أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - فوضى السلاح














المزيد.....

فوضى السلاح


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تساق مبررات مختلفة لإستعمال السلاح او اللجوء اليه لتحقيق المصالح والاهداف، غير ان مجرد توفر السلاح ( بمعنييه الحرفي والمجازي) يدفع آليا الى استعماله عند اول سانحة تسنح، او عند اول موقف مواجهة او احتدام، وهذا ما نراه يوميا في العراق، حيث يلجأ الاشخاص والتنظيمات الى السلاح في الصغير والكبير من الشؤون اليومية، فما ان يحدث خلاف او توتر بين شخصين حتى نراهما يستدعيان احزابهما او جماعاتهما للمشاركة المسلحة في ذلك الموقف الشخصي او الوظيفي المحدود، بل ان البعض صار يبحث له عن انتماء حزبي ليعينه ويحميه في مثل هذه المواقف.
في العراق توجد انماط متنوعة من التسلح المشروع وغير المشروع، وهناك تسلح يختلف على مقدار شرعيته، فاحيانا يمتدح ذلك التسلح واحيانا يذم، اي انعدام الموقف المبدئي من ظاهرة التسلح، وربما الارتباك التشريعي هو المسؤول عن هذه الفوضى، ففي العراق هناك شركات امنية خاصة تحصل على تراخيص من الحكومة العراقية وتقوم ببعض الاعمال المهمة مثل حماية الشخصيات او المواقع، واللافت ان من بين هذه الشركات من تتعاقد مع الحكومة او الدوائر الرسمية لتوفير الحماية لمقراتها او مسؤوليها، بما يعني ان الحكومة ما زالت غير قادرة على توفير الامن لبعض أعضائها او ابنيتها. وهناك الكثير من المشاكل والتساؤلات التي يثيرها عمل الشركات الامنية الخاصة سواء العراقية او الاجنبية خاصة مع حالة التدخل بين ماهو رسمي من عملها وما هو غير رسمي فضلا عن تشابك عمل هذه الشركات مع القوات العراقية وغير العراقية.
النمط الثاني من التسلح المربك يتمثل في الحمايات الشخصية للمسؤولين، حيث لا توجد جهة رسمية محددة تشرف على عمل الاشخاص في حمايات المسؤولين من مختلف المستويات، فكثيرا ما يقوم المسؤول بإختيار افراد حمايته بنفسه، ومن خارج الاجهزة الرسمية وعلاقة هؤلاء بالاجهزة الرسمية تقتصر على تسليحهم ودفع رواتبهم، وقد برزت عدة حالات من الاختراقات والمشاكل الامنية بسبب هذا النوع من الحمايات، حيث لا يمتلك اعضائها مؤهلات امنية حقيقية غير ثقة المسؤول بهم، وغالبا ما يتصرف افراد هذه الحمايات بنزق شخصي منفر معتمدين على قوة وعلاقات المسؤول الذي يحمونه، لنجد هذا المسؤول متورطا اكثر من مرة في مشاكل يخلقها له افراد حمايته خاصة حين يحتكون بالمواطن العادي او بحمايات مسؤول آخر، وهذا الوضع رسم صورة للحمايات الشخصية تشبه (الشقاوات او البلطجية اوالقبضايات)، ومن الناحية الواقعية تحولت بعض الحمايات الشخصية الى ميليشيات تعيث فسادا عندما يتجول افرادها بارتال سياراتهم المسرعة والاسلحة تدلي برؤوسها من نوافذ تلك السيارات، وكثيرا ما يبادر بعض افراد الحمايات ليطلقوا الرصاص عبثا، لقد تحولت هذه الحمايات الى عبء على الوضع العراقي وحتى على بعض المسؤولين، ولا بد من مبادرة لبناء جهاز امني حقيقي يتكفل بحماية المسؤولين مثلما يحدث في كل البلدان المحترمة .
ولعل المليشيات الحزبية والطائفية من اخطر اشكال ونتائج فوضى السلاح، حيث تحولت المليشيات من ناتج عرضي سلبي لتفكك الدولة العراقية بعد سقوط النظام السابق، الى مكون اساسي في المشهد العراقي، له من يؤيده من عامة الناس مثلما هناك من يعارضه، والمثير في الامر ان الحكومات العراقية المتعاقبة منذ اربع سنوات تكاد تعجز عن ايجاد حل او مخرج لهذا الوضع الشاذ، بل راح عمل هذه المليشيات يتداخل يوما بعد اخر مع عمل الاجهزة الرسمية ويحظى بنوع من الموافقة الرسمية، والامر في الحقيقة لا يقتصر على مسمى او اثنين من المليشيات، بل هناك مليشيات بعدد الاحزاب والتنظيمات السياسية تقريبا، ما دام لكل مسؤول او مقر رسمي او حزبي حراسه وحماياته الخاصة، وضعف الدولة امنيا واداريا وكذلك انتهازية بعض الفاعلين السياسيين هو ما يشكل المناخ الملائم لنمو قوة المليشيات.
من جهة اخرى هناك كثرة وتنوع في الاجهزة الامنية العراقية، وتضارب في الصلاحيات والواجبات، وهذه الكثرة بدل ان تكون عامل قوة صارت نقطة ضعف، حيث سهلت انتحال الصفة الامنية او استغلال الوظيفة الامنية، والتلكؤ في اداء الواجب، ويبدو ان لا نية هناك عند المؤسسة الامنية لاعادة هيكلة اجهزتها بما يجعلها اكثر تناسقا.
مثلما هناك تعاون بين القوات العراقية والقوات متعددة الجنسية هناك احيانا مناطق تناقض في الصلاحيات والواجبات ويعود ذلك الى عدم وجود منظومة ثابتة للتنسيق بين الطرفين رغم وجود مراكز وقنوات لمثل هذا التنسيق.
فضلا عن هذا النمط من فوضى السلاح هناك حقيقة ثابتة تتمثل في تدفق الاسلحة الى العراق من مختلف المناشئ والاحجام والانواع، وكلما ازداد عدد قطع السلاح في المجتمع زادت حالات استعمال ذلك السلاح وبهذه الطريقة سيكون انتاج القتلة امر يومي ومألوف.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق في الجوار
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس
- (تدوين الفوضى (فعالية النص وانكتابية المجتمع
- حمى الرئاسة
- حالة ضعف
- قسوة
- سياسة الصوت العالي
- الحكم الثلاثي
- سلاح الانقلابات
- تحديات جديدة
- دور العشيرة …دور الدولة
- مفارقات اسطنبول
- العامل الأمريكي


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - فوضى السلاح