أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تغيير المواقف














المزيد.....

تغيير المواقف


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 06:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو إن الوزراء الذين صوتوا لصالح تمرير الاتفاقية في مجلس الوزراء يوم الاحد الماضي لم يكونوا جميعهم يعبرون عن مواقف كتلهم، أو إن كتلهم إستخدمتهم لدفع الحكومة الى إقرار الحكومة لإحراج رئيس الوزراء في مجلس النواب بعد ذلك، أو إن بعض هذه الكتل لا تقوى على تأييد الاتفاقية في مكان علني مثل مجلس النواب، لكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهل الارتباطات الاقليمية لبعض القوى السياسية العراقية وكذلك رغبتها في تحديد موقفها بناء على قراءات سياسية حزبية لتأثير الاتفاقية على وضعها المستقبلي في معادلات السلطة.
بإستثناء حزب الدعوة والتحالف الكردستاني تسيطر الضبابية على مواقف الكثير من القوى السياسية المشاركة في الحكومة كما يسود الاضطراب مواقف القوى من خارج الحكومة حتى التي عرفت بعلاقتها القوية مع الولايات المتحدة، ويبدو إن هذه القوى تعاني من القراءات المزدوجة لقضية الاتفاقية فهناك طموحاتها الحزبية التي قد يقف توقيع الاتفاقية حائلا دونها لأنها ستضع نهاية لفكرة الانقلابات، وهناك أيضا المصير المجهول لها وللعراق في حال عدم توقيع الاتفاقية.
لقد صرح بعض النواب بعدم إمكانية تمرير الاتفاقية الامنية في مجلس النواب، ويبدو إن هذا الرأي يتمتع بشعبية بين الكتل السياسية لكن في نفس الوقت هناك الدور الامريكي حيث من المتوقع أن يتصل ساسة ودبلوماسيون أمريكان بالقوى السياسية المختلفة لإستطلاع رأيها وموقفها وعند ذاك سيكون موقف معظم القوى مؤيدا للإتفاقية، فهذه القوى العراقية تريد الحصول على ما يشبه "إتفاقية خاصة" مع الولايات المتحدة تضمن وجودها ومستقبلها في المعادلات المعقدة للسلطة والحكم في العراق، وقد إعتادت الساحة السياسية العراقية على لعبة المماطلة لإستدراج الدور الامريكي بما يضمن تحقيق المكاسب وتدخل في هذا الاطار مكونات جبهة التوافق.
والقوى السياسية المماطلة في إعلان موقفها تريد أن تضع رئيس الوزراء تحت تهديد الضغط بوصف مقيت في الذاكرة السياسية والثقافية المشوهة للشرق الاوسط وهو وصف "توقيع إتفاقية مع دولة كبرى" ولكن هذه القوى تضمر في نفس الوقت خوفا من ظهور رجل واحد قوي في العراق بسبب توقيعه لإتفاقية مع الولايات المتحدة يختطف منها كل عناصر قوتها ولا يكون بحاجة لدعمها، ولذلك تمارس بعض القوى المشاركة في الحكومة سياسة التغيب عن المشهد كما تمارس قوى أخرى المماطلة على أمل تمديد التفويض الاممي لوجود القوات الامريكية لعام آخر حيث تأمل بصعودها الى رئاسة مجلس الوزراء في الانتخابات النيابية القادمة، ويبدو موقف المجلس الاعلى والقائمة العراقية وتيار الاصلاح هو الاقرب الى هذا التحليل، وفي نفس الوقت فإن التيار الصدري يستمر في رفضه للإتفاقية بغض النظر عن مضمونها ومعه في ذلك قوى وتنظيمات أخرى ودوافع هذا الموقف الصلب لا يعود الى الاسباب التي يعلنونها بل لأنهم سيفقدون شعاراتهم وبرنامجهم الوحيد الذي يتبنونه، بتمرير الاتفاقية التي تحدد سقفا زمنيا قريبا لخروج القوات الامريكية مع وجود رئيس أمريكي يرغب فعلا في تنفيذ هذا الانسحاب، بمعنى إن القوى التي رفضت الوجود الامريكي بإستمرار كانت تعيش وتستمر في الحياة بسبب هذا الوجود نفسه وهي ستعيش حالة من الضياع في عراق بدون أمريكان ولن يكون أمامها غير تبني شعارات وبرامج إجتماعية متشددة ثبت إن العراقيين يرفضونها خلال السنوات الماضية كما إن النظام السياسي سيكون مستقرا بدرجة تمنعهم من محاولة التفرد بالسلطة بعيدا عن الاليات الديمقراطية التي يعملون بها دون إيمان بهذه الآليات.
هناك تقاطع حقيقي بين مصير العراق ومصير بعض القوى السياسية ويبدو إن موضوع الاتفاقية قد كثف وإختزل هذا التقاطع.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناورات الاتفاقية
- مصير الميزانية
- عالم يتغير...عالم ينتحر
- الملفات العراقية في دول الجوار
- علامات الوضع الهش
- تحريم الاتفاقية..المسؤولية والقرار
- تحريم الاتفاقية..تشويه الدين والسياسة
- شجاعة صنع القرار
- طائفية ألكترونية
- الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات
- الاجنحة العشائرية
- مخاوف الفراغ الامني
- مفهوم الانسحاب
- إستضافة أم إستجواب؟!
- منزلق الشعارات
- إدارة ملف الاتفاقية
- سلاح الاعلام
- خلافات عادية


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تغيير المواقف