سوف نواصل انتخابهم . . ولكن


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 20:30
المحور: المجتمع المدني     

الفرق بيننا وبين الحيوانات هو ان الحيوانات لا تسمح أبداً لأغبى القطيع أن يقودها، ولكن طالما ان الأوضاع لم تتغير نحو الأحسن، ولن تتغير نحو الأفضل، وطالما اننا مجرد كومبارس في مواسم انتخابية متوالية، فلا ضير عند عامة الناس من انتخاب الوجوه نفسها عشرات المرات. ولا مانع لديهم من تجاهل المبادئ العقلانية المؤمنة بفكرة: (المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين)، ربما لاننا غير مؤمنين، أو لأنّ ايماننا مشكوك فيه، وهكذا ظل بعضنا يكررون تجاربهم الفاشلة على أمل الحصول على نتائج مختلفة، وظلوا يدخلون أيديهم في اكياس الأفاعي على أمل الحصول على سمكة. وربما لاننا اغبياء ومتخلفين ولا نحسن التصرف مع النخبة المنتخبة من قادة الاحزاب، الذين يتعاملون معنا مثلما يتعاملون مع فئران المختبرات. ولكن متى تأخذهم بنا الرأفة والرحمة والشفقة ؟. ومتى يشملوننا برعايتهم الكريمة، فيوفرون لنا الامن والامان، ويحصرون السلاح بيد الدولة، ويمنحون شبابنا فرص العمل، ويقدمون لنا الرعاية الطبية، ويهتمون بالتعليم، ويضعون ثقتهم بجماهيرهم فيختارون الخبير المناسب للمكان المناسب ؟. .
قد نتفق معهم على انهم من صنف الملائكة الذين لا يخطئون ولا يتعثرون، وانهم الأفضل والأكفأ في فنون الخطابة. ولكن ما الذي قدموه لنا حتى الآن ؟. .
كلهم سوف يفوزون، وكلهم على هذا المسار، وهذا ما دأبت عليه الأنظمة العربية في احتكار معدلات الفوز الساحق بما لا تقل عن ‎%‎85. فقد فاز حسني مبارك عام 2005 بنسبة 88.6% . وفاز عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية ثالثة بحصوله على 89.6% . وفاز زين العابدين عام 2004 في تونس بنسبة ‎%‎94، ثم فاز قيس سعيد في العام الماضي بنسبة ‎%‎90. .
أما على الصعيد العراقي فلا احد يستطيع وصف الغرور الذي يشعر به معظم الذين رسموا خارطة الفشل منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى عشرينيات القرن الحالي. .