أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - سياسة الكتمان














المزيد.....

سياسة الكتمان


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد الاسبوع الماضي جولة جديدة من الاهتمام بالاتفاقية العراقية الامريكية المزمع إبرامها خلال فصل الصيف من العام الحالي، وكالعادة جرت أحداث هذه الجولة في أروقة واشنطن وعلى صفحات الصحف الاجنبية، فقد نظم الكونغرس جلسة إستماع لمنسق شؤون العراق في الخارجية الامريكية بالتزامن مع تقرير بترايوس ـ كروكر، في حين نشرت بعض الصحف الامريكية تسريبات عن الصيغة التي تتجه اليها الاتفاقية بينما نشرت الغارديان البريطانية ما قالت إنه مسودة أولية للاتفاقية موضوع النقاش.
هذا الاهتمام رافقه مواصلة الجدل السياسي بين المتنافسين على كرسي الرئاسة الامريكي المنقسمين الى ديمقراطيين متخوفين من تحملهم عبء وجود القوات الامريكية في العراق مع إتفاقية تلزمهم على المدى الطويل (أوباما وكلنتون) وجمهوريين (ماكين) حريصون على دعم إستمرار الوجود الامريكي الفعال في العراق.
في حين بقيت الدوائر الرسمية العراقية ملتزمة بالتكتم أو عدم الاهتمام بمجريات المباحثات الدائرة في بغداد لإنجاز الاتفاقية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة، فلم تطلع تلك الدوائر الرأي العام ولا حتى النخب السياسية على مسار المباحثات والقضايا موضع الاهتمام كما لم يبرز إهتمام كبير بهذا الموضوع في حوارات الكتل السياسية وساهمت الأزمة الأمنية الاخيرة في إقصاء هذه الاتفاقية المهمة عن دائرة الاهتمام الاعلامي، ومن اللافت إن بعض الكتل السياسية التي يتوقع رفضها أو تعطيلها للإتفاقية لا تطرح مواقفها وآراءها هذه الايام ولا يرتفع صوتها كالمعتاد ويبدو إنها ستحتفظ بالزخم حتى اللحظة الاخيرة لتجري الامور وفق الطريقة العراقية المعتادة حيث يتصاعد الاهتمام وتثار الاعتراضات في اللحظة الاخيرة بهدف الدفع الى صفقات جانبية تحقق مصالح فئوية أو حزبية بعيدة عن موضوع الاتفاقية.
إن الوقت يمر بسرعة ولم تنطلق حتى الآن حالة الجدل والحوار الضرورية بين الاطراف العراقية المختلفة لتحديد المسار الذي يجب أن تتخذه المباحثات وما يقوله الساسة العراقيون أحيانا فيما يخص هذه الاتفاقية لا يتعدى كونه ردا على أسئلة صحفية عابرة أو ردود أفعال على تسريبات إعلامية أجنبية وسياسة التكتم هذه ستسبب مشاكل وأزمات في المستقبل ولن تتوانى بعض الاطراف عن اللجوء الى أساليب التشهير والتخوين لتصفية حسابات قديمة مع الشخصيات أو القوى التي تساهم في المباحثات مع الجانب الامريكي ليتخذ الجدل طابعا تهجميا مثيرا للإحتقانات ويشوه العملية السياسية ويزود أعداءها بذرائع وحجج لرفع سقف قسوتهم وتطرفهم، وكل ذلك سيساهم في تهديد الاستقرار الداخلي.
إن مقولة (إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) لا تنفع كثيرا في النظام السياسي الديمقراطي حيث تمر القرارات، صغيرها وكبيرها، عبر مؤسسات متعددة وتخضع لنقاشات مطولة وتحتاج الى أصوات النواب كما تحتاج الى القبول الشعبي، لذلك فإن إطلاع النخب السياسية بمختلف مواقفها وإتجاهاتها على المضامين الاولية للإتفاقية العراقية الامريكية طويلة الأمد وكذلك إطلاع الرأي العام والقوى السياسية على مجريات المباحثات بين الطرفين هو حماية للقوى والشخصيات التي تشارك في هذه المباحثات كما إنه حماية للإستقرار الداخلي ووسيلة لتجنب الاحتقانات والاتهامات وربما المواجهات المؤذية.
من حق المواطنين والنخب السياسية وحتى القوى المعارضة للحكومة سواء من داخل العملية السياسية او من خارجها الاطلاع المبكر والتفصيلي على الاتفاقية المزمع توقيعها وكذلك الاطلاع على مجريات المباحثات لأن كل ذلك هو شأن عراقي عام يتحمل مسؤوليته وتكلفته العراقيون جميعا دون إستثناء، وكما يهتم الساسة الامريكان بالاطلاع على الاتفاقية التي قد يتحملون مسؤولية الالتزام بها بعد أن يصبحوا في موقع القرار فمن حق الساسة العراقيين كذلك إن يعرفوا ما يجري من عمل في هذه الاتفاقية.
من المعروف إن هناك حساسية مرضية متوارثة تسيطر على التفكير الشعبي في المنطقة كما تسيطر على تفكير القوى المتطرفة من توقيع إتفاقيات عسكرية وأمنية مع دول غربية كبرى ويحيط مثل هكذا إتفاقيات الكثير من الغموض الذي يصعد من نشاط نظرية المؤامرة ربما بسبب تجاهل أنظمة دول المنطقة للرأي العام الشعبي رغم تحمل الشعب لأعباء تنفيذ تلك الاتفاقيات التي تستحوذ الأنظمة الحاكمة على منافعها ولاطريق للخلاص من كل ذلك إلا عبر المكاشفة والمشاركة في الحوار للتوصل الى أكبر درجة ممكنة من الاتفاق بين المكونات السياسية أو بين فئات الشعب.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح
- الحاجة الى معايير جديدة
- عوامل العنف الكامنة
- خصخصة الحرب في العراق
- تفعيل قانون الأقاليم
- كفاءة الديمقراطية في العراق
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي
- شفير المواجهة
- الملامح العراقية للإتفاق القادم
- خرائط معقدة
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي
- الارهاب والاستبداد
- تجربة الهيئات المستقلة
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - سياسة الكتمان