أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العسكر والسياسة














المزيد.....

العسكر والسياسة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كرر بعض العسكريين الامريكان انتقاداتهم للحكومة العراقية في الفترة الاخيرة بشكل لافت يدعو للتفكير في الدور السياسي الذي تقوم به القوات الامريكية بعيدا عن سفارة بلادها في بغداد وحكومتها في واشنطن، ومعظم هذه الانتقادات تنصب على لوم الحكومة العراقية إما لضعف إجراءاتها في تحسين الخدمات او بطء عملية المصالحة، ولا اعتراض على مضمون هذه الانتقادات لكن صدورها عن ضباط امريكان هو ما يمثل تساؤلا كبيرا، فمثل هذه الانتقادات يمكن ان تصدر عادة عن السفير الامريكي او احد اركان السفارة، او حتى من مسؤولي الهيئات والوكالات الامريكية التي تعمل في العراق، وربما تعلن تلك الانتقادات من على لسان ساسة امريكيين في واشنطن اما دخول الضباط على الخط فهو ما سيعيد الى الاذهان الصراع الذي كان قائما بين وزارتي الدفاع والخارجية الامريكيتين حتى بعد تضاؤل وضعف اصوات المحافظين الجدد الذين كانوا وراء نشوب الصراع بين الوزارتين، فرغم ان رامسفيلد استقال من منصبه كوزير للدفاع وأختفت الكثير من الوجوه التي أحتلت مواقع مهمة في البنتاغون الا ان توجه المحافظين الجدد بقي في هذه المؤسسة كما ان وجود رايس في وزارة الخارجية لا يعني بالضرورة ان التوجهات الفكرية لإدارات الوزارة قد تغيرت.
الغايات السياسية من تصريحات بعض الضباط تبدو أكثر وضوحا عندما يقللون من أهمية التحسن الامني الحاصل في العراق، ذلك التحسن الذي أحدثه العراقيون بشكل مباشر بعد ان تعثرت القوات الامريكية في إنجازه على مدى السنوات الماضية فهم يريدون اثبات ان الوضع في العراق ما زال بحاجة الى القوات الامريكية وبالتالي يجب ان لا يتوقف تمويل تلك القوات وهو ما يشكل ردا على الاصوات الامريكية الداعية الى تقليص الانفاق على القوات والتسريع بسحبها، صحيح ان الجنود غالبا ما يشعرون بالرغبة في العودة الى اوطانهم ويتمنون إنهاء الحرب لكن القادة في أي جيش لا يشعرون بسلطتهم الحقيقية ولا يحصلون على الاهتمام والامتيازات الا في ساحة المعركة، لذلك تمكث رغبة دفينة في قلوب الضباط غالبا تدفعهم لمحاولة الاستمرار في القتال، او على الاقل إشعار الجميع بالحاجة الى الجيش، لذلك يرسل هؤلاء القادة بإشاراتهم عن عدم استقرار الاوضاع، وهم فيما يتعلق بالعراق صادقون غالبا فيما يقولونهم إلا انهم يدخلون عبر هذه التصريحات في الجدل السياسي ليس في داخل الولايات المتحدة فحسب وإنما داخل العراق أيضا خصوصا عندما تكون انتقاداتهم موجهة لطرف واحد هو الحكومة، ويستثنون من تلك الانتقادات قوى المعارضة السياسية التي عجزت عن إتخاذ مواقف صريحة وثابتة كما عجزت عن لملمة شتاتها لإسقاط الحكومة عبر البرلمان، وغالبا ما تعتمد قوى المعارضة على التصريحات الاعلامية لهؤلاء الضباط لتدعيم مواقفها بل ان وسائل الاعلام تذهب بعيدا في تهويل هذه التصريحات وتضخيمها وأحيانا يعتمد بعض الساسة من غير ذوي الخبرة على هذه التصريحات لتحديد مواقفهم مما يعني ان تلك التصريحات ستشكل قاعدة معلومات خاطئة تبنى عليها بعض المواقف على اساس تأويل متعجل يرى ان تلك التصريحات تمثل تخليا من الادارة الامريكية عن دعم الحكومة العراقية.
والانتقادات التي يوجهها بعض الضباط الامريكان قد تغذي عند رافضي العملية السياسية فكرة الاعتماد على عامل الوقت حيث تبدو الهوة وكأنها تتسع بين الحكومة والامريكان ما يعني إحياء الامل في نفوس قادة العنف للضغط على كل من القوات الامريكية والعراقية لتعميق الهوة والدفع نحو مزيد من الخلافات بين الجانبين. من المعروف ان في دوائر القرار الامريكي من لا تعجبه أفكار بعض القوى السياسية الموجودة في الحكومة ولا توجهاتها العامة، وهم يتمنون الا تكون هذه التنظيمات هي الموجودة في السلطة فيما لو أنسحبت القوات الامريكية من العراق، وعند هذه النقطة يلتقي السياسي بالعسكري في واشنطن، لكن توسع الإنشغال العسكري الامريكي بالسياسة يعني فتح الباب امام العسكري العراقي للتدخل في السياسة ايضا وهذا ما ذاق العراقيون طعمه المر سابقا وترك على المؤسسة السياسية العراقية بصماته الدامية التي لا تنسى، وتكرار ما حدث او حتى فتح الباب امام العسكر للتدخل في السياسة يعني اهدار ما تحقق حتى الآن وإستهانة بكل التضحيات التي قدمها العراقيون والامريكان.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العسكر والسياسة