أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - جدل الاتفاق العراقي الامريكي














المزيد.....

جدل الاتفاق العراقي الامريكي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت الدوائر السياسية الامريكية جدلها حول الاتفاقية العراقية الامريكية التي من المزمع إطلاق مباحثاتها في نهاية تموز المقبل، وصادف أن يبدأ هذا الجدل في حمى السباق الرئاسي الامريكي، وما يهمنا هو الجدل الذي يمكن أن تدور رحاه في العراق حول هذه الاتفاقية، فقد أعلنت الحكومة وعبر إعلان المبادئ الذي اتفق عليه المالكي وبوش، المدارات التي يمكن أن تجري من خلالها المباحثات بين الطرفين وعليه أصبح من مسؤولية القوى السياسية العراقية بمختلف إنتماءاتها ومواقعها البحث في النتيجة المناسبة التي يمكن التوصل إليها.
من الواضح إن القوى الاساسية الموجودة في العملية السياسية تؤيد وجود علاقة خاصة بين العراق والولايات المتحدة لشتى الاسباب، وبما ان هذه القوى تمثل شرائح المجتمع العراقي المختلفة فأن ذلك يعني وجود قاعدة قوية للإتفاق المقبل، لكن هذه القوى سوف تحاول ممارسة المناورات الاعلامية للتنصل من مسؤولية النقاط الساخنة التي يمكن أن تثير الكثير من اللغط وإلقاء اللوم على الاخرين، في حين تريد كل واحدة من هذه القوى تضمن الاتفاق لفقرات تطمئنها على وضعها ومكاسبها وربما لتحميها من منافسيها العراقيين تحت ذرائع الاقصاء والتهميش.
في المقابل ستعارض بعض القوى أية إتفاقية ومهما كان مضمونها بهدف إحراج القوى الحاكمة ووصمها بشتى التهم، كما إن حملة من التخويف والتشهير الاعلامي ستشنها الكثير من الفضائيات ضد الاتفاقية المقبلة مهما كان مضمونها، وستصور هذه الاتفاقية وكأنها الاولى من نوعها وستنطلق سهام النقد من قنوات إعلامية وسياسية في البلدان المجاورة ودول الاقليم الاخرى التي ترتبط مع الولايات المتحدة وحتى مع إسرائيل بإتفاقيات عسكرية وأمنية تقلص من سيادة تلك الدول ومن دون أن تأخذ حكومات هذه الدول برأي شعوبها عندما عقدت تلك الاتفاقيات، ومن واجب قادة العراق الجديد أن لا يخضعوا لحملات التشهير والتخويف تلك بل أن العامل الاساسي لإيقافها يكون بالحديث العلني والحوار الشفاف والمباشر حتى عن أحرج المضامين وأكثرها جدلا وأن يتحمل كل طرف مسؤوليته بصورة علنية ومباشرة، وعليه لا بد أن يكون الفريق العراقي المفاوض مكونا من جميع الشرائح وله خطة عمل واضحة.
لقد بدأ الامريكان في دفع نقاط الخلاف الى سطح التداول السياسي والاعلامي وعلى الساسة العراقيين بالمثل تحديد نقاط الخلاف التي يمكن أن تحدث بينهم ليبدأوا بمناقشتها بعيدا عن روح التشهير والاتهامات.
ورغم كل ما تقوله الدوائر الرسمية، العراقية والامريكية، عن المدى الزمني للتواجد العسكري الامريكي في العراق، فأن الواضح هو إستمرار وجود قوات أمريكية في العراق على المدى المتوسط على الاقل، ربما بما يفوق حتى السنوات العشر التي تتحدث عنها الدوائر الدبلوماسية والعراق من الناحية الستراتيجية سيبقى خلال هذه المدة بحاجة فعلية للقوات الامريكية بسبب سباق التسلح الذي تشهده المنطقة وبسبب الصراعات العقائدية التي يمثل العراق ساحتها المفضلة مع وجود الضعف الامني والعسكري والبناء السياسي الذي مازال في بدايته وهو يعاني من جملة قضايا ومشاكل معلقة بطريقة تسمح للجوار بالتدخل في شؤونه.
قضية جوار العراق حساسة جدا وعليه فأن حماية الحدود تكتسب أهمية بالغة في الاتفاق العراقي الامريكي، فمن الضروري أن يطلب المفاوض العراقي من الامريكان تركيز جزء مهم من جهدهم على الحدود لعدة أسباب، منها الحديث الامريكي المستمر عن تسرب الاسلحة والمقاتلين الى العراق عبر أراضي الجيران الى الداخل العراقي، وتواجد الامريكان على الحدود سيحملهم مسؤولية وقف هذا التسرب والاهم إثباته بدل توجيه الاتهامات الى الاجهزة الادارية والامنية العراقية بالتستر والتعاون في هذه الاعمال، كما إن الامريكان يملكون تقنيات متقدمة في مراقبة الحدود لم يستخدموا منها حتى الآن في العراق الا الجزء اليسير، وهم بذلك سيكونون في جوهر عملية مكافحة الارهاب، كما أنهم سيجنبون العراقيين من إحراجات الصراع الامريكي مع بعض دول المنطقة، لكن هذا لا يعني عدم مشاركة العراقيين في إدارة ومراقبة الحدود بشكل واضح.
قد يحتج الامريكان بعدم كفاية قواتهم للقيام بمراقبة الحدود، لكن إذا أخذوا في النظر تقليص تواجدهم في مراكز المدن وتقليل عدد دورياتهم فأن عديد القوات سيكون كافيا كما انه سينقذ العلاقة العراقية الامريكية من التعامل اليومي بين المواطنين العراقيين والجنود الامريكان وما يسبب ذلك التعامل من إحراج ومشاكل للطرفين، وهذا الامر يدعو الى تضمين الاتفاقية تلقين الجنود الامريكان قواعد سلوك جديدة مع العراقيين لا تثير مشاعر المواطنين أو المسؤولين العراقيين ولا تولد مواقف سلبية في الشارع.
كما إن الولايات المتحدة وفي إطار مواجهتها مع الارهاب ملزمة بمساعدة العراقيين على بناء أجهزة إستخباراتية حقيقية تلتزم بالمهنية وتتمتع بالكفاءة وتبتعد عن الجدالات السياسية وكذلك الاسراع في بناء القوات العراقية، وهناك الكثير من القضايا الاخرى التي يمكن إثارتها مع الجانب الامريكي إثناء بناء الاتفاقية وأهمها تجنب العراق الخوض أو المشاركة في أية مواجهة بين الولايات المتحدة وأي من دول المنطقة.
للعراقيين أن يدرجوا عددا كبيرا من القضايا والمطالب لبحثها مع الامريكان دون تردد لأن هذا الاتفاق ستراتيجي ويتعلق بمستقبل العراق ويمكن للطرفين أن يستفيدا منه وهو ما يمكن تحقيقه بالفعل فالعراق يمكن أن يكون شريكا ستراتيجيا مهما للولايات المتحدة، ومسؤولية الساسة العراقيين هي في الوصول الى إتفاق مفيد للبلاد برمتها بعيدا عن المصالح الضيقة والصفقات السريعة المفبركة، ولا بد للولايات المتحدة أن تنصت الى الشارع العراقي أيضا بعيدا عن ما يقدمه بعض الزعماء من ضمانات شخصية غير حقيقية بعد أن جربت الولايات المتحدة مدى مصداقية وحجم الكثير من الادعاءات خلال السنوات القليلة المنصرمة وما تكبدته الولايات المتحدة بسبب ذلك.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الحرية
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة
- مستقبل الصحوة
- جدل الموازنة
- البهائية
- غيتس في المنامة
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - جدل الاتفاق العراقي الامريكي