أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - النفخ في الجمر














المزيد.....

النفخ في الجمر


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2378 - 2008 / 8 / 19 - 05:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية العملية السياسية سارعت بعض القوى الى النفخ في جمر الطائفية الذي كان مخبوءا تحت رماد الانهيار الكبير، لكن قوة النفخ سرعان ما أشعلت النار التي أصابت الجميع وشوهت البناء السياسي الجديد وأضعفت الدولة، وحتى بعد أن ضعفت أنفاس النافخين في جمر الطائفية، فإن ذيول الكارثة التي أحدثوها ما زالت موجودة ولعل أبرزها ظاهرة المهجرين وكان إستيعاب الدرس في مقدمة المسؤوليات التي تقع على النافخين في الجمر.
في أزمة كركوك تبين أن لا أحد من النافخين في الجمر قد إستوعب الدرس، بل إنهم تعمدوا مضاعفة جهودهم غير عابئين بما قد ينجم عن ذلك من إنعكاسات على الشارع والوضع الامني وغير حذرين مما قد يصيب النسيج الاجتماعي من تصدعات جديدة، وإنجرفوا بخطاب تهييجي أعمى وتعاملوا مع القضية من خارج سياقاتها البرلمانية والدستورية وتمت صياغة القضية في خطاباتهم على إنها إصطفافات قومية ومواجهة مصيرية لا يمكن حسمها إلا بهزيمة طرف وإنتصار الآخر.
كل الذين تعاملوا مع قضية كركوك يدركون أهمية هذه المدينة في الحفاظ على تماسك الدولة العراقية وتأثيرها على إستقرار المجتمع كما إنها قضية تؤثر على إستقرار منطقة الشرق الاوسط ومع ذلك سعى النافخون في الجمر الى حشر قضية كركوك كموضوع جانبي في ملف إنتخابات مجالس المحافظات، ورغم تأجيل تنفيذ المادة 140 من الدستور لأكثر من مرة بسبب ملابسات وتعقيدات تنفيذها فإن البعض حاول تمريرها في أيام، دون الفصل بين القضايا الآنية التي تحتاج الى تمرير سريع والقضايا المصيرية التي تستوجب بحثا مطولا خاصة وإنها ترتبط بإستقرار البلاد.
من حق كل طرف أن يتبنى ما يشاء من مواقف وتوجهات على أن يعترف بهذا الحق لبقية شركائه في العملية السياسية ولا يصادر آرائهم أو يشكك في ولائهم ووطنيتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق وصلاحيات دستورية واضحة كتلك التي إستند إليها مجلس الرئاسة في نقضه لقانون إنتخابات مجالس.
ما دار من جدل في قضية الانتخابات وكركوك وطريقة إنتاج الخطابات المحتقنة يذكر بالجهود التي بذلتها بعض المنظمات والمؤسسات الدولية من أجل ترسيخ ثقافة الحوار الهادئ بين الساسة العراقيين والذين تحدثوا بمهارة في الحلقات والمحاضرات التي عقدت لهذا الغرض، مهارة تثير الاعجاب بسرعة تقمص هؤلاء الساسة للخطاب الهادئ والمتعقل الذي تبين فيما بعد إنه مجرد إستعراضات إعلامية تبث حصريا في العواصم الغربية، أما في بغداد فقد إستمرت الخطابات النارية على حالها.
على النافخين في الجمر أن يجيدوا الفصل بين المواضيع الآنية التي تنفع معها الصفقات السريعة والقضايا المصيرية التي يمكن أن تجر البلاد الى حافة الاقتتال، كما إن عليهم أن يحذروا من إمتداد النيران الى ثكناتهم الهشة.
لقد كان العراق في غنى عن الخطابات المحتقنة التي تدفع بالشارع الى المواجهة وتوجيه الاتهامات جزافا بهدف القفز على الاستحقاقات السياسية وتعديل الاصطفافات بما ينسجم مع المتغيرات بعدما تبددت أسس خطابات التهييج السابقة.
إن بناء مؤسسات سياسية رصينة يحتاج الى قوى قادرة على تحديد سقوف خطاباتها وطبيعة اللغة المستخدمة في الجدل خاصة في مرحلة التأسيس.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معادلة الأمن وحسابات السياسة
- المطبخ السياسي العراقي
- تأويل التأجيل
- الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك
- صراع الرموز
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف
- موسم الحصاد
- تقييم سلطة المحافظات
- تعطيل الديمقراطية
- تجميد العملية السياسية
- الاتفاقية ...شذرات وأوهام
- الآخرون في العراق
- تكاليف الترميم
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان


المزيد.....




- السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يثير تفاعلا بصور تخرج ابن ...
- لحظة تفاجؤ متحدثة خارجية أمريكا عند علمها من مراسلة CNN بتغي ...
- العراق.. فيديو غضب مقتدى الصدر وما فعله على منصة خلال كلمة م ...
- بولتون: الفوضى جزء من حمض ترامب النووي
- مستشار سابق لبوتين: صفقة المعادن استعباد استعماريٌّ جديد لأو ...
- ترامب يعلن -أيام النصر- للحربين العالميتين الأولى والثانية
- -نحن نغرق-.. نداء استغاثة من سفينة -أسطول الحرية- المتجهة لغ ...
- مع حلول شهر مايو.. موسكو وضواحيها تتعرض لموجة قياسية من المط ...
- -ناطقة بالروسية-.. واشنطن تعين قائمة بالأعمال لسفارتها في كي ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة ن ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - النفخ في الجمر