أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دولة الكلمات














المزيد.....

دولة الكلمات


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساستنا معجبون حد الهوس بالكلمات التي يتنافسون على إلقائها في كل زمان ومكان بطريقة إستفزازية وإستبدادية، وهم بالكلمات ينهون المهمات الصعبة في ثوان معدودة ولأنهم يجب أن يقولوا شيئا ما في كل فرصة يتاح لهم فيها ذلك، أو في كل فرصة يصطنعونها ليقولوا شيئا ما، فإنهم غالبا ما يقولون أشياء لا معنى لها إلا إذا إعتبرنا الطنين والرنين لهما معنى بمجرد إحداثهما، وغالبا ما يسيطر الساسة والمسؤولون على المناسبات والاحداث العامة ليحولوها الى مجرد فرصة لإلقاء كلمة لا علاقة لها بالحدث نفسه الذي يضيع بين فقرات كلمة المسؤول لتتحول التغطية الاعلامية الى مجرد نقل لكلمة السيد المسؤول.
لدينا في العراق عدد كبير من المصرحين الذين يشغلون مساحات الاعلام الواسعة وعندما لا يجدون ما يقولونه فإنهم يطلقون وعودا وشعارات وأحيانا يقولون كلاما ينقلبون فيه على أنفسهم.
شهدنا خلال الايام القليلة الماضية حالة مرضية من الانقلابات الكلامية والسيناريوهات المتضاربة والتسابق على الفضائيات للإدلاء بتصريحات لا أساس لها من الصحة ولا فائدة منها إلا في كشف هشاشة المؤسسة السياسية والامنية العراقية، فقد تبادل الوزراء الامنيون إتهامات مبطنة ومعلومات متناقضة وبلغة متشنجة في قضية الضباط الذين إعتقلوا دون أن تتبين حتى الآن تهمتهم الحقيقية ولا مكان وجودهم فالمسؤول الذي دافع عنهم بالامس أشد الدفاع عاد اليوم ليوجه لهم تهما قوية، ليكون أمن البلاد وإستقرارها جزءا من مناوشات كلامية لا بداية لها ولا نهاية، وهي ليست المرة الاولى التي تضيع فيها الحقائق في رياح التصريحات وغموض المعادلات السياسية لتبدو الاجهزة الامنية والسياسية في وضع حرج عندما يوجه مسؤولوها تهما لجهات لا يستطيعون ذكر أسمائها علنا، فينفجر السؤال المستغرب عن سبب الكتمان، فعندما يقول مسؤول يحتل موقعا مهما في إدارة الدولة إن الجريمة الفلانية وراءها طرف إقليمي، أو حزب ما، أو شخصية معينة ولا يبوح بإسم الطرف أو الحزب أو الشخصية، ألا يعني ذلك وجود حالة من العجز أو الخوف أو التواطئ أو المناورة على حساب الوطن، هذا إن كان المسؤول صادقا في إدعائه إمتلاك المعلومات والادلة؟!.
لقد تحولت مواجهة الفساد الى تصريحات ضد الفساد وخطب رنانة تشتم الفاسدين دون التجرؤ على الخطو خطوة واحدة في عملية المواجهة الفعلية، وأصبحت الوحدة الوطنية هي مجموع الكلمات والخطب التي تتحدث عن الوحدة الوطنية، كما إن تقدم بناء المؤسسات الامنية هو الآخر يعبر عنه بحجم الاحتفاليات والخطب، وإلا كيف وجدنا أنفسنا اليوم في حالة مواجهة بين وزارتين أمنيتين في مرحلة خطرة أولى إستحقاقاتها إنسحاب أمريكي من المدن وإجراء إنتخابات محلية تشهد تنافسا قويا وتشكيكا دائما من تدخل الاجهزة الامنية في مجرياتها.
ولا يقل التأثير السلبي للكلمات الرنانة في مجال الخدمات عن تأثيره في المجالات الاخرى، لو دمجنا "منتجنا" أصوات المسؤولين وهم يتحدثون عن الخدمات مع ما تعيشه مدن البلاد من أوضاع خدمية لحصلنا على فيلم تراجيكوميدي فادح في بلاغته يختتم ببعض اللقطات لمسؤولين يتسلمون دروعا وميداليات وشهادات تقديرية تكريما لأدوارهم في عمليات الاعمار وتطوير الخدمات.
كان صدام مهووسا بالكلمات الرنانة، وتحسين الخدمات عبر الخطابات، وتسليح الجيش بالبيانات، حتى حلت الكارثة بالجميع فهل هناك من يريد أن يجسر بين المرحلتين عبر إتمام بناء دولة الكلمات؟!.






#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراف بالأزمة السياسية
- الانتخابات والهويات المكتومة
- العراق يبحث عن حلفاء
- الديمقراطية ليست لعبة روليت
- رسائل سيئة
- مصدر قوة المالكي
- عراق بلا إتفاقية
- تغيير المواقف
- مناورات الاتفاقية
- مصير الميزانية
- عالم يتغير...عالم ينتحر
- الملفات العراقية في دول الجوار
- علامات الوضع الهش
- تحريم الاتفاقية..المسؤولية والقرار
- تحريم الاتفاقية..تشويه الدين والسياسة
- شجاعة صنع القرار
- طائفية ألكترونية
- الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دولة الكلمات