أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - رسائل سيئة














المزيد.....

رسائل سيئة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم المواقف والمطالب المتبادلة في الساعات الاخيرة قبل التصويت على اتفاقية سحب القوات في مجلس النواب طالبت بعض القوى بإلغاء المحكمة الجنائية العالية المختصة بمحاكمة مسؤولي النظام السابق عن الجرائم التي إرتكبوها ضد الشعب العراقي، وطالبوا كذلك بإلغاء قانون المساءلة والعدالة (إجتثاث البعث بعد تعديله)، وهذه القوى ربما كانت تهدف من تلك المطالب رفع سقف شروطها لتمرير الاتفاقية ورفع السقف هذا يهدف الى الحصول على مطالب ثانوية أخرى أصغر حجما وأقل أهمية وهي مناورة معروفة في عالم السياسة، وربما كانت تهدف هذه القوى الى تسويق نفسها مجددا بشعارات قديمة مع إقتراب موعد الانتخابات المحلية، وقد تكون هذه القوى خضعت لإرتباطاتها الاقليمية والشخصية عندما قدمت مطالبها.
لكن في كل الاحوال كانت مجموعة المطالب التي تقدمت بها هذه القوى تمثل رسائل سيئة بعث بها الى جهات عدة في العراق.
الذين تقدموا بالطلبين ظهروا وكأنهم لا يعتبرون ما أرتكبه النظام السابق ضد الشعب العراقي طوال عقود جرائم تستحق المحاكمة، كما إنهم يشيرون بشكل ما الى شرعية ما فعله فلول النظام بعد نيسان 2003 وبالتالي فإن تبرئة النظام السابق تعني طعنا في شرعية النظام السياسي الجديد كما إنها تعني إمكانية عودة مكونات النظام السابق الى السلطة من أي باب شاؤوا وتقود إلى إن ضحايا ذلك النظام مجرمين يستحقون ما لحق بهم من عقاب وهو الامر الذي يعني تثبيت تهم العمالة والخيانة التي كان النظام السابق يكيلها لمعارضيه، وكل هذه المعطيات تؤدي الى إنهيار الدعائم الهشة للثقة بين المكونات السياسية، كما إنها تمنح الامل لأعداء النظام السياسي الجديد بمواصلة جهودهم الدموية والاجرامية والتحريضية.
حتى لو كان مطلبا إلغاء المحكمة الجنائية العليا وقانون المساءلة والعدالة غير مقصودين بذاتهما ويرميان الى تحقيق مطالب أخرى، فإن النتائج السلبية المترتبة على مجرد المطالبة الاعلامية هي أكبر بكثير من منافع كل المطالب السرية أو الهامشية على مقدمي الطلبين أنفسهم، فهذا المنهج يمنح مبررات لما يسمى بسياسات الاقصاء والتهميش في حين هي مجرد إنعكاس لأمثال تلك المطالب.
ليس من مصلحة أي طرف سياسي فاعل أن يحشر نفسه مع نظام سياسي منهار ويتحمل أخطاء ذلك النظام ويدافع عمن أرتكبوها، خاصة وإن ذلك النظام لم يكن يتح له فرصة الحراك السياسي الحقيقي، ولو قيض للنظام السابق أو بعض أفراده أن يعودوا للسلطة فإنهم لن يفرقوا في إنتقامهم بين من دافع عنهم أو حاربهم طالما إن الجميع شاركوا في النظام السياسي الجديد، وهناك شواهد لا تحصى عن منهجية "رد الجميل" بطريقة بشعة في سجلات النظام السابق.
صحيح إن المناورة والضغط جزء من لعبة السياسة لكن في كل الاحوال هناك موازنة بين فوائد ومضار كل طرح سياسي وكل فرضية ومناورة، حتى عندما يكون الامر مجرد دعاية مجانية.
لقد وصلت العراقيين رسائل سيئة عبر بعض المطالب وقد تستغل هذه الرسائل في الحملات الدعائية للإنتخابات القادمة، ولذلك على من ساهم في تقديم تلك الرسائل أن يسارع الى توضيح موقفه ويخفف بعضا من آثار رسائله التي قد تعيد حلقة الاحتقانات من جديد.
لن ينجح أحد في الاستيلاء على مؤيدي النظام السابق أو من تبقى منهم فهؤلاء لن يغيروا قناعاتهم ولكنهم عندما لا يجدون أحدا يتبنى تركة ذلك النظام وإطروحاته فإنهم قد يضطرون الى السير مع التيار الجديد على الاقل لتحقيق مصالحهم المعيشية.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصدر قوة المالكي
- عراق بلا إتفاقية
- تغيير المواقف
- مناورات الاتفاقية
- مصير الميزانية
- عالم يتغير...عالم ينتحر
- الملفات العراقية في دول الجوار
- علامات الوضع الهش
- تحريم الاتفاقية..المسؤولية والقرار
- تحريم الاتفاقية..تشويه الدين والسياسة
- شجاعة صنع القرار
- طائفية ألكترونية
- الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات
- الاجنحة العشائرية
- مخاوف الفراغ الامني
- مفهوم الانسحاب
- إستضافة أم إستجواب؟!
- منزلق الشعارات


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - رسائل سيئة