أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حصيلة كربلاء














المزيد.....

حصيلة كربلاء


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماحدث في كربلاء من خرق امني واحداث مؤسفة هو محصلة لتداعيات سياسية وامنية كانت ماثلة للعيان، حيث ساد توتر مزمن بين القوى السياسية التي تدير محافظات الفرات الاوسط والجنوب، توتر هو نتيجة لخلافات سياسية لم تتمكن تلك القوى من تلافيها وهي خلافات عادية بمقاييس السياسة الا ان السكوت عنها والتأخر في علاجها ادى الى الاحداث المؤلمة التي تفجرت في مناسبة دينية كان من الاولى ان تكون فرصة للسلام والحوار بين تلك القوى.
لا يمكن هذه المرة تكرار التوصيفات السابقة عن احداث امنية مؤلمة، فكلمات (مؤامرة خارجية، مندسون، دخلاء، عملاء، تكفيريون...) فقدت معناها بسبب تكرارها غير المجدي، وكذلك بسبب تحولها الى طريقة سهلة لتفسير الكوارث التي يعيشها العراقيون يوميا، فقد تم التصريح وفي اكثر من مناسبة بان الاستعدادات كلها قد اتخذت لمواجهة اي خرق امني ما يعني ان هناك تضليلا في تداول المعلومات الامنية، ومن جهة اخرى هناك تضليل سياسي يتمثل في حالة الانسجام والاتفاق غير الحقيقية التي تدعيها المكونات السياسية، واذا كانت الصورة ضبابية في احداث كربلاء، فأن تداعياتها في المحافظات المجاورة وفي العاصمة بغداد كفيلة بتوضيح مفاصل الاحتقان السياسي، بما يحتم على القادة السياسيين الجلوس وجها لوجه والتحاور للخروج من حالة الاحتقان المزمن بما يحفظ الامن والاستقرار في الجنوب والفرات الاوسط.
اكثر من طرف سياسي يقول بان الحل الامني لوحده لن يكون كفيلا باخراج العراق مما هو فيه، طبعا يأتي ذلك دائما في سياق الاشارة الى العلاقة مع القوى التي ترفض العملية السياسية، لكن الغريب ان بعض القوى الداخلة في العملية السياسية والمتقاربة في الفكر والمنهج تتباطأ في الدخول للحوار مع بعضها البعض تاركة الوضعين الامني والسياسي لتتحكم بهما الصدفة، متناسية حجم الضرر والاذى الذي يلحق بجماهيرها وقواعدها الشعبية التي انتخبتها على امل ان تسهم هذه القوى في اعمار مدنهم وتعويضهم عما لحق بهم في زمن الجور والطغيان.
مسؤولية القيادات السياسية عما جرى واضحة، فهي تأخرت كثيرا في حل نزاعاتها وتركت الشارع نهبا للإحتقان والعنف وانجرت القيادات الى حسابات ضيقة وخطابات متوترة في مرحلة خطيرة من التأزم السياسي، وهذا المشهد بالتحديد هو ما كان على الاجهزة الامنية وقياداتها وضعه في الحسبان وهي ترى التدفق الهائل للزائرين.
حكاية المؤامرة المدبرة في دولة من دول الجوار اصبحت غير ذات جدوى لأنها ستدفع مباشرة للتساؤل عن اسم تلك الدولة وجدوى التستر على اسمها في حين تمارس (تلك الدولة) عملا يهدد العراق والعراقيين بالبشاعة والقسوة اللتين وقعتا في كربلاء، فإذا كان الاتهام صادقا فعلى الجهات المسؤولة التصريح باسم تلك الدولة علما ان التكتم سيطيح بهذا العذر او التحليل الرسمي وسيضع مصداقية الجهات الرسمية على المحك، اما اذا كانت المؤامرة الخارجية مجرد عذر سياسي لتهدئة الاوضاع فالمشكلة انه حتى ان نجح في غايته فهو لن يساهم في وضع نهاية للإحتقان، ومن حق المواطن الحصول على معلومات حقيقية تفسر له ما يصيبه من اذى وخسائر، لكن المواطن العراقي في كل الاحوال لم يهتم كثيرا بالتفسير الرسمي فهو على اطلاع يومي بالمقدمات التي ادت الى هذه النتائج.
احداث كربلاء اثبتت ضرورة تشخيص مواطن الخلل في الاجهزة الامنية واعادة النظر في بنائها وعدم التهاون في اتخاذ هذه الخطوة التي مضى وقت طويل والحكومة تتعهد باتخاذها، كما اثبتت هذه الاحداث ان هناك من لا يتورع عن استغلال الاماكن المقدسة والمناسبات المقدسة بأبشع الصور ملاحقا العراقيين بالدمار والموت حتى في لحظات العبادة القصيرة التي يستلونها من ايامهم المفعمة بالعنف، وما حدث يدفع الى الوقوف مطولا لتأمل الخطاب السياسي الذي يتستر به ممارسو العنف بهدف تخطي كل ما يستخدمونه من مبررات لتسويق سلوكياتهم الكارثية فقد حان الوقت ليتجاوز العراقي حالة العبث بمشاعره ومقدساته .






#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة


المزيد.....




- -لا يفهم كيف تعمل-.. شاهد كيف علق بولتون على قرار ترامب تحري ...
- -مكر الليل والنهار-.. الداعية علي الجفري يثير تفاعلا بدعائه ...
- بعد -صدمة- أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة ...
- البشر الأوائل كانوا نباتيين .. هل تصدق؟
- أزمة النزوح المتكرر وانعدام الخيام في غزة
- أنظمة المنزل الذكي.. تحت المجهر
- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حصيلة كربلاء