أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - منهج المقاطعة














المزيد.....

منهج المقاطعة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 07:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ انطلاق العملية السياسية في عراق ما بعد صدام حسين، انقسم اللاعبون السياسيون في العراق الى فريقين، الفريق الاول يدفع باستمرار نحو تطوير العملية السياسية في العراق واشراك العراقيين في اتخاذ القرارات المصيرية التي تحدد مستقبل العراق، وبطريقة تؤدي مع مرور الوقت الى استلام العراقيين لزمام الامور في بلدهم، اما الفريق الثاني فلجأ الى الضبابية في العمل السياسي فمن جهة يبدو رافضا للوجود الامريكي في العراق ومن جهة اخرى يقاطع العملية السياسية ويرفض بناء مؤسسات الدولة العراقية الجديدة بما يجعل من الانسحاب الامريكي مستحيلا او انه يريد لذلك الانسحاب ان يتحول الى كارثة.
لقد تحول منهج المقاطعة الى اسلوب عمل تعتمده بعض القوى السياسية المعروفة التي اخذت في تطوير هذا الاسلوب لينسجم باستمرار مع تطور العملية السياسية في العراق وبطريقة لا تحرمها من جني فوائد هذه العملية التي رفضتها مسبقا، وهكذا صار في العراق مع الوقت وزراء مقاطعون، يحتفظون بكل حقوقهم وفي نفس الوقت لهم مطلق الحرية في ان لا يقوموا بواجباتهم، ومثلهم نواب يحتفظون بمقاعدهم وما تدره من امتيازات حتى عندما يجلسون في منازلهم داخل العراق او خارجه ( زعلانين) على العملية السياسية لأنها خيبت ظنهم او انها لاتسير وفق ما يريدون هم، مانحين انفسهم بذلك صفة الامتياز التي تلغي احجام التمثيل السياسي في العراق، وليكونوا هم المقياس الوحيد للوطنية والصواب والاخلاص، فأي ديمقراطية هذه التي يراد بناؤها في العراق وهناك من يجعل من نفسه وحدة قياس موضوعية على الاخرين ان يعتمدوا مواقفها كأساس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!.
ويبدو ان منهج المقاطعة مفيد للقوى والاشخاص الذين يستعملونه ولذلك تزايد عدد هؤلاء وصار لدينا اسلوب المقاطعة الصامتة، وهو تطوير لمنهج المقاطعة، وفي المقاطعة الصامتة لا يعلن المقاطع عن مقاطعته لأسباب ، منها انه لا يريد توتير علاقته مع الامريكان، وثانيا لأنه ليس بذي شأن كبير في العملية السياسية بفعل حجمه التمثيلي ولذلك لن يهتم احد بمقاطعته، لذلك فهو يقاطع بصمت متذرعا بشتى الحجج لأن (زعله) على العملية السياسية لا يؤذي احدا.
من الواضح ان القوى التي تصر على استمرار العملية السياسية وتواضب على حضور جلسات البرلمان وتفعل عمل الحكومة هي تلك القوى التي لها تأريخ في مقارعة النظام البائد وهي نفسها القوى التي دعمت عملية الاطاحة به، ولذلك نجد هذه القوى مصرة على العمل رغم الخلافات الكبيرة فيما بينها واصرارها هذا هو ما يدفعها للتوصل الى حلول وسط مستفيدة من فرصة الدعم الدولي الى اقصى حد ممكن، في حين ان القوى التي تعتمد منهج المقاطعة هي غالبا تتمثل في تلك التي ظهرت حديثا بفعل سقوط النظام وتداعيات ذلك السقوط، لذلك يبدو ان السقوط المباغت للنظام ( في حساباتها) هو ما منعها من تكوين رؤية ستراتيجية واضحة للعمل السياسي، وهي تستغل بعض الاحداث لـ( جر النفس) واعادة الحسابات، خاصة وان عملية بناء دولة دون امتلاك رؤية واضحة هي عملية في غاية الصعوبة، وربما انعدام الرؤية هذا هو ما يدفعها الى اتخاذ مواقف ضبابية تستثمرها لاحقا في الحصول على اهاف جانبية تفرضها كشروط للعودة الى العملية السياسية من وقت لآخر، فتربط بذلك بين امور لا جامع بينها الا الاهواء والشطحات.
منهج المقاطعة ينتج اضرارا بالغة وخطيرة في العراق، ليس فقط عبر تعطيل عملية البناء السياسي والمؤسساتي ولكن ايضا من خلال اعداث تشوهات في الدولة والمجتمع، فعندما قاطعت بعض المكونات عملية البناء في ايامها الاولى، ظهرت حالة فراغ امني واداري في بعض المحافظات مما جعلها نهبا وساحة مفتوحة للجماعات الارهابية، كما ان مقاطعة بناء الاجهزة الامنية والعسكرية احدث شعورا بالاقصاء فيما بعد لدى نفس القوى والجهات التي عارضت وقاطعت بناء تلك الاجهزة.
تتصور بعض القوى السياسية العراقية ان منهج المقاطعة هو سلاح بيدها يمكنها استعماله متى تشاء، متجاهلة انه سلاح ذو حدين، وقد يؤدي مع مرور الوقت الى عزلها وتقليص ثقة المواطنين بها لأنهم انتخبوها لكي تمارس دورا فعالا سواء من خلال الحكومة او المعارضة وليس من اجل الجلوس في المقرات والمنازل الشخصية حيث تتم المدوالات والزيارات لرفع (الزعل) على العملية السياسية، خاصة وان التقسيم صار اكثر وضوحا، حيث هناك من (يزعلون) وهناك من يحاول رفع (الزعل).
لا ندري متى ستتحلى بعض القوى السياسية بالشجاعة الكافية لتعلن مواقفها المبدئية من العملية السياسية، وتتجاوز المصالح والمنافع الضيقة والآنية، واذا كانت بعض القوى المقاطعة لمجلس النواب والحكومة منذ عدة اسابيع بدأت بالرجوع عن مقاطعتها، فلا احد يدري متى ستعاود تلك المقاطعة، بعد ان اصبح من العسير تصنيف وضع هذه القوى فيما اذا كانت داخل العملية السياسية ام خارجها.
هناك كثير من الانتقادات التي يمكن توجيهها الى العملية السياسية الجارية في العراق لكن لا بديل عن بناء الدولة العراقية مهما كانت الاخطاء، والذين يحلمون باعادة الهيكل السابق للدولة والذي سقط مع سقوط النظام ومعهم اولئك الذين يريدون بناء الدولة على مقاساتهم الخاصة، عليهم جميعا ان ينتبهوا الى حقائق الميدان ووقائعه قبل ان يسببوا للعراقيين المزيد من الاذى.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي
- فوضى السلاح
- قلق في الجوار
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس
- (تدوين الفوضى (فعالية النص وانكتابية المجتمع
- حمى الرئاسة
- حالة ضعف
- قسوة
- سياسة الصوت العالي
- الحكم الثلاثي
- سلاح الانقلابات
- تحديات جديدة
- دور العشيرة …دور الدولة
- مفارقات اسطنبول


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - منهج المقاطعة