحصل باريس على قواعد دائمة في منطقة الخليج وبقيت هذه المنطقة في مجال النفوذ البريطاني ومن ثم الامريكي بالدرجة الاساس، حيث لعبت الدولتان الدور الاكبر في ترسيم حدود دول الخليج وصياغة أنظمة حكمها وإدارتها ومن ثم حمايتها، ولذلك يعتبر الاتفاق الاماراتي الفرنسي تطورا ستراتيجيا لافتا يعيد صياغة التحالفات في المنطقة كما يعيد ترسيم العلاقات الخليجية الاوربية ويدفع الى صورة جديدة للأمن في الشرق الاوسط.
هذه الخطوة لم تكن بعيدة عن خطط وستراتيجيات الولايات المتحدة فعدم نجاح الرئيس بوش في إقامة تحالف دولي يضم دول الخليج بالاخص، لمواجهة ايران لا يعني فشلا تاما للسياسة الامريكية فبدلا عن المواجهة العسكرية أقام بوش دعائم سياسة إنهاك وتوتر وحرب باردة طويلة الامد مع ايران سيتابعها بعده رؤساء امريكا القادمون وبذلك تكون الولايات المتحدة قد وضعت أسس حرب باردة مصغرة لتخلف حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق والذي يبدو وجوده شبحيا من خلال الشراكة الروسية الايرانية في المجال النووي.
مكافحة الارهاب هي العمود الفقري للمواجهة الكونية الباردة الجديدة، فالإرهاب حسب التصور الامريكي يقسم العالم الى شطرين، احدهما هو حلفاء الارهاب من دول وجماعات ومؤسسات وحتى فئات إجتماعية، اما الشطر الآخر فهم أعداء الارهاب ممن يستهدفهم الارهابيون والمقصود هنا دول الغرب وحلفاؤها في كل مكان من العالم، ولا يمكن لهكذا مواجهة أن تستمر الا بوجود تحالف دولي يدعم الموقف الامريكي وهذا التحالف يحتاج الى توزيع المواقع والمصالح والواجبات ومن هنا ظهر الدور الفرنسي الذي حل بديلا عن البريطاني المتراجع لأنه كان في بعض ملامحه أقل من مستوى الشراكة وهو في نظر الناخب البريطاني كان أقرب الى دور التابع ليأتي الدور الفرنسي الممثل للقارة الاوربية بشكل ما. ولم تكن الولايات المتحدة لتتخلى عن تفردها العسكري في الخليج لو لم تشعر بأن الوجود الفرنسي في الخليج سيكون داعما لتوجهاتها ومصالحها، فالاتفاق لم يكن وليد لحظة عابرة. فرغم إن الامارات العربية هي من تقدمت بدعوة فرنسا لإقامة قاعدة عسكرية على أراضيها وعقد إتفاق للتعاون الدفاعي بين البلدين لكن هذه الدعوة جاءت خلال زيارة ساركوزي للمنطقة والتي تداخلت مع زيارة بوش.
دخول باريس عسكريا الى المنطقة يعني إنها قد وضعت نفسها في حالة المواجهة رغم إنها تدعو دائما الى الحوارات المطولة مع ايران ومع غيرها من الدول التي توصف بمعاداة الغرب وهذا الدخول لن يقتصر على الامارات بل سيبحث عن أماكن أخرى ليوطد وجود باريس في السياسة العالمية كما أن ذلك قد يدفع دولا أخرى للسعي الى إقامة قواعد عسكرية في الخليج.
باريس في عهد ساركوزي متمسكة بدور عالمي وهي ستسعى للحفاظ على مصالحها بمختلف الطرق ولن تتوانى عن العودة الى ممارسات كانت تعد جزءا من الارث الامبراطوري الفرنسي الذي إندثر، خاصة بعدما أثبتت أسعار النفط المتصاعدة والمهددة بالمزيد من التصاعد ان الازدهار الاقتصادي الغربي يعتمد على مناطق تعيش توترات دائمة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة
- مستقبل الصحوة
- جدل الموازنة
- البهائية
- غيتس في المنامة
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - باريس تقترب...