أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الحلقات المنسية في العراق














المزيد.....

الحلقات المنسية في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتم التركيز سياسيا واعلاميا على تغطية الاحداث في العراق، انطلاقا من القمة فتبدو الحكومة المركزية هي الفاعل الوحيد على جميع المستويات، الامنية والاقتصادية والخدمية والسياسية، وهذا الوضع ليس دقيقا تماما، فالمحافظات العراقية تمتلك قدرا واسعا من حرية التصرف في ادارة شؤونها الخاصة بطريقة تصبح فيها الادارات المحلية هي العنصر الاساس في احداث اي تطور او تدهور هناك.
وعند مراجعة الأحداث نكتشف بسهولة ان عمل ادارات المحافظات دون المستوى المطلوب، فعلى المستوى السياسي، سيطرت حالة من التوتر على العلاقة بين مفاصل الادارة في معظم محافظات العراق، واثر التنافس الحزبي بشكل سلبي واضح على الاداء، رغم ان معظم المحافظات تدار من قبل كتل سياسية في حالة توافق داخلي وتقارب فكري دفعها الى انتاج نوع من توزيع السلطة المشابه لما هو عليه في الحكومة المركزية، وللأسف انتقلت الاحتقانات الى البناء الاداري في المحافظات رغم انعدام الاختلاف الطائفي في معظمها، وصار توزيع السلطة على منصبي المحافظ ورئيس مجلس المحافظة سببا في عرقلة العمل في حين كان المرتجى ان يكون عاملا في تحقيق الامن والاستقرار والتفاهم بين الاحزاب والتنظيمات التي تدير المحافظة، حيث ادت الخلافات الحزبية الى تمزق الادارة ودفعت في اكثر من مرة الى نشوب مواجهات بين الاحزاب الحاكمة في المحافظات، وهذه الاحتقانات الحزبية اطاحت بالهامش الامني المتوفر في بعض المحافظات العراقية وخاصة في جنوب البلاد.
على المستوى الخدمي والاقتصادي، اثبتت ادارات المحافظات انها تتكلم باضعاف ما تعمل، حيث يسيطر الهاجس الاعلامي على هذه الادارات ومع ذلك فأنها لا تستطيع تلافي فضائح الفشل، حيث اصبح العراق الدولة الاولى في العالم التي تقرر مكافأة المحافظات التي تنفق تخصيصاتها المالية وتفعل خطط الموازنة فيها ولا تبقى المشاريع حبرا على ورق، ففي اكثر من مرة فشلت ادارات بعض المحافظات في تنفيذ المشاريع وفي صرف الموازنة بل واعادت مخصصاتها المالية الى خزينة الدولة.
شهدت محافظات العراق حالات عديدة من الفساد لعل اشهرها الاتهامات المتبادلة بشأن ادارة الثروة النفطية في البصرة وليس آخرها فضيحة الفساد في الموصل، فضلا عما يحدث في بقية المحافظات، كما ان عملية البناء الاداري في المحافظات تعتريها الكثير من الاختلالات فيما يخص التعيينات او تقاليد العمل في المؤسسات الرسمية وكذلك العلاقة بين المؤسسات المختلفة.
وبينما تم اقرار قانون الاقاليم ففي الجو السياسي حديث عن قانون لإدارة المحافظات غير المرتبطة باقليم وهناك حديث آخر عن اجراء انتخابات لمجالس المحافظات، كما ان علاقة المحافظات بالمركز وببعضها البعض بحاجة هي الاخرى الى دراسة واتخاذ تدابير تخرج الادارات المحلية من حالة الشلل والاختناق عبر مراجعة تجربة السنوات الماضية وبحث نقاط الضعف في الادارة ومحاولة معالجتها، فادارات المحافظات لها الدور الاول والاساس في انجاز عملية البناء والتطوير في العراق، وبدون وجود ادارة كفوءة فان كل التخصيصات المالية التي ترصدها الحكومة لن تكون اكثر من مشاريع مفتوحة للفساد وتبديد الثروة.
واولى النقاط التي لابد من تفكيكها في ادارات المحافظات، هي حالة التحزب التي تشل المؤسسات وتحيلها الى توابع حزبية وتقلص دورها وقدرتها على توفير الخدمات للمواطنين، وعلى القيادات الحزبية ان تبحث بين كوادرها عن الاكفاء في الادارة لمنحهم المواقع المهمة في المحافظات التي تديرها لأن كفاءة هؤلاء وامانتهم هي ما سيحدد موقف المواطن منها وعلاقته بها. وعلى الادارات اثبات كفاءتها اذا ما ارادت انجاح تجربة الادارة الحرة قبل ان تعيد شكاوى المواطنين وتعطل الاعمال عقارب الساعة الى الوراء بطريقة تدفع الى تقليص صلاحيات المحافظين ومجالس المحافظات.
ان الادارات المحلية هي الحلقة الحاسمة في انجاح عملية البناء واعادة الاعمار في العراق، وهي عموما مخيرة بين التورط في الجدل السياسي الذي يبدو احيانا بلا نهاية او الالتفات الى دورها الخدمي والانساني لتحسين ظروف معيشة العراقيين بعيدا عن استسهال القاء اللوم على الوزراء والمسؤولين في الحكومة المركزية، والذي قد يكون صائبا لكن مجرد القاء اللوم لن يعفي هذه الادارات من مسؤوليتها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي
- فوضى السلاح
- قلق في الجوار
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس
- (تدوين الفوضى (فعالية النص وانكتابية المجتمع
- حمى الرئاسة
- حالة ضعف
- قسوة
- سياسة الصوت العالي
- الحكم الثلاثي
- سلاح الانقلابات
- تحديات جديدة
- دور العشيرة …دور الدولة
- مفارقات اسطنبول
- العامل الأمريكي


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الحلقات المنسية في العراق