أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - لغم مكشوف














المزيد.....

لغم مكشوف


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ إنطلاق العملية السياسية في العراق برز تناقض أساسي حكم هذه العملية وأثر على توجهات وتصرفات الولايات المتحدة في العراق، وتمثل التناقض في صعود التنظيمات السياسية الدينية الى واجهة السلطة، طبعا لا يمكن إتهام الولايات المتحدة بالضغائن الطائفية لكن مجمل تصورات الولايات المتحدة عن وجودها في العراق تعرضت للخطر مع صعود هذه التنظيمات، فلم تكن دوائر القرار في واشنطن تتصور أن تحل قوى دينية محل البعثيين فالقوى السياسية الدينية في الشرق الاوسط عموما تعتبر مرفوضة أمريكيا وكثيرا ما برر بقاء صدام بعد إخراج قواته من الكويت بسبب البديل المحتمل، كما إن القوى الصاعدة لم تكن ذات توجهات دينية فحسب بل إنها أيضا قوى صديقة لإيران وهنا تحديدا تصبح العلاقة المعقدة بين القوى الحاكمة في العراق وكل من الولايات المتحدة وإيران أشبه بلغم ينتظر الانفجار، وإذا كان هذا اللغم مستترا فإنه مع قضية الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة أصبح لغما مكشوفا، يراه الجميع وبينما تحاول بغداد وطهران وواشنطن عدم مسه فإن أطرافا إقليمية وداخلية تنتظر الانفجار بفارغ الصبر وهي تتفرج على أقدام ساسة العواصم الثلاث تناور وتراوغ لئلا يقع المحذور.
كل من طهران وواشنطن تنظران الى العراق على إنه نقطة ضعف الطرف الآخر التي يمكن إستغلالها لوقف طموحاته، وإذا كانت طهران ترى في العراق جرحا أمريكيا يمكن بالضغط عليه تصعيد الالم والصراخ في منطقة رأس القرار السياسي الامريكي، فإن واشنطن ترى في العراق سكينا يمكن الحلم بإستخدامها لطعن خاصرة طهران يوما ما.
لكن العراق شكل بتغيراته خطرا على الجميع، وهو خطر لم يقصده العراقيون، ذلك إن التغييرات التي حدثت في العراق إذا ما أستقرت العملية السياسية ستؤثر على مستقبل النظم الحاكمة في المنطقة حتى مع تراجع خطط واشنطن لشرق أوسط كبير وجديد يكون فيه العراق واحة لنشر الديمقراطية، وحكومات دول المنطقة تعلم إن أول خطوات الاستقرار للنظام السياسي الحالي في العراق ستكون بتوقيع الاتفاقية الامنية مع واشنطن، فالحكومات الموالية لأمريكا في المنطقة تعرف إنه لولا إتفاقياتها المماثلة مع واشنطن لتعرضت الى مخاطر كبيرة ربما كانت أدت الى الاطاحة بها منذ زمن بعيد، وحكومات الدول المعادية لواشنطن تعرف هي الاخرى ثمن ذلك العداء كما تعرف إن العراق بدون هذه الاتفاقية سيكون مشروع نفوذ محتمل لها تمارس فيه صراعاتها بعيدا عن أراضيها.
حتى يخرج العراقيون من حقل الالغام هذا عليهم أن يفكروا بإستخدام الآخرين ووضعهم أمام إختيارات صعبة فبدل أن تضغط كل من واشنطن وطهران على بعضهما البعض بإستخدام العراق على العراقيين أن يضغطوا على العاصمتين عبر توسيع خياراتهم، وأن يقايضوا كل من الطرفين عبر التلويح بإمكانية التحول الى حليف أو خصم بالابتعاد أو الاقتراب منه.
إنها مناورة صعبة ولكنها مثمرة كما إنها ليست مستحيلة وهي مناورة عادية في أعراف السياسة وكل ماتحتاجه هو أولا، ساسة يتصرفون على إنهم رجال دولة وليسوا زعماء أحزاب أوقبائل أوطوائف، وثانيا خطاب سياسي عراقي موحد على المستوى الحكومي على الاقل.






#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم الحصاد
- تقييم سلطة المحافظات
- تعطيل الديمقراطية
- تجميد العملية السياسية
- الاتفاقية ...شذرات وأوهام
- الآخرون في العراق
- تكاليف الترميم
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا
- هل إقتربت الحرب؟
- وقود رخيص جدا
- الانشقاقات والابواب المغلقة
- قبل الإنتخابات
- جولات المصالحة العراقية
- الأول من آيار 00 العمال في عالم متغير
- طرق مهملة في العراق


المزيد.....




- بعد تأجيله بسبب الأحداث الإقليمية.. مصر تكشف عن موعد الافتتا ...
- غزة: انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قا ...
- -خطيئة كبرى- و-غيمة صيف-.. هكذا علّق حزب الله على قرار تجريد ...
- قبيل -مهلة العقوبات-.. بوتين يستقبل الموفد الأميركي ويتكوف ف ...
- -الموت للجيش الإسرائيلي-.. كتابات مناهضة وإحراق مركبات في سا ...
- -يعملون هُنا وقلوبهم تنبض هناك-
- من -جادة الأسد- إلى -جادة الرحباني-.. تغيير اسم طريق رئيسي ف ...
- الميكروبلاستيك: أي تحديات صحية في عصر البلاستيك؟
- الناسا تسعى لبناء أول مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 20 ...
- من هو روبرت أوبنهايمر -أبو القنبلة الذرية- التي غيرت مسار ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - لغم مكشوف