أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الطريقة الفرنسية














المزيد.....

الطريقة الفرنسية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 05:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصول ساركوزي الى الاليزيه اطلق المحاولة لرد الاعتبار والقوة للوجود الفرنسي في السياسة العالمية، والاهم في خارطة التوازنات الدولية، وكانت البداية سريعة وكأنها ترد التهمة او الصفة التي اطلقها الرئيس الامريكي جورج بوش على المحور الاوربي الذي كانت تقوده كل من فرنسا واوربا، تلك الصفة التي شطرت اوربا الى قسمين، والمقصود بها صفة اوربا العجوز، ورغم ان الفرنسيين آنذاك لم يبدوا اهتماما كبيرا في الرد على هذه التهمة او مناقشة الصفة، الا ان هاجس الزمن او الادق هاجس الشيخوخة هو هاجس ملح على ذهنية الدول التي كانت يوما ما تسيطر على العالم بشكل كبير، وفي مقدمتها فرنسا.
هناك اصطلاح ديموغرافي هو (مجتمع عجوز) يطلق على معظم الدول الغربية التي تتناقص فيها الولادات، واذا كانت هذه الدول تحاول معالجة الوضع بشتى الاساليب والطرق، وبعضها خطر مثل قبول اللاجئين بكثرة، فأن الامر يكون اشد قسوة حين يطال هذا الوصف المؤسسة السياسية وطموحات وخطط الدولة، ولذلك انطلق الفرنسيون بقيادة ساركوزي للتصدي لهذه التهمة او الصفة المزعجة محتفظين مع ذلك بالاسلوب الباريسي اللبق والطريقة الفرنسية غير المباشرة في الاقتحام، وكانت الخطوة الاساسية هي ردم الهوة مع الامريكان في عدة ملفات.
ولما كان الملف العراقي هو نقطة الخلاف الكبرى بين فرنسا الشيراكية والولايات المتحدة، فقد كان هذا الملف هو نقطة البداية ايضا لتجسير العلاقات بين باريس وواشنطن، فجاءت زيارة كوشنير المباغتة كهدية تعبر عن الود الفرنسي العميق لأمريكا وكذلك تعبر عن الحنين لجلسات الشرق الاوسط السياسية وغواياتها الساحرة التي تخلب اللب الفرنسي والاهم انها عودة الى شريك اقتصادي مهم في الشرق الاوسط اي العراق، بل ان سحابة التوتر الصيفية بين كوشنير والمالكي سرعان ما تبددت بإعتذار الاول عن تصريح صحفي ادلى به في ظل تجاذب سياسي عراقي خانق، وكانت زلة اللسان تلك وما تبعها من اعتذار لبق بمثابة البوابة التي دخل منها كوشنير الى الملف العراقي مرضيا بذلك جميع الاطراف، سواء تلك التي سعدت بالتصريح او تلك التي انزعجت منه ثم سعدت بالاعتذار الذي كان بمثابة اعتراف فرنسي رسمي بوجودها وهيبتها، الا ان الفرنسيين كالعادة تمسكوا بطريقتهم المثلى في اقتحام اي ميدان سياسي ولذلك الحوا كثيرا على الدور الاممي في العراق، بل ودعوا دولا ومنظمات لمساعدة العراقيين سواء في مجال الامن او الاقتصاد والاعمار.
وبنفس الطريقة الفرنسية المعروفة تم دعوة الفرقاء اللبنانيين للحوار وبغض النظر عن النتائج في الملف اللبناني الا ان المهم لباريس انها عادت الى الشرق الاوسط بقوة، وتبدو تلك القوة واضحة في الملف الايراني حيث تتقدم تصريحات المسؤولين الفرنسيين احيانا على تصريحات نظرائهم الامريكان، بمعنى آخر ان للفرنسيين دورا اساسيا في المواجهة الامريكية الايرانية، وتبدو فرنسا مستعدة للذهاب مع الولايات المتحدة الى آخر الشوط في الملف الايراني، لكن دائما بالطريقة الفرنسية.
جوهر الطريقة الفرنسية يقوم على الشرعية، اي تحقيق اجماع دولي واسع في اية قضية وذلك يتحقق عبر المنظمات الدولية، وهذا الامر يحتاج الى جهد فائق ونفس طويل يحمل فعلا بعض اللمسات القديمة للسياسة الاوربية، تلك اللمسات التي لا تتفق بسهولة مع المزاج التكساسي للرئيس بوش، كما انه لا تتفق بسهولة مع عقليات رجال الاعمال او رجال الجيش الذين تتكون منهم الادارة الامريكية، لكن هذه الصعوبة لا تعني الاستحالة.
الانسجام الفرنسي الامريكي سيسهل التعامل مع كثير من القضايا بالنسبة للطرفين، وايضا للدول الاخرى، فالقوة الامريكية بحاجة ماسة للمسات الفرنسية الرقيقة التي وان كانت بطيئة الا انها تسهل التدخل في كل الملفات عبرالغطاء الشرعي الدولي وهو حامي الساسة من اخطائهم ومن منتقديهم ايضا، ويبدو ان بعض الثمار بدأت تنضج بفعل هذا التنسيق سواء في العراق او في الشرق الاوسط الذي ينتظر مؤتمرا جديدا للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين كمقدمة لمناخ التفاهم الذي يعني اتخاذ خطوات حاسمة في اكثر من ملف.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الطريقة الفرنسية