هكذا فضحتنا أنجيلا


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 12:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

لا ريب انها كانت على حق عندما وجهت خطابها إلى الشعوب العربية والإسلامية. .
قالت: هنالك ملايين الآلهة لدى الهندوس، ومئات الآلهة في ميانمار والصين واليابان وبلدان جنوب شرق آسيا، ولديهم اكثر من 1000 عقيدة مختلفة، ومع ذلك يعيشون في سلام و وئام و انسجام، وليست لديهم حروب طائفية. ولدى العرب رب واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد، وعقيدة واحدة، وكعبة واحدة، ولغة واحد. جميعهم من عرق واحد ونسل واحد. تجمعهم روابط مشتركة، ومع ذلك تراهم في خصام واصطدام وتناحر وتنافر حتى تلونت شوارعهم بالدماء بسبب المعارك الطائفية التي يغذيها رجال الدين، وتدعمها السلطات الحاكمة. ومازالت معاركهم مستمرة هنا وهناك. القاتل يصرخ: الله أكبر. والمقتول يصرخ: الله أكبر. والظالم يصيح: لا حول ولا قوة إلا بالله. والمظلوم يصيح: إنا لله وإنا إليه راجعون. .
تتعجب أنجيلا كثيرا من وجود الفقراء في البلدان العربية على الرغم من وفرة ورخاء حقولهم النفطية والغازية، وغنى مواردهم الطبيعية الأخرى. ثم ان عوائد الحج والعمرة وحدها تتجاوز 20 مليار دولار سنويا، فما الذي يمنعهم من توزيع الاموال على فقراءهم ؟، لكن اللافت للنظر ان هؤلاء الفقراء عبروا البحار وخاضوا اخطر المغامرات هربا من البؤس والحرمان، فقرروا الهجرة إلى أوروبا، في حين أوصدت البلدان العربية الغنية أبوابها بوجوههم، ولم تمنحهم تأشيرة الدخول. .
سوف يكتب التاريخ بحروف الخزي والعار كيف تآمر العرب ضد بعضهم البعض، وكيف ساروا بجيوشهم خلف قادة النيتو لاجتياح ليبيا والعراق، وكيف كانوا يدعمون الحرب على غزة، وكيف فرضوا الحصار على أشقائهم العرب. ولديهم الآن 77 شركة عربية تقدم الدعم اللوجستي لإسرائيل. .
وسوف يكتب التاريخ بحروف الذل والهوان كيف تبرعوا بالتريليونات إلى خزينة البيت البيضاوي. لكنهم لم يسمحوا بدخول حليب الأطفال إلى المحاصرين في غرة. .
هذا هو حال الشعوب العربية التي اصبحت طرفا قويا وفاعلا في كل المؤامرات التي تحاك ضدهم.