أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - هاجس الزمن














المزيد.....

هاجس الزمن


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتسمت العملية السياسية العراقية بالمحافظة على توقيتات ثابتة، في مراحل بنائها الاولى، وكانت تلك التوقيتات مثار جدل واسع لكن يحسب لها انها مثلت برنامجا واضحا للخطوات التي يتوجب اتخاذها، وكانت تلك التوقيتات تمثل اعترافا بسيطرة هاجس الزمن على الاداء السياسي حيث استفادت العملية السياسية من زخم المشاعر المستثارة نتيجة لعملية التغيير بطريقة وفرت دعما جماهيرا جيدا لمعظم الخطوات والاجراءات البنائية للدولة الجديدة.
الا ان هاجس الزمن اخذ بالضعف بعد اشهر من تشكيل حكومة المالكي التي عبرت ايامها الاولى عن آخر بادرة لتقييم الوقت في العراق عندما وضعت خطة الوزارات للأشهر الثلاثة الاولى في محاولة لإختبار اداء الوزراء الجدد آنذاك، ومنذ تلك الخطط صار هاجس الزمن في الاداء السياسي يضعف يوما بعد آخر حتى تراكمت مجموعة كبيرة من الاستحقاقات السياسية، لعل اهمها ملء الحقائب الوزارية الشاغرة فضلا عن اقرار القوانين المهمة مثل قانون النفط والتعديلات الدستورية، بالاضافة الى قضية كركوك، والبطء العام في الاداء السياسي والاهم من كل ذلك ضعف الشعور بالالتزام السياسي تجاه احتياجات المواطنين وخاصة الاقتصادية والخدمية منها. ان حالة التراخي في الاداء السياسي ربما هي نتيجة للشعور بالاستقرار من قبل بعض الساسة بسبب بُعد مرحلة الانتخابات او ان الحالة هي نتيجة غياب البرنامج الموحد للحكومة وكذلك لإدارات المحافظات وسيطرة حالة الاحتقان الطائفي والحزبي على الساحة السياسية، لكن في كل الاحوال فإن غياب هاجس الزمن عن الاجندة السياسية هو امر سيء ويؤثر على مصالح جميع الاطراف السياسية، ولعل في مقدمة النتائج السريعة لهذه الحالة هو ازدياد التذمر الشعبي من حالة تردي الامن والخدمات والوضع الاقتصادي وبطء تشريع القوانين التي تهم حياة ومستقبل المواطنين والتلكؤ في معالجة الفساد واستئناف عملية المصالحة بملفاتها المتعددة، وحالة التذمر الشعبي ستعني اولا تقلص الشرعية الديمقراطية وبالتالي اتاحة الفرصة لأولئك الذين يريدون العودة للوراء لمهاجمة الوضع السياسي الراهن وتحريض المواطنين ضد المؤسسات العامة والشخصيات السياسية بما يدفع بمزيد من الاشخاص للإنخراط في دوامة العنف.
من جانب آخر فأن امكانية الحصول على الدعم الدولي وخاصة الامريكي غير متاحة في كل الاوقات فهناك دائما قضايا مستجدة تحظى بالاولوية والاهتمام لعل في مقدمتها الملف النووي الايراني والقضية الفلسطينية والوضع اللبناني، بما يربط الملف العراقي بملفات معقدة تعرضه للخضوع للمساومات الاقليمية او النسيان، كما ان بطء الاداء الرسمي العراقي سيقود الى التشكيك في جدوى الدعم داخل دوائر القرار في الدول الاخرى، والاهم ان الولايات المتحدة ستشهد العام القادم انتخابات رئاسية ساخنة ستسيطر عليها كما هو معتاد القضايا الداخلية وحتى الملف العراقي سيتم التعامل معه من وجهة نظر امريكية صرفة تتعلق بالخسائر المادية والبشرية والوضع الستراتيجي وهذا الامر يجب ان يكون في حساب الساسة العراقيين وهم يمارسون احتقاناتهم خاصة بعد ان تأكد ان نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية لن تحدث تغييرا كبيرا في العراق، بإستثناء دعم العملية السياسية الذي يمكن ان يتغير اتجاهه او طبيعته اذا ما اقتنع الرئيس الامريكي القادم بعدم جدوى او فعالية هذه العملية او انها تكلف الامريكان والعراقيين اكثر مما ينبغي.
اعادة برمجة الاداء السياسي العراقي وضبطه بتوقيتات امر مهم خاصة في المجالات الاقتصادية والخدمية حتى لا يشعر المواطن ان النخبة السياسية لا تتذكره الا في وقت الانتخابات، ولا احد يريد ان يركن الملف العراق خارج الاجندة الدولية المزدحمة خاصة في هذه المرحلة، وتباطؤ الاداء السياسي يمكن ان يحيل الوضع العراقي الراهن الى حالة من السكون والثبات يكون ما يحدث الآن هو الحالة المعتادة لينظم الوضع العراقي الى طابور الملفات المنسية كما هو حال عدد من الملفات التي تعيش مجتمعاتها وضعا مأساويا منذ ان عجز ساستها عن تقديم مبادرات حقيقية والاقدام على خطوات شجاعة للخروج من المحنة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة


المزيد.....




- سقطت مئات الأمتار.. فيديو من -درون- يلتقط اللحظات الأخيرة لم ...
- ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
- آلام تقابلها آمال بانتهاء صراع امتد لأربعة عقود بين تركيا وا ...
- البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قب ...
- البرلمان الإيراني يصوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولي ...
- المجر تحذر السفراء الأوروبيين من عواقب قانونية في حال المشار ...
- ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
- اتفاق أوروبي أوكراني لإنشاء محكمة تقاضي المسؤولين الروس
- هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات الم ...
- فيديو حادثة المطار.. رجل يحاول قتل طفل إيراني هارب من الحرب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - هاجس الزمن