أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الخواء السياسي والأزمة العراقية














المزيد.....

الخواء السياسي والأزمة العراقية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 07:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جزء مهم من محركات الصراع الدائر في العراق يعود الى حالة من الخواء السياسي التي تسيطر على المشهد بطريقة محبطة، ذلك ان اطراف الصراع غير قادرة على تكوين او حتى تصور اسلوب للتنافس او الحوار وبالتالي القدرة على الوصول الى تسويات ممكنة، فنحن نجد معظم القوى الليبرالية العلمانية اما مفككة او عاجزة عن تكوين خطاب عملي خاص بها رغم انها كانت المرشح الاكبر للعب دور مهم في العراق الجديد، فانسحبت بعضها الى منطقة الظل في حالة من الجمود والشلل وراء قيادات تسمى (تاريخية) واتجهت بعضها الى التفكك بسبب عدم قدرتها على نقد مسيرتها وتصحيح اساليب العمل في داخلها، ورغم ما تكيله هذه الاحزاب من نقد للاحزاب الدينية الا انها تكاد تكون شبه عاجزة عن جذب المواطن اليها كما انها لا تطرح اي بديل عملي، في حين ان الاحزاب الدينية ورغم قدرتها على حشد الجماهير وجني الاصوات في الانتخابات الا انها غير قادرة على طرح برامج سياسية متكاملة توازي حجم شعبيتها كما انها غالبا ما تدفع باشخاص غير كفوئين الى المقدمة، لأنها تعتمد مقاييس (المسيرة الجهادية، والصلاح والتقوى، وحسن السريرة، والالتزام) وجميعها مواصفات عامة للشخص لا تصلح لتشخيص الكفاءة في الاداء، كما ان الاحزاب الدينية العراقية وقعت في مأزق الخطاب الطائفي حتى صار التشخيص الاساسي في الساحة السياسية يؤشر الى الانتماء الطائفي للحزب وليس الى رؤيته الفكرية او منهجه السياسي، والاخطر من كل ذلك هو تورط بعض المستويات التنظيمية لهذه الاحزاب في العنف الطائفي بشكل مباشر وغير مباشر وهي بذلك لا تضع وجودها فحسب على المحك، وانما تضع مجمل العملية السياسية على هذا المحك حيث تدفع بها هذه الاحزاب حثيثا نحو الجمود.
اما بقية الاحزاب الموجودة في العملية السياسية فهي رغم ما تقول به من وسطية او اعتدال الا انها في الحقيقة تمارس نفس الجمود، فهي تعتبر جميع مطالبها حقوقا لا يمكن التنازل عنها، ورغم مفاهيم الحوار والدبلوماسية التي تصر عليها الا انها ما زالت تقدم رجلا وتؤخر اخرى في عملية الانتقال من حزب معارض الى حزب حاكم لتشارك بقية الاحزاب في افتقارها الى رؤية رجال الدولة الذين يتحدثون ويعملون من موقع القوة باعتبارهم مالكي الشرعية والقوة الرسمية في البلاد، لتتحول على ايديهم حالة الحوار الى ممارسة ترقيعية تنتج حلولا ميتة رغم ما يحيطونه بها من تهليل اعلامي.
وتتسع الازمة العراقية حين نكتشف ان حالة الخواء لا تسيطر فقط على رؤية الاحزاب الموجودة في العملية السياسية وانما حتى على تلك الموجودة خارج العملية السياسية وتحرض يوميا على الغائها، حيث لا تمتلك هذه الاحزاب والقوى الا التهييج الاعلامي القائم على اسس طائفية وعنصرية في حالة من التوتر والتشنج غير المبرر وبطريقة لا تمنح المواطن العراقي اي امل في قدرتها على الانجاز السياسي الحقيقي، ويمتد الامر حتى الى الجماعات التي تحمل اسم حزب البعث بانشقاقاته واجنحته المختلفة، فهي الاخرى لم تنتج تصورا سياسيا ممكنا، بل تسيطر عليها خطابات التخوين والدم والانتقام والجمود والعودة الى الوراء، وكأن شيئا لم يتغير في العراق طوال هذه السنوات.
ان الصورة العراقية محبطة حتى عندما نعزلها عن السياق الامني او الخدمي او الاقتصادي، نحن امام حالة من الجمود، ليس في العلاقة بين الاطراف السياسية المختلفة وانما على مستوى التنظيم الوحيد بحيث يتردد افراد التنظيم في التساؤل عن فحوى برنامجهم السياسي الذي لم يفكروا فيه بمقدار ما فكروا بشعارات حملاتهم الانتخابية بالنسبة لمن في العملية السياسية او خطاباتهم التحريضية لمن هو خارج العملية.
هل افلت الامر من ايدي السياسيين؟ وهل اصبحت العملية بحاجة الى قوة اكبر مما تمتلكه القوى السياسية العراقي؟.
حتى المبالغة بدور العامل الامريكي في العراق لم تعد تجدي نفعا، فالامريكان يبحثون ايضا في العراق عن شريك سياسي ستراتيجي يمتلك رؤية واضحة واهداف محددة، ولديه مبادئ يعمل وفقا لها بدل حالة الحراك العشوائي الذي تعيشها معظم القوى السياسية العراقية سواء الموجودة في السلطة او تلك التي خارجها.
العراق بحاجة الى مفكرين ستراتيجيين يحددون المسار الذي يمكن ان تأخذه الدولة، كما يحددون مجموعة المصالح والاهداف التي ينبغي لأي حكومة قادمة السعي لإنجازها بغض النظر عن توجهات الاحزاب التي تمسك بزمام السلطة، واذا ارادت هذه الاحزاب الاستمرار في البقاء على قيد الحياة فعليها ان تستمع الى نصائح الخبراء المحايدين القادرين على تشخيص مواطن التعثر في العملية السياسية بحياد ومهنية، بمعنى آخر على احزاب السلطة والمعارضة وتلك الموجودة خارج العملية السياسية ايضا ان تتخلص من بعض الفاسدين الذين اقنعوها بقدراتهم السحرية على انتاج نهايات سعيدة للمأزق العراقي تتمثل في سيطرة حزب ما او فئة ما على مقدرات الدولة.
ورغم ما بدا عليه تقريرا السفير كروكر والجنرال باتريوس من امل ومهنية، الا ان التنافس في واشنطن ما زال يهدد بتغيير القناعات الامريكية في العراق، وهذه القناعات في حال تغيرها قد لا تكون في صالح اي طرف حتى اولئك الذين يريدون انسحابا امريكيا سريعا، لذلك على القوى العراقية ان تسرع في اتخاذ اجراءاتها التنظيمية لتعديل مساراتها وان لا تبقى مصرة على جمودها الذي كان احد عوامل اطالة عمر النظام السابق، حتى نتخلص من ذلك الالحاح الذهني لمقطع شعري قديم يقول، افتح عيني على كثير لكني لا ارى احدا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الخواء السياسي والأزمة العراقية