أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - غيتس في المنامة














المزيد.....

غيتس في المنامة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 03:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منتدى حوار المنامة الذي بحث أمن الخليج، وجه وزير الدفاع الامريكي اصابع الانتقاد الى الموقف الخليجي من العراق طوال السنوات المنصرمة منذ الاطاحة بالنظام السابق، وقد ارجع غيتس ذلك الى (موقف الدول العربية من تشكيلة الحكومة العراقية) وهو ما يعني ان هذه الدول تبني مواقفها مع العراق على اسس طائفية.
تصريحات غيتس هذه تؤشر تحولا في التشخيص الامريكي لأسباب العنف في العراق، او على الاقل تطورا في التشخيص، فقد دأبت الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية على توجيه اصابع الاتهام الى كل من ايران وسوريا بأداء ادوار سلبية في العراق، في وقت كان من الواضح فيه ان مقاتلين واموالا ودعما تتدفق من دول الخليج (بصمت او دون علم الحكومات) الى العراق وتصب في دوامة العنف الطائفي غالبا، واشار العديد من المسؤولين والمحللين الغربيين الى الدور السلبي الذي تقوم به دول عربية في مقدمتها دول الخليج، بل ان هذه الدول فتحت منابر اعلامية لتأجيج العنف الطائفي في العراق، وتقاعست عن ملاحقة جماعات وشخصيات تصفها هي نفسها بالارهابية عندما تعلق الامر بالعراق، ولم تشعر هذه الدول بخطئها الستراتيجي الا عندما بدأ الارهابيون يعودون اليها، وهو خطأ سبق ان وقعت فيه ايام الحرب الافغانية.
وعلى الصعيد الرسمي اتخذت دول الخليج بعض المواقف والقرارات كان واضحا انها تقوم على خلفيات طائفية، وهذا ايضا خطأ ستراتيجي، فحتى الدول ذات النظم العقائدية لا تبني امنها ومصالحها وسياستها الستراتيجية على مشاعر طائفية، بل ان دول الخليج نفسها تضررت من هذه المواقف، ذلك ان المجتمعات الخليجية تضم تنوعا طائفيا شبيها بالعراق، وشعرت بعض المكونات الطائفية انها مستهدفة ومحرومة وينظر لأبنائها كمواطنين من الدرجة الثانية، لا يحق لهم الوصول الى مواقع الحكم واتخاذ القرار، والتهويل الذي مارسته المؤسسات الاعلامية الخليجية وتحليلاتها المؤدلجة والاحادية التوجه دفعت الى غرس وتنمية المشاعر الطائفية في المجتمعات الخليجية وهو ما يهدد استقرار وامن هذه المجتمعات، وكان من الاجدى لدول الخليج لو انها اعتمدت النظرة البعيدة والتخطيط الستراتيجي بدل ان تغوص في رمال الاحتقان السياسي العراقي الذي دار تحت شعارات طائفية، واول ما خسرته دول الخليج في العراق هو فسح المجال امام منافسيها الاقليميين للقيام بأدوار رئيسية في العراق بالاضافة الى نظرة الشعب العراقي المليئة بالاحباط والشك في سياسة الدول الخليجية، لقد خشيت دول الخليج من تعرض انظمة الحكم فيها للخطر فيما لو استقر البناء السياسي الجديد في العراق، لكن الذي حدث هو ان مصالحها الستراتيجية واستقرار مجتمعاتها هي التي تعرضت للخطر بسبب تخوفات غير مؤكدة.

لكن العراقيين انفسهم ساهموا بعض الاحيان في دفع الدول الخليجية الى اتخاذ مواقف سلبية عبر نقل صور مشوهة او غير مكتملة عما يجري بهدف الاستقواء الطائفي، او المواقف المسبقة والمتشددة التي اتخذتها بعض الاطراف السياسية، وفي كل الاحوال بدت الحكومة العراقية منقسمة في مواقفها بحسب مكوناتها وهذا ما رد به رئيس الوزراء القطري على تساؤل مستشار الامن القومي العراقي حول عدم دعوة العراق الى حضور القمة الخليجية في الدوحة اسوة بتركيا وايران.
ان العلاقات العراقية الخليجية مهمة لكل الاطراف، واي استقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه الا من خلال الاجماع على احترام استقرار كل بلد من بلدانها، وهذا يعني عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد.
لعل الاشارات التي ارسلها غيتس الى دول الخليج تجد من يلتقطها في دول الخليج ويتعامل معها بحكمة قبل ان يتطور الجدل حولها مع واشنطن ليصل الى المستوى الذي وصله الجدل بين واشنطن وعواصم جوار اخرى، كما ان من مصلحة العراقيين ان يوحد ساستهم المواقف على الاقل في المؤسسات الدولية والاقليمية وفي العلاقات الخارجية.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - غيتس في المنامة