أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الباب العالي وصدره الأعظم














المزيد.....

الباب العالي وصدره الأعظم


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبق لتركيا ان استقبلت العديد من الوفود والشخصيات العراقية، بل ووقعت مع العراق عددا من الاتفاقيات والعقود في مجالات متعددة، وكان هذا النمط من العلاقة قد بدأ منذ المراحل الاولى من الدخول الامريكي الى العراق، اي ان العلاقة بين الطرفين لم تؤثر فيها مستويات استقلالية القرار العراقي، ولا طبيعة السلطة في العراق، ولا حتى شكل النظام السياسي الذي تتبناه الدولة العراقية الجديدة، وحتى في ما يتعلق بوضع اقليم كردستان فأن الحكومة التركية وبرغم امتعاضها مما حققه الاكراد في العراق، فأنها تعاملت معه على ارض الواقع وخاصة في المجال الاقتصادي. وبشكل عام فأن تركيا لم ترفض التعامل مع العراق وتجربته السياسية، بل ان تركيا تعاونت وتعاملت مع العراق في سياق اجتماعات وحوارات دول جوار العراق، لذلك فأن التعامل التركي مع الوفد العراقي الذي ذهب الى أنقرة للتفاوض بشأن قضية الـ(pkk) والتهديدات التركية بالإجتياح العسكري للأراضي العراقية، هذا التعامل جاء خارج مألوف العلاقة بين الطرفين، فضلا عن انه يتناقض مع الاعراف الدبلوماسية وعلاقات الجوار واخلاقيات الضيافة والسياسة على السواء.
كان بإمكان الاتراك الاعتذار مسبقا عن استقبال الوفد العراقي، او حتى استعمال كلمة رفض زيارة الوفد، بدل التعامل مع دولة جارة بهذه الاسلوب المؤذي للعلاقة بين الطرفين بطريقة تترك اثارا سلبية على العلاقات مستقبلا.
يبدو ان الساسة الأتراك يمرون بمرحلة من الشعور الزائد بالقوة وفي نفس الوقت الشعور بالخطر الذي يهدد مرحلة القوة هذه، بسبب تداعيات عديدة واستحقاقات متنوعة، وهذه الحالة أثرت على رؤيتهم السياسية بشكل سمح لكوامن اللاشعور السياسي بالظهور على السطح عندما وجدوا نقطة ضعف تمثلت بالظرف الصعب الذي يمر به العراق، فبرزت بسرعة ذكريات وأوهام وأحلام الباب العالي التي تسيطر على العقل السياسي التركي اليوم، سواء بمؤسسته العسكرية التي تريد الامبراطورية العثمانية علمانية، قومية متطرفة تسحق الآخرين لأنهم من قوميات أخرى يعتبرها العقل العسكري القومي أقل شأنا من ان يهتم بها او يحاورها، اما الشق الثاني للعقل السياسي التركي فهو الحكومة بحزبها الديني المأسور (مثل معظم قوى الاسلام السياسي) بصورة الخلافة، حيث الباب العالي يهمل الرعية عند أبوابه وهم يتحرقون للتبرك بطلعته السلطانية المقدسة البهية، السلطان- الخليفة- الباب الذي ينتظره الجميع هو الصورة المفضلة للحكم في مكنونات العقل السياسي الديني مهما تلفع بمظاهر الديمقراطية وقبل بالأسس العلمانية تحت ضغط أسلحة العسكر او ومناخات السياسة الدولية المعادية لأي توجه ديني متشدد، وخاصة بحضور التأثير الامريكي المؤثر في تركيا، ومع ذلك فأن احلام الباب العالي وجدت لها منفذا في العلاقات العراقية التركية حيث تبدو الكفتان غير متعادلتين.
في سياق احلام الباب العالي وعقله وأوهامه، برز التركيز على تطوير الوضع الدستوري لرئيس الجمهورية في تركيا ليتخلص من صفته التشريفية والبروتوكولية عبر إحالته من الانتخاب داخل البرلمان الى انتخاب شعبي ليكون رئيس الجمهورية ممثلا للأمة بشكل مباشر، لتتحقق ولو من بعيد فكرة الإمامة، واذا كان حزب العدالة والتنمية متأثرا برغبة احياء صورة الباب العالي عبر رئاسة الجمهورية فأنه سيتبع ذلك بالتسلسل المألوف دور الصدر الأعظم، الذي يقوم محله اليوم منصب رئيس الوزراء.
هذه الكوامن التركية شأن داخلي خاص ما دامت لا تمتد لتشمل الرعايا السابقين للإمبراطورية العثمانية، او البلدان التي كانت جزءا من تلك الامبراطورية، الا ان الساسة الاتراك بالشكل الذي تعاملوا به مع الوفد العراقي لا يخفون كوامنهم بعيدا جدا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الباب العالي وصدره الأعظم