أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ساطع راجي - الانتخابات والهويات المكتومة














المزيد.....

الانتخابات والهويات المكتومة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 08:15
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


تشهد الحملة الانتخابية الجارية حاليا في البلاد وجود عدد كبير من القوائم التي تحمل إسم "المستقلة" فيما يشير مراقبون وساسة الى إن العدد الاكبر من القوائم "المستقلة" يتبع أحزابا معينة وتحظى القوائم بالدعم المالي والاعلامي من تلك الاحزاب.
كتمان الهوية الحقيقية للقائمة يعود الى عدة أسباب وفي مقدمتها رغبة بعض الاحزاب في التملص من حالات الفشل سواء في عدم الفوز بالانتخابات السابقة أو في عدم إيفائها بوعودها الانتخابية بعد حصولها على مقاعد في مجلس النواب ومجالس المحافظات وسوء أداء المسؤولين الذين رشحتهم هذه الاحزاب، كما إن بعض الاحزاب تعمد الى إغراق الساحة الانتخابية بالمرشحين فتدخل الى الانتخابات بقائمة تحمل إسمها الصريح وتدفع بعض أعضائها أو المقربين منها الى دخول الانتخابات بقوائم "مستقلة" بما يؤدي الى إختلاط الامور على الناخبين بطريقة تقلص من حظوظ القوى الصاعدة عبر تشابه الاسماء.
كما إن بعض الاحزاب لجأت الى تغيير أسماء قوائمها أو طرحها كقوائم مستقلة تماشيا مع توقعات ومخاوف من تحول توجهات الرأي العام.
قد لايكون هناك قانون يمنع حزبا أو تنظيما سياسيا ما من طرح قائمة لا تحمل أسمه أو لا تعلن بصراحة عن إنتمائها ولكن ألا يعد ذلك إنتهاكا لروح الدستور الذي يؤكد على الشفافية، وألا تعد هذه الممارسة تضليلا للناخب بما يدفعه الى بناء قراره التصويتي على معلومات غير دقيقة؟.
وجود شخصيات محترمة ومقبولة في قائمة ما لا يبرر إخفاء الانتماء الحقيقي لهذه الشخصيات لأنها في كل الاحوال ستلتزم بقرارات الاحزاب التي دعمتها كما إنها قد تحرم الناخبين من محاولة إنتاج مجالس محلية متوازنة لا يتفرد فيها طرف بصنع القرار، كما إن إلتزام القوى السياسية بالتعامل الشفاف مع جمهور الناخبين يمنع المتاجرة بالاصوات أو الانقلاب على الاستقلالية التي توصل بعض الافراد أو القوائم الى مقاعد مجالس المحافظات.
إن دخول بعض القوى السياسية الى ساحة المواجهة الانتخابية بتسميات مضللة هو إلتفاف على الممارسة الديمقراطية التي تتطلب الكشف الكامل عن توجهات المرشحين، بل إن الديمقراطية المتقدمة تتطلب الكشف حتى عن العلاقات الشخصية والمرجعيات الفكرية للمرشح فموقع القيادة وإدارة حياة الشعوب ليست بالامر الهين الذي يترك لنزوات وميول الحكام والمشرعين وحاجاتهم وعلاقاتهم الشخصية، وإذا كانت الشفافية في بعض البلدان قد وصلت الى التفاصيل الدقيقة للحياة الشخصية للمشتغلين في السياسة فإن الفصل الكامل بين شخصية السياسي ودوره الرسمي لم يصل بعد الى المراحل المناسبة لتحقيق الادارة الفعالة، والمؤلم إن في العراق من لا يكتفي بحجب المعلومات عن الناخبين وعامة الشعب بل يذهب الى حد إنكار المنظومة الفكرية التي يتبناها والانتماء العقائدي له وتنظيمه السياسي الذي يلتزم بتعليماته وبرامجه.
الامر الطبيعي والمعتاد الذي يجب أن تقوم به القوى السياسية للخلاص من تبعات فشلها في السابق هو أن تسعى الى الاعتراف بذلك الفشل وكشف أسبابه ومسببيه ومن ثم السعي الى تجاوزه، وستكون هذه الاجراءات أكثر فعالية في جذب أصوات الناخبين من جديد بدل كتم الهوية السياسية وإنكار الاصل.
قد تكون كلمة "غش" كلمة جارحة لكنها الوصف الدقيق لعملية كتم الهوية الحقيقية لأي قائمة إنتخابية وهو ما يشكل بداية سيئة للعلاقة بين القوى السياسية والشعب، وإذا كانت الخطوة الاولى للعمل تقوم على الغش فكيف سيكون مستوى الاداء المستقبلي وما هو حجم الالتزام بالوعود والبرامج وأية نزاهة نتوقعها في المرشح إذا ما حقق الفوز؟!.
في هذه الحملة الانتخابية دخل مصطلح سياسي جديد الى نفق التشويه في العراق، إنه مصطلح "المستقل" لينضم بذلك الى المجموعة الكبيرة من المصطلحات التي فقدت دلالتها الحقيقية في حمى المناورات والاحتيالات.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يبحث عن حلفاء
- الديمقراطية ليست لعبة روليت
- رسائل سيئة
- مصدر قوة المالكي
- عراق بلا إتفاقية
- تغيير المواقف
- مناورات الاتفاقية
- مصير الميزانية
- عالم يتغير...عالم ينتحر
- الملفات العراقية في دول الجوار
- علامات الوضع الهش
- تحريم الاتفاقية..المسؤولية والقرار
- تحريم الاتفاقية..تشويه الدين والسياسة
- شجاعة صنع القرار
- طائفية ألكترونية
- الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات
- الاجنحة العشائرية
- مخاوف الفراغ الامني


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ساطع راجي - الانتخابات والهويات المكتومة