الانتخابات..ظلال من الشك

ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:15
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

تتراكم مجموعة مؤشرات تقود إلى تكوين شبكة من الشكوك تحيط بانتخابات مجالس المحافظات القادمة في مقدمتها الارتباك الذي يشوب تصريحات بعض أعضاء مفوضية الانتخابات الذين صرحوا قبل أيام معترفين بوجود مئة كيان سياسي خرق قانون الانتخابات وفرضت عليها عقوبات ولكن لم تكشف أسماء تلك الكيانات ولم تحدد خروقاتها رغم الوعد بذلك، كما إن المفوضية حاولت فرض مدونة للسلوك الإعلامي جوبهت برفض شديد مما حدا بالمفوضية إلى التراجع عنها، والأخطر من كل ذلك إن المفوضية أعلنت في الأيام الأخيرة إن ورقة الاقتراع لن تضم أسماء المرشحين، بل سيكون فيها أسم الكيان السياسي وأرقام المرشحين فقط وهذا يفقد النظام الانتخابي توازنه الذي أريد له أن يكون وسطا بين القائمة المفتوحة والقائمة المغلقة ولكن الوسط لم يكن خير الخيارات في انتخابات مجالس المحافظات، صحيح إن وجود أعداد كبيرة من المرشحين عذر مقبول من المفوضية للتغاضي عن أسماء المرشحين لكن كان بإمكان المفوضية دراسة هذه العقبة مسبقا وإيجاد الحلول لها فضلا عن إمكانية الضغط باتجاه نظام الدوائر الصغيرة التي كان من الممكن أن تقلص الجهود والنفقات كثيرا، وإغفال أسماء المرشحين هو عودة إلى القائمة المغلقة بشكل ما. كما إن مفوضية الانتخابات لم تحدد آلية لتوزيع المقاعد وحسابات الأصوات وهي تعد بالكشف عنها قريبا وأيضا شاركت المفوضية مع مجلس النواب في ترك موضوع حصة النساء طي الغموض حتى الآن، فضلا عن النسخ المتعددة لقانون انتخابات مجالس المحافظات وما ثار حولها من جدل.
في الجانب السياسي، يلتقي مسؤولون حكوميون هم في الوقت نفسه قادة حزبيون، بشكل متواصل مع شرائح اجتماعية مختلفة وهم يتحدثون مع هذه الشرائح ويطلقون الوعود دون أن يحددوا صفتهم خلال ذلك فيما إذا كانوا قادة أحزاب يروجون لقوائمهم أم إنهم مسؤولون في الدولة سيلزمون دوائرهم ومؤسساتهم بتنفيذ الوعود، والاهم إن هناك ممارسات تنظيمية تتزايد وهي معلقة بين الحزبية والدولتية لا يعرف مصدر المال الذي ينفق عليها ولا مصيرها بعد انتهاء "العرس الانتخابي".
وفي مناخ التنافس الانتخابي استهدف عدد من المرشحين وتعرضت ملصقات للتمزيق واتهمت الكيانات بعضها البعض بالمزايدات واستغلت شعائر دينية ولم تتوقف خروقات الحملات الانتخابية وتم تبادل الاتهامات باستغلال المناصب والأموال العامة ودوائر الدولة في الحملات الانتخابية، كما تم تبادل الاتهامات والتخويف من تأثير الأجهزة الأمنية على مسار الانتخابات ومن مسؤولين كبار في الدولة وساسة بارزين بطريقة تؤثر سلبا على سمعة الأجهزة الأمنية ودون دليل واضح على إمكانية حدوث ما يتخوف منه .
هذه الإرباكات والمشاكل قد تبدو عادية لكن يبدو أن جزءا منها تمت صياغته بعناية مسبقا وهي تؤشر أيضا حالات من تخلف الإدارة السياسية وفشلها وفسادها ويمكن أن تلقي بثقلها على الوضع الأمني وتقوض تحسن عندما يأخذها بالحسبان كل أو بعض الذين سيخسرون في الانتخابات وهم كثر كما إن هذه الارباكات والمشاكل وحدة التنافس ستؤثر على العلاقات بين القوى السياسية التي ستجمعها مجالس المحافظات بعد طول مواجهة وهو ما سينعكس على أداء المجالس والإدارات وتمهد بعد ذلك لمواجهة أشرس في إنتخابات الاقضية والنواحي القادمة.

#ساطع_راجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل