أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - جيران العراق...آمال محبطة














المزيد.....

جيران العراق...آمال محبطة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 05:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


رفعت الحكومة العراقية من سقف آمالها وطموحاتها في مؤتمر دول الجوار الاخير الذي عقد في الكويت دون ان تكون مبررات رفع هذا السقف واضحة خاصة وان هذه الطموحات والآمال تجسدت في رفع مستوى الحضور العراقي عبر تواجد رئيس الحكومة العراقية بنفسه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
ورغم الاحاديث الاولية السريعة عن (الاجواء الايجابية) و(المناخ الودي) و(اللقاءات الثنائية المثمرة) الا انه بمجرد صدور البيان الختامي للمؤتمر تبين المشهد عن تكرار مأساوي للوقائع والسجالات التي رافقت واعقبت مؤتمرات دول الجوار السابقة عبر عواصم المنطقة وبمختلف مستويات التمثيل.
لقد كانت مطالب العراقيين من جيرانهم واضحة وتلخصت في فتح السفارات وشطب الديون والمساهمة في دعم الامن عبر ضبط الحدود وتجفيف منابع الارهاب وعدم ايواء القوى التخريبية وكان ردود الجيران متملصة ومتعكزة على عدم الاستقرار الامني الذي يحول دون فتح السفارات رغم ان عددا كبيرا من دول العالم لها سفارات في العراق تعمل بشكل ناشط، كما تملصت دول الجوار من شطب الديون بوعود غامضة وانتهى الكلام في الامن بوعود ايضا تشبه وعود المؤتمرات السابقة.
حاول الجيران تبرير عدم فعالية تعاملهم السياسي مع الحكومة العراقية بحجج المليشيات وتعطل المصالحة الوطنية ليضعفوا بذلك من شرعية الحكومة العراقية في تقديم مطالباتها وهو امر غير متعارف عليه في التعامل بين الدول حيث يعتبر ذلك تدخلا في الشأن الداخلي العراقي ومن هنا يبرز الفرق بين (الدور) و(التدخل) كمفهومين متعارضين كما اراد تصوير ذلك ساسة المنطقة.
حيث يمر (الدور) عبر القنوات الرسمية المتعارفة بين الدول اما (التدخل) فيكون عبر فتح قناة اتصال وتنسيق وتعاون مع احدى المكونات السياسية او الاجتماعية والقيام باعمال مضادة للاستقرار والسلم الداخليين وبذلك فلا عذر للجيران بالتعكز على الالتباس في مطالب الحكومة العراقية الداعية الى (وقف التدخل) و(توسيع الدور).
لقد ذهبت الحكومة العراقية الى مؤتمر دول الجوار بآمال كبيرة معتمدة على ما قامت به من اجراءات امنية، خاصة في البصرة وتدخلها في مواجهة تنزع عنها شكوك الطائفية التي كانت شائعة في المحيط الاقليمي كما عبرت فيها عن موقف موحد من المليشيات المسلحة ورغبتها بتوفير الامن لجميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم، كما اعتمدت الحكومة العراقية على ما اطلق عليه (ربيع بغداد السياسي) وحالة الحوار والتقارب بين الكتل السياسية الرامية الى استكمال الحكومة لكن كل ذلك لم يدفع جيران العراق الى تعديل مواقفهم.
الموقف السلبي او المتحفظ الذي تتخذه دول الجوار له دوافعه الخاصة بتلك الدول بعيدا عن ملابسات الداخل العراقي التي تتخذها حججا لتسويق مواقفها وهذه الدوافع الخاصة تتركز في ثلاث نقاط.
الاولى هي ان استقرار العراق يعني دخوله الى السوق النفطية بقوة مما يؤثر على حصص بقية الدول في الاسواق العالمية.
والثانية هي ان استقرار العراق وفق النظام السياسي والامني الحالي يعني تحوله الى شريك ستراتيجي بديل للولايات المتحدة التي ستنقل اعتماداتها الامنية والعسكرية اليه ليكون بديلا عن دول المنطقة الاخرى التي تتهمها واشنطن بتوفير بيئة مشجعة للتطرف والارهاب.
اما النقطة الثالثة التي تشكل دافعا للموقف السلبي في دول الجوار فهي العملية السياسية العراقية التي تتجه نحو بناء نظام سياسي تعددي اتحادي (ديمقراطي فدرالي) وهو ما ترى فيه الانظمة الحاكمة في دول الجوار تهديدا مباشرا لمستقبلها.
تعتقد حكومات الجوار ان اللقاءات الحميمة بالمسؤولين العراقيين وتوفير ضيافة جيدة او وعود سخية والاعتماد على الاحتقانات الداخلية العراقية كلها ادوات للتمويه على المواقف الحقيقية التي اعتمدتها منذ سنوات.
لقد اسرف المسؤولون العراقيون خلال السنوات الماضية في تقدير وعود الجيران وتعهداتهم ولكن تبين فيما بعد ان اي خطوة ايجابية قد تقوم بها حكومات الجوار لن تحدث الا بضغط امريكي وليس بمناشدات عراقية ولذا يبدو من الافضل ان يعهد العراقيون الى الامريكان بمسؤولية الضغط على الجيران خاصة في موضوع تجفيف منابع الارهاب ودعم المليشيات.
ان دول المنطقة تبحث عن نظام سياسي يحكم العراق وفق المعادلة التقليدية التي تقوم على الشمولية والاستبداد وهي المعادلة نفسها التي لا يمكن للوضع في العراق ان يتحملها مجددا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح
- الحاجة الى معايير جديدة
- عوامل العنف الكامنة
- خصخصة الحرب في العراق
- تفعيل قانون الأقاليم
- كفاءة الديمقراطية في العراق
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي
- شفير المواجهة
- الملامح العراقية للإتفاق القادم
- خرائط معقدة
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي
- الارهاب والاستبداد


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - جيران العراق...آمال محبطة