هواجس الحرب المشؤومة القادمة

نشعر بالرعب حينما نسمع تحذيرات الرئيس الأعلى لحلف الناتو عن الحرب العالمية الثالثة، التي يظن انها سوف تندلع عندما يقرر الرئيس الصيني (شي جين بينج) اجتياح تايوان، وعندما يقرر الزعيم الروسي (فلاديمير بوتن) مهاجمة دول حلف شمال الأطلسي لإبقائها خارج نطاق المحيط الهادئ. .
ولكن ماذا لو كانت توقعاتهم غير صائبة، سيما أن معظم التوقعات حول الحروب السابقة والحالية كانت في معظمها خاطئة. .
مثال على ذلك. قولهم: (إن أي مواجهة بين الولايات المتحدة والصين ستكون قصيرة ومكثفة، وستحدد بشكل حاسم نتيجة الحرب في غضون أيام معدودات). .
في حين مازلنا نتابع منذ ثلاث سنوات اشتباكات الحرب الروسية الاوكرانية. ومازلنا نتابع منذ سنوات وقائع الصراع في البحر الأحمر. وبالتالي ينبغي إعادة النظر في احتمالية أنه على الرغم من امتلاك كلا البلدين للأسلحة النووية، قد لا تنتهي الحرب في أيام أو أسابيع، بل قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات. وهذا يُثير التساؤلات حول عدد الافتراضات الأخرى التي تستحق إعادة النظر ؟. .
لا أحد يعرف بالضبط طبيعة الحرب المستقبلية بين الولايات المتحدة والصين، وهناك عشرات الاسباب للتشكيك ببعض الافتراضات المتكررة كثيراً. ثم إن مقارنة ظروف التخطيط الحالية بتلك الخاصة بفترة ما بين الحربين العالميتين تكشف عن العديد من الحالات التي قد لا ترقى فيها توقعاتهم إلى مستوى حقائق الحرب وإطالة أمدها والتعبئة. قد تكون البيئة الأمنية والظروف الاقتصادية والقوات العسكرية اليوم عالماً مختلفاً تماماً عن تلك التي كانت في ثلاثينيات القرن الماضي، ولكن التخطيط لشن الحرب في النظام الأمريكي هو نفسه بشكل أساسي من نواحٍ عديدة. ولهذا السبب، يجب أن نصحح تصوراتنا بخصوص ما سوف يؤول اليه مستقبل الصراع. .
وفيما يلي اهم واخطر الفرضيات:
- الفرضية الأولى: سوف تحدد المعركة الافتتاحية نتيجة الحرب.
- الفرضية الثانية: بمجرد بدء الصراع، فإن القواعد الصناعية الأميركية والصينية سوف تتوسع بسرعة لتتحول إلى ترسانات لوجستية طويلة الأمد.
- الفرضية الثالثة: بعد أن ترتفع وتيرة الحرب ويطول أمدها، ستصبح موارد الطرفين غير محدودة، وسيتم شطب أي سياسات تعوق المشتريات والإنتاج الدفاعي جانباً.
- الفرضية الرابعة: بدون زيادات هائلة في الإنفاق الدفاعي، لن يتمكن الطرفان من إعداد القاعدة الصناعية الدفاعية لتوسيع الإنتاج أو التعبئة.
- الفرضية الخامسة: سوف يحتاج الطرفان إلى المزيد من الذخائر والمنصات والأنظمة الهجومية والدفاعية. .
وللحديث بقية