أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - قصف الجيران والواجب الامريكي














المزيد.....

قصف الجيران والواجب الامريكي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 03:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الزيارات العديدة والمباحثات المطولة والمؤتمرات الصحفية المشتركة لمسؤولين عراقيين وآخرين من دول الجوار فضلا عن اللجان والمعاهدات والمواثيق التي وقعت بين العراق وجيرانه لم تسفر الا عن حالات متكررة من القصف والتهديد العلني والمباشر بالاعتداء على الحدود والاراضي العراقية، ولتسقط القذائف المنطلقة من الجيران لتدمر القرى وتهجر السكان المدنيين في اقليم كردستان، وكأن العراقيين بحاجة الى انواع اخرى من التهجير لينظم عراقيون جدد الى الصف الطويل من المهجرين الذين يتركون منازلهم بسبب العنف، وليجتمع على العراقيين ظلم الجيران سواء من داخل وطنهم او من خارجه.
لم يكن الامر ملحا لتصفي دول الجوار مشاكلها الداخلية على حساب العراقيين في مثل هذه الظروف الصعبة، وكان بامكان هذه الدول، وبالتحديد تركيا وايران، استخدام اي جزء من اراضيها الشاسعة لتواجه خصومها بدل ان تلجئهم الى الحدود العراقية وليتسللوا من هناك الى داخل العراق هذا ان صدقت هذه الدول في ادعاءاتها بوجود عناصر متمردة او معادية لها في القرى العراقية الحدودية.
لقد استهدفت كل من ايران وتركيا قرى عراقية آمنة بقصف مدفعي عشوائي متذرعة باعذار غير مقبولة، حتى لو كانت صحيحة فالدول لا تتجاوز حدود بعضها البعض وتهدر حياة واستقرار وممتلكات مواطني دول اخرى بهذه السهولة والعفوية، وكان من واجب الدولة العراقية وحكومتها ومسؤوليها اتخاذ مواقف واضحة لرفض سلوكيات الدولتين الجارتين، والمطالبة ليس فقط بوقف القصف وانما بالاعتذار وتعويض المواطنين والمؤسسات العامة عما اصاب ممتلكاتهم وما تعرضوا له من اذى، علما ان كل الدول تفعل ذلك بمن فيها تركيا وايران التي مازالت تطالب بتعويضات عن الحرب التي انتهت منذ عشرين عاما تقريبا، ولا ندري كيف ستبرر طهران سلوكها تجاه القرى الحدودية العراقية وهي ستستذكر بعد ايام انطلاق الحرب الكارثية بين البلدين.
في الجانب الاخر هناك صمت امريكي مثير للإستغراب فيما يحصل من قصف واعتداء على حدود وسيادة العراق، في حين ان الولايات المتحدة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الوضع الامني العراقي خاصة في علاقته مع الدول الاخرى امام المجتمع الدولي بموجب قرارات الامم المتحدة، وما يزيد الامر غرابة ان الولايات المتحدة لا تترك فرصة او حدثا يمكن ان يثبت التدخل السلبي لدول الجوار في العراق وخاصة اذا كان ايرانيا الا واستخدمته كدليل في تجاذبها مع تلك الدول في حين انها تغاضت تماما عن القصف التركي والايراني للقرى العراقية الحدودية، ولم تمنحه من الاهمية ما تمنحه لمعلومات غير مؤكدة عن تسليح ايراني لبعض الجماعات العراقية، وهي لم تلمح مجرد تلميح عن استيائها من هذا القصف، ولم تبدر منها ولامن الحكومة العراقية ( بإستثناء الاجراء الروتيني الذي جاء متأخرا والمتمثل في استدعاء السفير الايراني في بغداد من قبل الخارجية العراقية التي سلمته مذكرة احتجاج الحكومة العراقية، وكان الرد الايراني ابرد مما يسمى برد دبلوماسي) اوالحكومة الايرانية اية بادرة لايقاف القصف، وحتى اللجنة الامنية الفنية بين الاطراف الثلاثة لم يبدر عنها اي شيء وكأن تلك المناطق والقرى العراقية نسيا منسيا.
ان عددا من دول العالم يحتمي بالقواعد الامريكية ويحرض الولايات المتحدة على ابقاء قواتها في اراضيه، فمجرد وجود هذه القواعد مهما كانت صغيرة، ومجرد وجود قوات امريكية حتى لو كان وجودها رمزيا فأن الامرين او ايا منهما كفيل بحفظ امن تلك الدولة واستقرارها وحمايتها من تدخل الدول الاخرى، بل ان دولا مهمة كل نظامها الامني يقوم على وجود بعض القواعد الامريكية فيها، لكن من سخريات القدر العراقي ان اكبر قوة امريكية موجودة في خارج بلادها عاجزة عن حماية العراقيين ليس فقط من بعضهم البعض ولكن ايضا من جيرانهم، بل ان هذه القوة الامريكية العملاقة لا توفر الأمن لبعض العراقيين ممن يعيشون في قرى حدودية صغيرة مما يدفع للتساؤل عن هيبة اقوى دولة في العالم.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - قصف الجيران والواجب الامريكي