أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مواجهات دولية في العراق















المزيد.....

مواجهات دولية في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زلات الدبلوماسية مثل زلات اللسان، تكون تعبيرا متسرعا وغير مبرمج عن مخفيات او آمال أو أحلام ونوايا من شدة إلحاحها تقفز بسرعة الى السطح مسببة الاحراج والدهشة، لكن بعض هذه الزلات قد تكون مقصودة وخاصة في مجال الدبلوماسية وربما منها العرض الايراني في مؤتمر اسطنبول، ويبدو انه قد حان الوقت لبحث العلاقات المتشابكة بين العراق وإيران على مستوى ستراتيجي، مثلما يجري الآن بحث العلاقات العراقية الامريكية على ذلك المستوى. وأي قراءة للعلاقات بين العراق وايران ستصطدم بحقيقة ارتباط هذا المحور بمحور العلاقات بين الولايات المتحدة وايران، ثم محور العلاقات بين ايران والدول العربية، ومحور علاقات ايران مع المكونات العراقية المختلفة، إن سلبا او إيجابا، وعليه تبدو العلاقات العراقية الايرانية أكثر من معقدة أو شائكة.
العامل المشترك بين كل تلك المحاور هو ايران، ويبدو انها ايضا اكثر الاطراف وضوحا في الرؤية التي تملكها عن مصالحها في العراق، سواء وهي تتكتم على تلك الرؤية او وهي تعلن بعض جوانبها، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية كانت السياسة الايرانية براغماتية الى حد بعيد وهي تتعامل مع الملف العراقي، فرغم ما يشاع عن الطابع الطائفي للسياسة الايرانية الا ان الوقائع تؤكد ان ايران تتعامل مع الجميع انطلاقا من مصالح واهداف الدولة الايرانية وهو امر لا غبار عليه في عرف السياسة، وقد اصرت ايران منذ البداية على ان تكون متواجدة وبفعالية على الساحة العراقية وبمختلف أوجه التواجد رغم ما قد تتعرض له من تصادمات مع الطرف الامريكي. لقد سبقت ايران معظم دول الجوار وكذلك الدول العربية بالاعتراف بالبناء السياسي العراقي الجديد وحافظت على وجود سفارتها في بغداد واستمر السفير وبقية الدبلوماسيين بنشاطهم سواء في بغداد او بقية مناطق العراق بدأب رغم الوضع الامني الخطير، بل ان السفارة الايرانية تعرضت للهجوم أكثر من مرة وإن كانت تلك الهجمات تقع في محيطها، كما تعرض الدبلوماسيون الايرانيون لكثير من المصاعب فضلا عن الاعتقالات الامريكية لهم، ومع ذلك اصر الايرانيون على مواصلة وجودهم في العراق، وتشكل ايران اليوم احد اهم مصادر البضائع الى الاسواق العراقية وتسوق طهران الى العراق بعض الوقود والطاقة الكهربائية، وهي بذلك تملك وجودا حيويا بالنسبة للعراقيين، طبعا هذا فضلا عن العلاقات المتينة التي تربط طهران مع القوى السياسية العراقية بمختلف ألوانها منذ ان كانت تلك القوى تعمل في المعارضة ومبعدة عن ابواب واشنطن وبقية عواصم الدول الكبرى.
في المقابل تبدو الدول العربية غير واضحة في رؤيتها للعلاقة مع العراق ومترددة في تقبل التغيرات التي حدثت بعد الاطاحة بصدام رغم تعاونها مع الامريكان في عملية الاطاحة تلك وعلاقاتها الستراتيجية بالطرف الاهم في الساحة العراقية، أي الولايات المتحدة، وبعض ذلك الغموض والتردد يعود الى التخوف من فكرة نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط التي تبنتها الادارة لبعض الوقت او لعدم تقبل النظام السياسي للعراق الجديد لأسباب تتعلق بإستقرار تلك البلدان، وقد أثر العنف الطائفي في العراق على توتير تلك العلاقات او زيادة مساحة الريبة والشك فيها خاصة وقد عملت بعض القوى العراقية على تحريض العداء الطائفي في دول الجوار العربي ضد النظام السياسي العراقي الراهن، لكن في كل الاحوال لن يكون العامل الطائفي هو الاساس في تشويش العلاقات بين العراق وبقية الدول العربية، بل ان تردد هذه الدول وعدم امتلاكها لرؤية ستراتيجية واضحة عن مصالحها في العراق هو مايجعلها في حالة جمود. الايرانيون يعتقدون انهم الطرف الاقوى في الملف العراقي وهم بين الآونة والأخرى يسعون الى تذكير الامريكان بذلك عبر زلاتهم اللسانية والدبلوماسية، والامريكان يدركون ان الايرانيين هم المرشحون لملء اي فراغ يحدث في العراق اذا ما انسحبت الولايات المتحدة منه وهذا ما عملت واشنطن على استخدامه لإثارة قلق البلدان العربية من الانسحاب الامريكي السريع واستعملت واشنطن تلك المخاوف للحصول على الدعم العربي أحيانا والى توقف دعوات الانسحاب الامريكي التي تبنتها هذه البلدان، والضغط الامريكي على ايران عبر اتهامها بالتورط في العنف الدائر على الاراضي العراقية وتمويل وتسليح المليشيات لم يخرج ابدا على نطاق السيطرة الامريكية رغم ان تلك الاتهامات تعني تورط ايران في عمليات ضد الجنود الامريكان، ويبدو ان الولايات المتحدة لا تريد الصدام المباشر مع ايران ولا حتى انهاء الدور الايراني في العراق بشرط ان يبقى ضمن حدود معينة، حدود تسمح للولايات المتحدة بالإستفادة من الايرانيين للضغط او التوسط او الاقناع مع بعض الاطراف العراقية، ولإشعار الاطراف الاخرى بحاجتهم الى الوجود الامريكي لتحجيم الوجود الايراني، وكذلك فأن ايران يمكن ان تكون عاملا مساعدا على الاستقرار والتنمية في العراق بطريقة تخفف العبء عن الامريكان حتى لو لم يقصد الايرانيون ذلك.
الدول العربية لا تفكر في الدخول بمواجهة مع ايران مهما كانت الاسباب، والولايات المتحدة التي بحثت طويلا عن شركاء من الدول العربية او حتى من العراقيين في مواجهتها مع ايران خففت من سعيها هذا او جمدته وراحت تفصل بين ملفاتها مع ايران لتخليص الساحة العراقية من آثار التوتر بين الطرفين، ويبدو ان حالة الصفاء هذه شاركت في التحسن الامني العراقي.
الاطراف التي تداخلت مصالحها فوق الاراضي العراقية تتحرك وفق رؤية ومنهج ومصالح الدولة في حين تتحرك الاطراف العراقية بمنطق الاحزاب والفئات والقوى متخيلة انها قادرة على المشاركة في بناء الترتيبات الستراتيجية للمنطقة بتلك الصفة الضيقة في حين ان اللعبة لا تقبل الا بلاعبين من صنف واحد هو الدول لاغير وإن اصر البعض على دخولها بدون ان يكون محميا بصفة دولة فعليه ان يقبل بالدور الذي سيناط به وهو دور وحيد، أنه دور الضحية .





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مواجهات دولية في العراق