المعنى الفيزيائي لأعمارنا الضائعة


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 18:38
المحور: قضايا ثقافية     

عندما نتحدث عن أي مكان ضاعت فيه أعمارنا، في العراق أو في كوكب اليابان، فإننا نتحدث عن البعد الزمني (البعد الرابع). فالزمن لا يتحرك في خط مستقيم، بل ينحني وينحرف وينعطف ويتعاطف ويستجيب للطاقة. ويتأثر بالعوامل الكونية، فعندما تتحسن أحوالنا، ونتحرر من الضغوطات والمنغصات، ونبحث عن الأمن والاستقرار في أرض الله الواسعة، سوف تتغير أحوالنا وتتبدل حالتنا النفسية (الداخلية)، وهذا يعني اننا طوينا مسارنا الزمني في حدود المسافة المحصورة بين إحداثيات مكاننا السابق وبين إحداثيات ملاذنا الآمن الذي انتقلنا اليه، ذلك لأننا لم نعد مقيدين ولا محتجزين ولا معتقلين ولا مسجونين، بل اصبحنا نملك حرية الانطلاق والتحرك الفاعل نحو واحات الأمان. فالبيئة المادية أو: (الحقول الكمية Quantitative fields) لا تعمل وفق معايير الزمن، بل تعمل وفق معايير التردد، لذك فإن افضل الطرق للوصول إلى مستقبلنا هو ما نشعر به الآن، وما نعيشه الآن، وما نكون عليه الآن. .
ينبغي ان لا نكترث لأمر الزمن، لأنه سوف يتكفل بترتيب نفسه بنفسه. أو بتنظيم نفسه بنفسه. .
فهل كان الشاعر الجاهلي (الشنفرى) على علم مسبق بنظرية الكم في الفيزياء حينما قال ؟:
وفي الأرض مَنْأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القِلى مُتعزَّلُ
لعمرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على امرئ
سرَى راغباً أو راهباً وهو يعقلُ
لقد قرأ (الشنفرى) قصيدته في العصر الجاهلي، أما في عالمنا المعاصر فلدينا نظرية جديدة تُشير إلى أن الزمن (أي زمن. . بضمنه زمن الاغتراب خارج الوطن) قد يكون وهماً مُنسجاً على المستوى الكمي. أو قد لا يكون عنصراً أساسياً في الكون، بل هو مجرد وهم ينشأ من التشابك الكمي (quantum entanglement). .
ولله في خلقه شؤون. .