أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نهاية صيف التوقعات














المزيد.....

نهاية صيف التوقعات


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 05:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادلاء الجنرال بتريوس والسفير كروكر بتقريرهما امام الكونغرس كان بمثابة اعلان نهاية مبكرة لصيف عراقي ساخن بالتوقعات والتخمينات وحركات الترقب والتهيؤ السياسي، صيف استعد له البعض ليكون فرصتهم لتحقيق امالهم واحلامهم، صيف رسمه البعض على انه سيكون نهاية المطاف وان ما سيقوله بتريوس وكروكر في الكونغرس سيقلب الامور رأسا على عقب، حتى ان بعض الساسة العراقيين وضع كل زخمه وعناصر قوته رهينة بتصوره الخاص بما سيقوله الرجلان، والمثير ان هذا البعض بالغ في حجم التغيير الذي يمكن ان يحدث في العراق بناء على التقرير المرتقب، آنذاك.
إلا ان التقرير جاء خارج توقعات من بالغوا في توقعاتهم، مع العلم ان التقارير التي يرفعها المسؤولون الامريكان، او المتخصصون واعضاء الكونغرس خلال السنوات الماضية والمتعلقة بالشأن العراقي، كانت كلها تحافظ على نمط معين من التوجهات، وهي تلتزم عموما بمستوى معين من التفاؤل الحذر، وفي كل الاحوال لم يكن متوقعا، في القراءة الموضوعية للاحداث، ان تطيح الولايات المتحدة بكل جهودها في العراق بقرار واحد، خاصة ان بناء نظام سياسي جديد يحتاج الى وقت، خاصة عندما يكون النظام ديمقراطيا وفي منطقة مثل الشرق الاوسط وفي بلد حكمه نظام استبدادي معروف على مدى عقود، بمعنى اخر ان العقبات بشكل عام هي متوقعة، لكنها بالتأكيد تحدث بطريقة مفجعة لا يهون منها الا الفجاعات المتوقعة التي يمكن ان تحدث في حال حدوث انسحاب امريكي سريع ومفاجئ.
لقد جاء تقرير بتريوس- كروكر ليؤكد التشخيص الامريكي المألوف لما يحدث في العراق من خلال تحديد المسميات ذاتها المسؤولة عن دوامة العنف، كما اوضح التقرير ان تحسنا ملموسا على الصعيد الامني اخذ في التنامي وفي ضوء هذا التحسن حدد بتريوس الصيف القادم كموعد لبدء تخفيضات ممكنة في عديد القوات الامريكية في العراق، دون ان يكون ذلك بمثابة انسحاب، بل جاء في صيغة الاستغناء عن جهود تلك القوات، ليحقق بذلك بعض مطالب الديمقراطيين وغيرهم ممن يعارضون سياسة الادارة الامريكية في العراق.
الشيء اللافت ان التقرير وخروجا على التوقعات لم يوجه نقدا للحكومة العراقية ولم يحملها مسؤولية الوضع كما لم يطرح اية صيغة بديلة عن العملية السياسية، كما ان بتريوس وكروكر لم يقحما نفسيهما في الخلافات والمناوشات بين القوى العراقية المختلفة.
لقد انتهى صيف التوقعات وعلى بعض الساسة ان يعيدوا حساباتهم في فهم حجم وطبيعة الدور الامريكي، فالامريكان في كل الاحوال لن يكونوا بديلا عن العملية السياسية، وهم لا ينوون تتويج احد كطاغية جديد في بغداد، كما انهم غير قادرين على فرض معادلات مختلة لا تنسجم مع حقيقة التعددية العراقية خصوصا في هذا الوقت، لأنهم لو فعلوا ذلك فأنهم سيطيحون بمصداقية الخطاب السياسي الامريكي داخليا وخارجيا، كما انهم بذلك سيعترفون امام كل اعدائهم وخصومهم بالفشل.
لا حلول سحرية او سريعة في العراق، بل العمل الشاق والمتواصل والحوار بين مختلف الاطراف وتعميق الممارسة الديمقراطية والتمسك بالتداول السلمي بالسلطة واحترام الاطراف السياسية لبعضها البعض، كل هذا هو ما سيقود الى نهاية طيبة للوضع العراقي.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة


المزيد.....




- شاهد كيف رد ترامب عندما سئل عما إذا كانت أمريكا تسعى الى تغي ...
- إعصار بسرعة 230 كيلومتر بالساعة يتجه نحو هاواي.. إليكم ما يم ...
- حكومة الأردن عن موقفها بمواجهة التهجير: خط من نار
- للمرة الثانية.. غارة إسرائيلية تستهدف برجا شاهقا آخر في مدين ...
- حزب الله يعتبر خطوة الحكومة بشأن خطة الجيش -فرصة للعودة إلى ...
- -صوت هند رجب-: الفلم الذي لم تحتمل والدة هند مشاهدته
- ثلاثة أسباب وراء موقف بوتين المتشدد تجاه أوكرانيا
- هل تنجح أوروبا في فك ارتباطها بالغاز الروسي؟
- مودي وترامب يتبادلان الغزل السياسي بعد فتور
- ترامب يأمر بإزالة خيمة مقابلة للبيت الأبيض ترمز لمناهضة الحر ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نهاية صيف التوقعات