أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الانسحابات المفيدة














المزيد.....

الانسحابات المفيدة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 05:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انسحاب بعض الكتل من الحكومة، وكذلك انسحاب بعض الشخصيات والاحزاب والقوى من كتلها التي دخلتها ايام الانتخابات، هو جزء ضروري من عملية الحراك السياسي، ففي حسابات ميدان العمل لا تتغير القناعات فحسب، بل يكتشف الفاعلون السياسيون انفسهم وشركاءهم ايضا، ويعرفون بشكل دقيق مدى قدرتهم على الانسجام مع هؤلاء الشركاء.
كان للانتخابات ظرفها الخاص الذي دفع ببعض القوى الى التحشد داخل قوائم ذات صبغة فئوية غالبا دون التطرق الى انتاج رؤية موحدة او برنامج عمل متكامل، فالهدف الوحيد كان احراز اكبر قدر من الاصوات لحماية مصالح الفئة او المجموعة، ولذلك بقيت كثير من الامور الاساسية معلقة ما سبب تعثر العملية السياسية اكثر من مرة ودخلت الكتل في حوارات داخلية مطولة وتشنجات كلما كان عليها اتخاذ موقف من قضية ما، ولم تتمكن بعض الكتل الرئيسية من اتخاذ قرار تصويتي موحد في بعض القضايا الاساسية، وكان من الواضح طوال المدة الفائتة ان من الكتل من تعاني تمزقات عنيفة، ولا يحافظ على تماسكها الا حالة الاحتقان والمواجهة مع كتل تمثل مكونات اخرى، وهذا الوضع هو معرقل اساسي لأي عملية سياسية، كما انه يشكل عائقا يعطل عمل الحكومة، التي تكونت هي الاخرى من تحالف واسع تتناقض رؤى وتوجهات مكوناته.
ان الدافع الاساسي وراء تشكل كتل من قوى متناحرة، او تشكل حكومة من كتل متناقضة الاتجاهات، هو الرغبة في تلافي التنافس السياسي، ذلك التنافس الذي يأخذ للاسف طابعا عنيفا ودمويا غالبا، فالعقل السياسي، ليس في العراق وحسب وانما في المنطقة اجمعها، غير قادر على تصور وادارة حالة من الصراع والتنافس السياسي بطرق سلمية وهادئة، ويعتبر ان العلاقة بين الحكومة والمعارضة هي دائما علاقة اضطهاد وقمع، وان الطريقة الوحيدة لتلافي وضع الضحية هي ان يكون في الحكومة، والطرف الذي يشغل الحكم بالمثل، اما ان يضطهد معارضيه او يشركهم معه في السلطة ليتخلص من صفة الجلاد وبالتالي يحرم خصومه من وضعية الضحية اولا ، وثانيا لكي يشرك الجميع في النتائج العرضية الطبيعية فيما يسمى بأخطاء السلطة، وبالتالي يوزع المسؤولية على الاخرين بطريقة تمنع الرأي العام من توجيه انتقاد محدد الى طرف معين.
الانسحابات سواء من الحكومة او من الكتل تعيد تصحيح الصورة المشوهة التي اتخذتها العملية السياسية في العراق بسبب الاحتقان الطائفي، وهي تضع خطوطا جديدة للإختلاف بطريقة اكثر واقعية، فمن غير المعقول ان يبقى المتنازعون والمتصارعون في نفس المركب الضيق الذي يبحر وسط امواج متلاطمة خاصة وان هناك فسحة للخروج منه مع ضمان البقاء على قيد الحياة والاحتفاظ ايضا بحرية اتخاذ القرار، وهذا هو سياق الديمقراطية التي لا تقبل الترقيع.
ان وجود اصطفافات سياسية واضحة المعالم هو ما يساعد على انتاج شراكات فاعلة ويقلص من حالة التشرذم والصراع، كما انه يمنح المجتمع فرصة وجود معارضة موضوعية تشخص مواطن الخلل في الاداء الحكومي وتكون بمثابة بديل محتمل عن القوى الموجودة في الحكم وفق الاليات الدستورية، وحتى المكون المجتمعي الواحد ليس من مصلحته ان تكون جميع قواه السياسية محتشدة تحت مظلة واحدة بشكل يقيد حرية افراد المكون الاجتماعي في اختيار ممثليهم وتحديد وجهة نظرهم، ان التعددية يجب ان لا تقتصر على مفهوم تعددية تكوين الاحزاب والتنظيمات بل تتعداه الى تعددية الوجود السياسي المختلف الذي يوفر دائما بدائل سياسية مناسبة.
الانسحابات التي شهدتها الساحة العراقية ستبين مدى فعالية وجدارة مكونات الحكومة، لأنها ابطلت حالة التمزق والغت اسلوب التنصل من المسؤولية وعليه، فأن القوى الموجودة في الحكومة الآن امام اختبار مصيري فالفرصة امامها لتثبت قدراتها، فقد تخلصت من الجدل الداخلي المطول واصبحت في مواجهة الرأي العام مجردة من كل عذر وعليها ان لا تتردد في تحمل المسؤولية وهي في كل الاحوال لا تواجه المستحيل، لقد حان الوقت لتنقل الى تجربة الحكم الحقيقي بعد ان استقرت في وضعية المعارضة لوقت طويل ولا ذنب لها ان كانت هناك خلافات في المواقف والرؤى فهذه هي طبيعة الامور والشراكة الوطنية لا تعني بالضرورة ان يكون الجميع في سدة الحكم وعليه فلا مبرر للشعور بالذنب او التخوف من اتخاذ القرارات .





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الانسحابات المفيدة