أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - النزاهة في الجدل السياسي














المزيد.....

النزاهة في الجدل السياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت الاسابيع القليلة الماضية حلقات مثيرة ومتوترة من الجدل السياسي في ملف النزاهة، سواء كانت تخص هيئة النزاهة وعملها او فيما يتعلق بمستوى الفساد في مؤسسات الدولة، وخلال هذا الجدل وكأي شيء آخر في العراق، تعرض ملف النزاهة الى حالة تسييس ساخنة دفعت بعدد كبير من الاسماء والوجوه للدخول في جدل مترامي الاطراف يمتد من واشنطن الى بغداد.
ارتفعت سخونة ملف النزاهة منذ ان قرر رئيس الوزراء إقالة رئيس هيئة النزاهة الموجود خارج البلاد ( في رحلة وصفتها الحكومة بأنها غير شرعية لوجود حظر على سفره بينما وصفها الراضي بأنها رسمية لتطوير اداء الهيئة) ، وتعيين بديل عنه، وعندها دخل الطرف الامريكي على خط الازمة بإستضافة الكونغرس لرئيس هيئة النزاهة المقال، وتوسع الدور الامريكي منذ ذلك الوقت لتنطلق اتهامات متعددة للحكومة العراقية بالفساد او التستر عليه او عرقلة عمل هيئة النزاهة، ومن مستويات امريكية متنوعة وبدوافع مختلفة.
بما ان الولايات المتحدة توفر دعما ماليا للحكومة العراقية فمن حق حكومة الولايات المتحدة وحتى اعضاء الكونغرس الاطلال من وقت لآخر على مجريات عمل هيئة النزاهة في العراق والتعليق على مستويات الفساد، باعتبار ان الاموال الامريكية التي تنفق في العراق هي من اموال دافعي الضرائب، كما ان كل محاولة لطرح ميزانية تخص العراق تشكل مناسبة للتوتر السياسي في واشنطن وبين قياداتها المتنافسة تخص جدوى إنفاق الاموال في العراق، الا ان مستوى التدخل الامريكي وطريقته يكون احيانا مخلا بصورة التعامل السياسي الرزين، وغالبا ما يأخذ طابعا سياسيا مسرفا يؤثر على النظرة في داخل العراق الى مستوى استقلال القرار السياسي العراقي، وكذلك حيادية الدور الامريكي في العراق، حيث تأخذ الملاحظات الامريكية على الفساد في العراق اتجاهات متناقضة، فقد سبق للساسة الامريكان ان انتقدوا الحكومة العراقية على تساهلها مع مرتكبي الفساد، الا ان هؤلاء الساسة انفسهم تدخلوا لحماية بعض المتهمين بالفساد او الضالعين فيه، وانقاذهم من مواجهة القضاء بشتى الحجج.
في المقابل سعى بعض الساسة العراقيين الى استخدام ملف الفساد وعمل هيئة النزاهة كجزء من الاحتقان السياسي والحزبي والطائفي، لذلك كانت تستغل كل قضية فساد بصورة سيئة تبعدها عن التداول القانوني والفني السليم، ليظهر من يستخدم قضايا الفساد في صراعه مع هذا الشخص او تلك الكتلة السياسية، وظهر ما يمكن تسميته بتقنية الصمت المتبادل، اي ان يسكت كل طرف على فساد الطرف الآخر مما يسمح بتواصل عملية النهب الهادئ للمال العام.
الحكومة العراقية في تعاملها مع ملف الفساد تعتمد دائما نفس الاسلوب غير المجدي، فبعد ان يبدأ الحديث في وسائل الاعلام المحلية والاجنبية ( الامريكية غالبا) عن حالة الفساد في احدى المؤسسات، وتشرع لجنة النزاهة في مجلس النواب بعملها تلتزم الحكومة بالصمت او تصدر قرارات ضعيفة وتنتظر حتى يسافر المسؤول المتهم سواء هربا او بطريقة عادية، فتبدأ عند ذلك الحكومة بإتخاذ إجراءاتها والتي ستكون دائما بدون جدوى، لأن المتهم سيقوم بتسييس القضية والظهور في مختلف وسائل الاعلام مدافعا عن نفسه وموزعا التهم على الجميع وفي كل الاحوال يكون الشعب العراقي هو الخاسر الاكبر في هذا الجدال.
اذا اعتبرنا قضية رئيس هيئة النزاهة السابق نموذجا للتعاطي مع ملف الفساد، فسيظهر انه كانت هناك امكانات متعددة لتلافي ما حدث منذ ان استدعي الراضي الى مجلس النواب، حيث وجهت لجنة النزاهة في المجلس عدة ملاحظات سلبية على اداء الهيئة، وحينها كان من المتوقع ان تتخذ الاجراءات القانونية لتعقب هذه الملاحظات والتأكد منها، لتأخذ القضية طريقها الطبيعي، لكن الامور اخذت مجريات متعرجة ومتوترة عبر وسائل الاعلام غالبا.
مستويات الفساد في العراق مرتفعة، وممارسته منتشرة بشكل كبير في طول البلاد وعرضها وهو لا يقل خطرا عن التهديدات الامنية بل قد يشكل احد روافدها ودوافعها في نفس الوقت، واذا ما رغبت الحكومة العراقية بالحصول على الدعم الاقتصادي من المؤسسات والدول فعليها الشروع في مواجهة جدية مع الفساد ليس فقط على مستوى مرتكبيه بل على مستوى حماته من المسؤولين ايضا.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - النزاهة في الجدل السياسي